أرشيف المقالات

إسرائيل ليست دولة بل هي فكرة وانحراف - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
يبدوأن إسرائيل ليست دولة، بل هي دولة وكيان، وهي فكرة وتوجه، ولو غابت الفكرة وغاب خُدّامها لغابت الدولة وتلاشت من الوجود..

ترى إسرائيل متمثلة في إعلام يرى إسرائيل صديقًا ودولة متحضرة، ويرى غزة هي الخطر الداهي وهي سبب التخلف منذ ستين عامًا أو يزيد! إسرائيل موجودة وحاضرة في أمن يرى الخطر من أبناء البلد، فيقتل شعبه ليبعد ما يراه خطرًا على إسرائيل.

إن الذي قتل أبناءنا ليسوا جيشنا، إنهم من كتائب تربت على فكرة إسرائيل وحمايتها من العدو الإسلامي!
إسرائيل موجودة وحاضرة في من يعادي الإسلام وينشر الإلحاد والإباحية، إسرائيل حاضرة في قوم إذا ذكرت الشريعة والدولة الإسلامية أو الخلافة كأنهم لدغتهم عقارب، يخافون نفس خوف إسرائيل من نفس الخصم! هم واحد، قريب من قريب.

إسرائيل حاضرة في من يُبقي بلادنا متخلفة تسبح في فلك التبعية المستمرة للعدو، ولا يسمح لها بامتلاك القوة، ويحارب من قال "نريد امتلاك السلاح والغذاء والدواء"، إسرائيل موجودة في من ينسق مع العدو وينفذ المشروع الصهيوني الأمريكي، إسرائيل ستبقى في قلب وفكر ودم كل من يعادي هذا الدين، وينفذ المشروع العلماني والخطة الصهيو أمريكية، والتخلف والتبعية، بل قد تراها في شيخ بلحية يشرع للعلمانية لأن الضباط لم يلتحوا في عهد المشروع الإسلامي، وهو في مهده وبدايته! إسرائيل تسري في من يبيع المشروع الإسلامي من أجل ما يتوهمه أهم في الدين..

إسرائيل حاضرة حولنا تقود وتفكر وتمثل، إسرائيل لها مفكرون وسياسيون وأمنيون وفنانون وقضاة! وعلماء دين! ودعاة إلى الدين! إسرائيل تظهر في سلاح يوجه لأبناء الأمة في إعلام وقح يقسّم الشعب ويعادي الدين ويكْذب بوقاحة، إسرائيل تعيش في قلب وفكر رجل عادي يقول أن حماس خطر تدمر البلد وإسرائيل بلد متحضر لم تؤذنا!

إسرائيل حاضرة في فن عاري وملحد، وقذر ومشكك في الدين، ومستهزئ بالشرائع وطاعن في أحكام الله ومكذب بالغيب، إسرائيل ليست مجرد دولة بل هي عقوبة، إسرائيل فكرة، لم توجد دولتها إلا على إثرها، ولو غابت الفكرة لغابت الدولة.

لهذا تحتشد أحزاب وأبناء وكتائب إسرائيل جميعًا، من كتائب الإعلام للأمن للسياسيين الذين يخطبون ودها ويسافرون إليها، يقبّلون التراب ويأخذون جواز المرور، اجتمعوا لئلا تذهب لكنها ستذهب وتذوب شاؤوا أم أبوا.

لكن احذروا! فإسرائيل ليست مجرد الدولة، إنها فكرة، إنها العجز والعلمانية والعمالة والتبعية، إنها الجهل والسفاهة والخفة، خفة العقول وخفة الأخلاق ، إنها الحقد ضد المسلمين وتغييب العقول وفقدان البوصلة، وجهل العدو والبعد عن الحريات ومصادرة إرادة الأمة.

إسرائيل ليست دولة بل فكرة ستبقى تدمر وتخرب حتى لا يقال الله الله.
ولولا {أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} [هود من الآية:116]، يستعصون على التضليل والخداع، ويستعصون على الكسر والانحناء، لحققت ما تريد، لكن هؤلاء يقلبون لها الطاولة، ولذا فالرصاصات الموجهة إلى المسلمين والمسلمات، الأطفال والشيوخ، بالحرق والقتل والسحل والتمثيل، هو اجتماع لأحقاد إسرائيل وأبنائها وأحزابها وأجرائها وقواديها.

فمن يتعجب من شدة الحقد وغزارة الرصاص وبشاعة الكره والتدني في الخصومة، وطغيان الظلم والافتراء فلا يعجب إذا علم أبعاد الرصاص وينابيع الكراهية، ستسقط فكرة إسرائيل بالدعوة، وستسقط دولة إسرائيل بجند الدعوة ..
جند الله تعالى.

 
قلم التحرير:
قد أشار بعض أهل العلم إلى خطأ تسمية دولة اليهود اليوم بـ(إسرئيل) كما في معجم المناهي اللفظية (ص/93).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣