قصيدة : [ إِلَيك يا شهر الصيام ] - عبد العليم محمود فرج حسن
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
1 / إليكَ بَرِيدُ الشَّوقِ يَحنُو ويَعتِبُوكم عاتبٍ يَرجو الوِصالَ ويَرقُبُ
..
2 / وأهواكَ , حتّى لا يَطيبُ بِناظرِيْ
سِواكَ , وهل يُرجَى سِواكَ ويُرغَبُ
..
3 / تَغِيبُ زمانًا , ثم تأتيْ سُوَيعةً
وتَمضي إلى درب الغياب وتَذهَبُ
..
4 / فلا أنتَ ذو أَمْرٍ فتَبقَى على المَدَى
ولا أنا ذو صَبرٍ , ولا الشَّوقُ يَنْضَبُ
..
5 / ولستُ بِنَاهٍـ عنكَ قلبيْ , ولو غدا
على النّار يُحْمَى , أو على الجَمْر يُقْلَبُ
..
6 / تُطِلُّ , فلا شمسٌ يُضاهيكَ حُسنُها
وما الشمسُ إلا أنتَ , والشمسُ كوكبُ
..
7 / فيا مُقْبِلًا ، أَقبِل على ذي مُلِمَّةٍ
يَبُثُّك مِن شَكواهُـ ما ليس يُعرَبُ
..
8 / أَتيتَ ، ودِينُ الله يَدمَى فؤادُهُـ
فأُمّتُنا بالدِّين تَلهو وتَلعبُ
..
9 / وكم مُنْكِرٍ في الدِّين أَمْرًا مُحَتَّمًا
لِيَرضَى عليه القَومُ ، واللهُ يَغْضَبُ
..
10 / ويَكْذِبُ في نَهْج العقائد جَهْرَةً
ويَزعُمُ قُبْحًا أنَّهُ ليس يَكْذِبُ
..
11 / وكم كافِرٍ , في شِرعةِ القَوم مُسْلِمٌ
وكم مُسْلِمٍ , بالكُفرِ يُرمَى ويُنْسَبُ
..
12 / أَتيتَ ، فلا الأيّامُ أيّامُ عِزَّةٍ
وكم عِزَّةٍ , بالدِّين تُعطَى وتُسلَبُ
..
13 / وما عَزَّ إلا المؤمنون بِدينهمْ
كما هُو في القرآن يُتلى ويُكتَبُ
..
14 / فيا رمضان َ الخير ، أَقبلتَ عاتبًا
على أُمّةِ الإسلام ، والدَّمعُ يُسكَبُ
..
15 / غريبٌ , ويَحيا قومُهُ اليومَ غُربةً
وكم جَمرةٍ في غُربة الدِّين تَعْذُبُ
..
16 / ودِينُ الفتى ظَهْرٌ إذا عزَّ ظَهْرُهُـ
وساعدُهُـ في الحادثات ، ومَنْكِبُ
..
17 / فمَرحى بشهر الصَّوم ، يا خيرَ مُقْبل
وكم يُرتَجى فيك المَتَابُ ويُطلَبُ
..
18 / نَهارُكَ وَضَّاءٌ ، ولَيلُكَ مُشرِقٌ
وظِلُّكَ أَمْنٌ للأنام ، ومَهْرَبُ
..
19 / وما ظامئٌ بالصَّوم لِلّهِ ظامئٌ
فيَروِيهِ ذِكرُ الله ، والذِّكرُ صَيِّبُ
..
20 / وفَرحتُه يومَ اللقاء ، وفرحةٌ
وقد كان مُشتاقًا ، فأَذَّن مَغرِبُ
..
21 / فلا تَعذِلِ المُشتاقَ عند لِقائِهِ
بمن كان مُشتاقًا له , حيثُ يَطْرَبُ
..
22 / ويَبْتَلُّ مِنهُ العِرقُ بعد يَبَاسِهِ
ويَطْعَمُ مِمّا يَشتهيهِ ويَشْرَبُ
..
23 / وإنَّ خَلُوفَ المَرءِ يَومَ صِيامِهِ
مِن المِسكِ عِندَ اللهِ أَنقى وأَطيَبُ
..
24 / وكَم نَصَبٍ يَمضِي ، ويَثْبُتُ أَجرُهُـ
ويَعظُمُ أَجرٌ قَدْرَ ما كنتَ تَنْصَبُ
..
25 / وقد صُفِّدت فيهِ الشّياطينُ , فانثَنَتْ
خليفتُها في الإنس , تَغْوِيْ وتَخْلُبُ
..
26 / وما سَيفُها إلا ابتذالٌ وشهوةٌ
وكم شهوةٍ , تَسْبِيْ التّقيَّ وتَغلِبُ
..
27 / وما مَكْرُها إلا أفاعيلُ ثَعلَبٍ
فحسبُكَ مِن مَكْرٍ تَولّاهُـ ثَعلَبُ
..
28 / وما البَعضُ عمّا يَفعَلُ القومُ مُعْرِضٌ
وما القومُ عن فِعل المَكائدِ أَضْرَبُوا
..
29 / فَوَاحسْرتا قَلْبٍ على خَير أُمَّةٍ،
وماذا عساها حسرةُ القلب تَجلِبُ
..
30 / فعُودوا بَنِيْ الإسلام لِلعزِّ , وارجِعُوا
وكُلٌّ له في عَودةِ العِزِّ مَذهَبُ !