الحرب في الإسلام لحماية النفوس وفي غير الإسلام لقطع الرؤوس: غزوة تبوك نموذجا
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
الحرب في الإسلام لحماية النفوسوفي غير الإسلام لقطع الرؤوس
غزوة تبوك نموذجًا
كانت غزوة تبوك في رجب سنة 9 هـ، وكان تعداد جيش المسلمين 30 ألف مقاتل بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
خرج الجيش من المدينة المنورة ليُؤدِّب جيش الرومان أكبر قوة عسكرية في العالم في حينه، واستغرق جيش المسلمين شهرًا في الطريق حتى يصل إلى تخوم أرض الروم في تبوك، وقبل وصول جيش المسلمين فَرَّ هاربًا من أمامه جيشُ الروم، وهو أكبر قوة عسكرية في العالم في هذا الوقت.
مكث النبي صلى الله عليه وسلم في أرض تبوك عشرين يومًا ليثبت للعالم وقتها تفوُّق جيش المسلمين على جيوش الرومان التي كانت تحكم قرابة نصف العالم في هذا الوقت، ثم قَفَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائدًا إلى المدينة المنورة بجيوش المسلمين مُظفَّرًا بنَصْر تاريخي.
ولنا هنا ملاحظات تؤكِّدها وقائع التاريخ:
1- لم يقتل جيش المسلمين في هذه الغزوة فردًا واحدًا من الكُفَّار ولا من غيرهم.
2- لم يجرحوا فردًا واحدًا.
3- لم تُدمَّرْ قرية ولا مدينة ولا قبيلة على مدار شهر ذهابًا وشهر إيابًا وعشرين يومًا مكوثًا في تبوك.
4- لم تُغتَصب امرأة واحدة.
هل رأى العالم في التاريخ كله جيشًا قوامه ثلاثون ألف مقاتل يخرج في طريق طويلة تقترب من ألف كيلو متر أو يزيد، ويمكث في مهمته قرابة ثلاثة أشهر، ويمُرُّ على الأخضر واليابس، والخرب والعامر، ولا يقتل إنسانًا واحدًا، ولا تُغتَصب امرأة واحدة، ولا تخرب قرية واحدة؛ بل أكثر من ذلك لم يغتصبوا دينارًا ولا درهمًا من غيرهم، ولم يُدمِّروا حَجَرًا، ولم يقتلعوا شجرًا، ولم يقتلوا بَشَرًا.
الوقائع والتاريخ يثبتان للدنيا كلها أن جيش المسلمين يتربَّع على قِمَّة أخلاق العالم كله بلا منافسٍ ولا منازعٍ، وأن حروب المسلمين كانت لحماية النفوس وحروب غيرهم كانت لقطع الرؤوس، وأن دين الإسلام يأمر بالمحافظة على نفوس الأعداء والأولياء على السواء.