«فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ» - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أوصى الله تعالى أمة الإسلام وأولهم إمامهم صلى الله عليه وسلم ألا يلتفتوا إلى أقوال السفهاء ومعارضاتهم وطلباتهم المتعنتة ليؤمنوا بالشرع ويتبعوه، كان عليك كداعية أن تُبَلِغ دعوة ربك كاملةً بكل صدقٍ وثقةٍ في الله وأما ثمرة دعوتك فهي على الله وحده وأما جزاءك فمحفوظٌ مضمونٌ إن أحسنت العمل وأحسنت النية.{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [هود: 12 - 14].
قال السعدي في تفسيره : يقول تعالى - مسليًا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، عن تكذيب المكذبين-: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ كَنز} أي: لا ينبغي هذا لمثلك، أن قولهم يؤثر فيك، ويصدك عما أنت عليه، فتترك بعض ما يوحى إليك، ويضيق صدرك لتعنتهم بقولهم: { لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ كَنز أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} فإن هذا القول ناشئٌ من تعنتٍ، وظلمٍ، وعناد، وضلال، وجهلٍ بمواقع الحجج والأدلة، فامض على أمرك، ولا تصدك هذه الأقوال الركيكة التي لا تصدر إلا من سفيهٍ ولا يضق لذلك صدرك.
فهل أوردوا عليك حجةً لا تستطيع حلها؟ أم قدحوا ببعض ما جئت به قدحًا، يؤثر فيه وينقص قدره، فيضيق صدرك لذلك؟!
أم عليك حسابهم، ومطالب بهدايتهم جبرًا؟ {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} فهو الوكيل عليهم، يحفظ أعمالهم، ويجازيهم بها أتم الجزاء.
#مع_القرآن