لا تخف إن الله معنا
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
لا تخف إن الله معنابعد انتشار الأخبارِ المفجِعة في كثير من الدول العربية والإسلامية من تفجيرٍ وقتل وتشريدِ مئات المسلمين الأبرياء.
ونرى أن هذه الأزماتِ مستمرة، كل شيء يبدو مرعبًا، الجميع يتحدَّثُ وينقُلُ وينشر الأخبار من قنوات تلفزيونية، أو من موجات الراديو، أو من الجرائد والإنترنت.
لوهلة أصبح العالَم مرعبًا..
نشعر بالخوف، ثم نبدأ نتساءل: مَن فعل ذلك؟ لماذا يفعلون؟ ما هي مصلحتُهم من هذا الأمر؟ كيف حدث ذلك؟
الكثير من الأسئلة التي تجعل المرءَ يَعجِز عن الإجابة بشكل قطعيٍّ؛ لتدرك أنك لا تستطيع أن تغيِّر كلَّ شيء تريد تغييرَه.
تلك هي الحياة.
أتذكَّرُ أنني قرأت في صورة وصلتني عبر تطبيق "الواتساب" عبارة جِدَّ جميلة مكلَّلة بالتفاؤل والأمل:
"إذا جلست مع أهل السياسة، ستظن أن الحرب ستقوم غدًا.
مع القضاة والشرطة، ستجد أن بلدك كلُّه فساد وجرائم.
مع أهل الدين، ستظن أن بلدَك كلُّه إيمان وتقوى.
لذا اعلم أن العَالَم كبير، وحاوِل أن تعيش وَفْق اهتمامك، وأبدِع في مجالك، ولا يضق صدرك بأشياء لن تستطيع تعديلَها أو المشاركة في حلِّها".
أرأيت؟ ولتعلم يا عزيزي أن الخوف هو شيء سيصيبك أنت، والمتضرر الوحيد هو أنت، لا ترهق نفسك بالتفكير، ومشاهدة الأخبار باستمرار، وترقُّب الأحداث.
توكَّل على الله يا عزيزي / عزيزتي، واشغل نفسَك بالدعاء.
لقد كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم هو والصحابيُّ الجليل أبو بكر الصدِّيق على وشك أن يُقتَلا بسبب قريش، فخاف أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه، وحزن لأمر النبي عليه السلام، عن أنس بن مالك، أن أبا بكر الصديق حدَّثه، قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدَهم نظر إلى قدميه، أبصرنا تحت قدميه! فقال: ((يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثهما؟)).
[1]
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلَّم أثقَلَ الناس همًّا، لكنه كان أكثرَهم تبسُّمًا؛ لتعلم أن النبي كان يتوكَّلُ على الله في كلِّ أمر، ويفوِّض جميعَ أموره إليه؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية على أبي ذرٍّ، وقال له: ((لو أن الناس كلَّهم أخذوا بها لكفتهم))؛ يعني: لو حقَّقوا التقوى والتوكُّل، لاكتفوا بذلك في مصالح دينهم ودنياهم، قال بعض السلف: بحسبك من التوسُّل إليه أن يعلم من قلبك حُسنَ توكُّلك عليه، فكم من عبد من عباده قد فوَّض إليه أمره، فكفاه منه ما أهمَّه، ثم قرأ: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وحقيقة التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضارِّ من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكِلَةُ الأمور كلِّها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يُعطي ولا يمنع ولا يضرُّ ولا ينفع سواه.
[2]
[1] المصدر: (موسوعة النابلسي).
[2] المصدر: (موقع إسلام ويب).