فما بال من يأكل مال نبي - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أتعجب من كلام السلف رضي الله عنهم ورحمهم عن التورع عن أكل طعام فيه شبهة..بل قد يصل الحال ببعضهم للمرض من لقمة أكلها وهو شاك في مصدرها..!
بينما نجد من يطلب الرشوة ويصر عليها بكل وقاحة، ومن يغش السلع بكل وقاحة..
ومن يأكل الربا بكل جرأة، ومن يأكل أموال شعب ودولة بلا تورع، ومن ومن...
إلخ.
أين هؤلاء من مثل هذا الرجل:
قال ابن الجوزي: "كنت قد رُزقت قلبًا طيِّبًا، فأحضرني بعض أرباب المناصب إلى طعامه، فما أمكن خلافه فتناولت وأكلت منه؛ فلقيت الشدائد، ورأيت العقوبة في الحال، واستمرت مدة، وغضبت على قلبي، وفقدت كلَّ ما كنت أجده، فقلت: وا عجبًا! لقد كنت في هذا كالمكره فتفكَّرت، وإذا به قد يمكن مداراة الأمر بلقيمات يسيرة؛ وإنما التأويل جعل تناول هذا الطعام بشهوة أكثر مما يدفع بالمدَاراة..
فقالت النفس : ومن أين لي أنَّ عين هذا الطعام حرام؟! فقالت اليقظة: وأين الورع عن الشبهات؟! فلما تناولت بالتأويل لقمة، واستجلبتها بالطبع، لقيت الأمرين بفقد القلب : فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ" (صيد الخاطر).