أرشيف المقالات

احترس! أنت في عالم افتراضي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
احترس! أنت في عالم افتراضي

لكلِّ واحد منَّا في العالم الافتراضي (فيس بوك - تويتر – أنستجرام...
إلخ)
آلافٌ مِن الأصدقاء، مِن بيئات وثقافات وأنماطٍ شخصيَّة مختلفة.
• منهم المنضبط ومنهم المستهتر.
• منهم الوسَطيُّ المعتدل ومنهم المتشدِّد العنيف.
• منهم مَن يدخل إلى هذا العالم للإفادة والاستفادة، ومنهم مَن يدخل للتهكُّم والسخرية والنَّقدِ الهدَّام.
• منهم الدَّقيقُ في أفعاله، ومنهم العفويُّ الذي لا يبالي بنتائج أفعاله ولا بمشاعر الآخرين.
• منهم الحريص الحذِر، ومنهم المتطفِّلُ المتهاون.
• منهم من يسدِّد ويُقارِب ويُقيل العَثَرات، ومنهم مَن يتلصَّص ويتتبَّع العَوْرات والهَفَوات والزلَّاتِ.
• منهم مَن يدخل بشخصيَّته الحقيقيَّة، ومنهم من يتقمَّص شخصيَّةً أخرى للوقيعة بفريسته.
إلى غير ذلك من الخبايا والأسرار التي لا يعلمُ مداها إلَّا الله تعالى.
 
وطالما الأمر كذلك فإنَّ الأمر يتطلَّب مِن العُقلاء والحُكماء والشخصيَّات المتَّزنة الحذَر في التعامل مع مَن لا يعرفونه شخصيًّا معرفةً جيدة إلى أن تُثبت لهم الأيام صدقهم وجدِّيتهم؛ والمؤمن كيِّسٌ فَطِن.
 
• ما تخجل مِن فعله أو قوله في العالم الحقيقيِّ لا يجوز بداهةً أن تفعله في العالم الافتراضيِّ الموازي؛ أسرارك - علاقاتك - تحرُّكاتك - مناسباتك - مشاعرك...
إلخ، لا تَنشر منها في هذا العالم الافتراضي سوى ما فيه فائدة أو عِبرة للآخرين، وبنيَّةِ المصلحة والنَّفعِ العامِّ.
 
♦ ثِق أنَّ كل صاحب نعمة محسود.
• ربَّما تنشر نعمةً يراها مَن يفتقدها فتزيده همًّا على همِّه وأنت لا تدري.
• ربما تَنشر نعمةً يراها ضعيفُ النَّفس أو حاقدٌ يحسدك ويتمنَّى زوالها.
• ربما تنشر خبرًا سيِّئًا يراه مَن يضمر لك الشرَّ فتزداد شماتته فيك وتشفي غِلًّا يواريه ولا يُبديه.
• ربما تَنشر صورةً خاصَّة تتلقَّفها يدُ عابثٍ مُستهتر فتسيء استخدامها.
• ربما تسترسل في نَشر معلومات شخصيَّة يتلقَّفها مَن يقوم بجمعها لكي يَنسج منها مرثية لحياتك ولحياة أسرتك وأنت لا تدري أو لا تكترث بذلك.
 
ثمَّ بعد ذلك تَكثر شكوانا مِن هموم لا نعرف مصدرها، أو مشكلات تقَع لسبب غير ظاهر، أو توتُّر لا معرفة لسببه...
إلخ.
 
الخلاصة:
• أحسِن استغلال نِعَم الله علينا، ولا تكن عفَويًّا ولا تلقائيًّا ولا مُفرطًا في مَنح ثقتك للآخرين بحجَّة حسن النيَّة وطيبِ النَّفس وسلامةِ الصدر.
 
• لا تلقِ بكلِّ أسرارك وعلاقاتك ومشاعرك على طاولة أناسٍ افتراضيين ربما يجيدون إظهارَ الوجه الحسَن ويخفون سرائرَ ونوايا عكس ذلك.
 
• لا تنخدع بمعسول التعليقات لكي تُرضي غرورك أو تجبر كسرًا نفسيًّا تواريه عن أعين الناس، فتتمادى فيما تفعل، فلن يحصد نتائجه إلَّا أنت.
 
اللهمَّ بصِّرْنا بعواقب الأمور حتى لا يَطمع فينا عدوٌّ ولا يُساء بنا صديق.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢