كلا إن الإنسان ليطغى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ . أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ} :يخبرنا عز وجل عن طبيعة الإنسان إذ يغتر بعطاء الله ونعمته فيصيبه البطر ويستغني عن المعطي وتشغله النعمة عن المنعم, فيطغى ويتجاوز حدوده ويستعلي ويستغنى بل ويدعو غيره لطريقه الأشر.
ونسي أنه راجع إلى ربه فسائله عما أعطاه من أين اكتسبه وفيما أنفقه ولماذا بطر وأشر وضل وتجاوز حدوده, والعقاب المنتظر شديد والتكريم المنتظر يفوق الوصف.
قال تعالى:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8)} [القلم]
قال ابن كثير :
يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان ، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله .
ثم تهدده وتوعده ووعظه فقال : {إن إلى ربك الرجعى} أي : إلى الله المصير والمرجع ، وسيحاسبك على مالك : من أين جمعته ؟ وفيم صرفته ؟
قال ابن أبي حاتم : حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو عميس ، عن عون ، قال : قال عبد الله : منهومان لا يشبعان ، صاحب العلم وصاحب الدنيا ، ولا يستويان فأما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن ، وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان .
قال ثم قرأ عبد الله : {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} وقال للآخر : {إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ] .
وقد روي هذا مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : " منهومان لا يشبعان : طالب علم ، وطالب دنيا " .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن