في ظلال الليل
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
مطر وبرق ورعد ورياح هوجاء تئن القلوب أرقا وإرهاقا وتعبا تتقلب الأجساد بردا بلا أنيس أو جليس يا دار كوني بردا وسلاما على الحبيب من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم رغبا ورهبا للعزيز..فلا موعد لطعام أو شراب..
لا موعد لنوم أو يقظة..
لا موعد لبرد أو دفئ..
لا موعد لمرض أو صحة..
ففي سكون الليل..
وتحت ضوء القمر..
والقوم نيام..
مطر وبرق ورعد ورياح هوجاء..
تتوالى الزخات تتقاطر..
تتهادى..
على الجدران والزجاج والنوافذ والطرقات..
تهيج البحار والأنهار غضبا عاصفا..
تتلاطم الأمواج..
تتدافع..
تتوالى تكشر عن أنيابها تلطم الوجه الحزين من بعد مبسم تحطم الضلوع، تهشم العظام المرهقة..
تتبدل اللمحات، تسكب العبرات..
تقرع السكون، تهيج النفوس..
تحزن القلوب..
نتذكر الصغار النيام في العواصف الهائجة..
أب بعيد وقلب قريب وروح عالقة..
ورب رحيم ذو حكمة بالغة..
إن الله بالغ أمره..
لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
غريبُ الدارِ والأهلِ *** أسيرُ الأرض من حولي
سمائي أضحت السلوى *** وصُبحي في الأسى مثلي
هل ترانا نلتقي أم أنها *** كانت اللقيا على أرض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها *** واستحالت ذكريات للعذاب
ودفنا الشوق في أعماقنا *** ومضينا في رضاء واحتساب
أحبكم بحجم السماء *** اتمتم لكم سرا في جنح الليل
بدعوات من القلب اللهم أهلي اللهم إخواني اللهم وطني..
الكاتب: بقلم/ ماهر جعوان.