أرشيف المقالات

لغة الإعلام أخطر من السلاح

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
حوار
الصراع بين الخير والشر والتدافع بين الحق والباطل سنة جارية من سنن الله في خلقه, قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة من الآية:251].
 والعلماء في وقت الفتن والمحن لا يذوبون فيها, إنما يقفون موقف المصلح والمرشد والهادي لأمته والوطن، فهم أدلة الإنقاذ والأمناء على الحق, يدعون لدينهم لا إلى مذهب خاص ولا إلى نصرة جماعة أو حزب، ومن هنا يتعاظم دورهم في المحنة المعاصرة التي تعيشها الأمة، وقد تكالبت عليها الأمم وأحاطت بها الفتن, وجاءت موجة عاتية من الشبهات والشهوات والخلافات المذهبية والطائفية وهدم الرموز الفكرية...إلخ من أدوات الفوضى الخلاقة (الهدامة) كما قيل، كل ذلك ليعود المجتمع إلى نسيج مهلهل مفكك منهار، فتسهل إعادة التقسيم لمشروع الشرق الأوسط الجديد, إن الأمر أبعد من كل خلاف، فالأمة في خطر كما يؤكد الدكتور محمد محمد داود الأمين العام للمركز العالمي لعلوم القرآن والأستاذ بجامعة قناة السويس (الوعي الإسلامي) التقته وحاورته فإلى نص الحوار:
بداية: العالم الإسلامي يتعرض للعديد من الافتراءات للنيل من الدين الإسلامي ورموزه، فماذا لديكم لمواجهة هذه الافتراءات والأكاذيب؟
- من المؤكد أن الافتراءات على العالم الإسلامي عديدة ومتنوعة، فهم يضربون بالشبهات حول العقل لتشكيك المسلم في الثوابت الدينية في القرآن وفي النبي وفي السنة النبوية, بل ويواجه العالم الإسلامي الآن موجة جديدة، هي موجة الإلحاد، وهذه الموجة إنما تدعم فكريا وماليا من الخارج, ويهدفون من وراء ذلك أن يتحول المجتمع العربي الإسلامي إلى نسيج مهلهل, فتكون فكرة المشروع الغربي للتفكيك والتقسيم لمصلحة الصهاينة, لتكون هي الدولة العظمى في المنطقة، لنشر الاختلافات بين كل تنوع، وبدلا من أن يكون التنوع عاملا من عوامل الثراء في الحياة الفكرية عندنا؛ حولوه إلى عامل من عوامل الفرقة والتنازع، ومن هنا وجب على العقل المسلم أن يستحضر وعيه وثوابت العظمة في تاريخنا ليستطيع أن يواجه هذه الحملة الضارية التي نواجه فيها تكتلا دوليا ممكنا بالمال والعلم والاقتصاد والسلاح...إلخ، وما من شك أن الحروب الجديدة التي تستخدم الفكر واللغة والشائعات وتستخدم الــتقــنــــيــــة الــحـــديــــثة لإشاعة الخلافات والاختلافات أنها حروب لها نمط خاص ينبغي أن تكون المواجهة بنفس الأسلوب الذي نحارب به, فينبغي أن نتغير، وأن يكون هناك تحديث للشخصية العربية في المواجهة، لأن المواجهة خطيرة وشديدة، وأصبحت لا تقتصر على المؤامرة بمعنى التدبير الخفي فقط، فالآن الأمور ظاهرة وواضحة ومعلنة، والأوراق شبه مكشوفة ومعلومة، والوعي هو الذي يصنع القوة في الأمة, الوعي بمناحي القوة التي عندنا وبالمخاطر التي تحيط بنا، وأيضا بالنتائج المتوقعة إذا لم يكن كل منا مستعدا للقيام بدوره والتضحية من أجل الوطن والأمة والدين، ومن أجل هذه الثوابت التي هي هويتنا وهي أصالتنا وهي حياتنا وهي كياننا الذي ينبغي أن ندافع عنه.
وهل كان لكم جهود في المواجهة الفكرية ضد هذه الشبهات والافتراءات؟
- نعم بفضل الله وحمده، في المواجهة الفكرية في جانب الشبهات، حيث اجتمع علماء الإسلام ليواجهوا هذه الافتراءات والشبهات والإساءات المتكررة للقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم, وللأمة عامة، وكان يسيئنا ويسيء كل العلماء رد الفعل الشعبي الذي يتسم بالتهور والاندفاع، والذي تصدر منه بعض السلبيات التي لا يوافق عليها القرآن، ولا تعبر عن عظمة الإسلام، مثل الحرق والتدمير والظاهرة الصوتية من السب والشتم، فأراد العلماء أن يقوموا برد فعل فكري علمي بدلا من رد الفعل الشعبي، فاجتمعنا حول هذا العمل وتفرغنا له خمس سنوات متتالية, وقمنا بعمل مسح لكل الشبهات عبر الإنترنت في المواقع المختلفة والكتب المطبوعة؛ سواء كانت ورقية أو إلكترونية، وتم التصنيف والحصر، وناقشنا المنهج الذي يجدي في مواجهة هذه الشبهات بعمق كبير, وبعد المناقشة انتهينا إلى معالجة الفكر بالفكر، والتمسنا من منهج القرآن في الرد على الشبهات التي أثيرت وقت نزول القرآن، سبيلا للرد على هذه الشبهات, فالقرآن الكريم علمنا كيف يكون الحوار مع المخالف والمفتري علينا, ثم قمنا بتصنيف هذه الشبهات من تخصصات التاريخ واللغة والشريعة...إلخ، ثم كان الرد بالمنهج العلمي الذي يخاطب العقل، ثم كان نقاش هذه الردود مع جمعية السلام الأميركية التي جاءنا فيها علماء من اليهود وعلماء من الكنيسة من أميركا، وتمت مناقشة القضايا الكبرى المطروحة، مثل قضايا المرأة وقضايا الآخر والعنف والإرهاب...إلخ, وتم طبع موسوعة (بيان الإسلام..
الرد على الشبهات)
في أربعة وعشرين مجلدا، وهو جهد يذكر فيشكر لإسهام علماء الأزهر الشريف بالقدر الأكبر في إنجاز هذه الموسوعة، أمثال د.
الأحـــمـــــــدي أبــوالــــــنور
وزيـــــر الأوقـــاف الأسبـق، ود.
أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق, وجمع من أساتذة كلية أصول الدين والشريعة بالأزهر الشريف، وبحمد الله أقمنا موقعا كبيرا للموسوعة؛ حسبة لوجه الله، وهو أكبر موقع متخصص للرد العلمي على الشبهات والافتراءات.
وهل تصب هذه الجهود في خدمة وعي الأمة الإسلامية؟
- نعم، فمن المهم أن تكون صناعة الوعي على بينة، وأن يتصدى له أهل الذكر المتخصصون؛ لأن الردود الانفعالية التي تأتي بعيدا عن أهل التخصص قد تسيء أكثر مما تصلح، وهناك الآن جهد مماثل في الرد على شبهات الإلحاد، فالإلحاد في هذه الهجمة إنما يتخذ العلم تكئة له، حيث يقول البعض: إن الذين لا يؤمنون بالدين قد صعدوا الفضاء، على حين أن المسلمين ليس لهم موقع على الخريطة العلمية العالمية، وقد اجتمع العلماء في سلسلة تصدر تحت عنوان (حوار الإيمان والإلحاد) تكشف هذه الادعاءات، فديدننا أننا لا نهاجم، لأن القرآن علمنا الخلق، ولا ندافع لأننا ليس لدينا سوءة نضع أنفسنا موقع الدفاع عنها، وإنما نبين الحقائق التي تعبر عن عظمة هذا الدين، بالحكمة والموعظة الحسنة.
ما تذكره يتمركز حول الجهد النظري..
فماذا عن الواقع الذي تعيشه الأمة ألما ومعاناة؟!
- الجانب العملي من أهم المهم، فالأمة تعيش في فتنة خطيرة، وهي فتنة الاختلاف السلبي، وهدم بعضنا لبعض، حتى إن الأسوة فقدت، لأن الناس يرون الدعاة يسب بعضهم بعضا، وهنا يجب التعقل فإلى أي شيء ندعو الآخر: إلى السب والشتم؟! ولماذا لم يظهر الإسلام فينا الرحمة والسماحة؟ ونرد على هذا الواقع الصادم ونؤكد كثيرا أنه لا يوجد أحد حجة على الدين، مهما كان، فمن أخطأ فهو مخطئ، لكن الصورة العامة في العالم العربي والإسلامي صورة مؤسفة، تتسم بالسلبية، وصادمة وتدعو الآخر إلى أن ينفر منا، وبالتالي ينفر من الإسلام، ومهما حدثته عن العظمة في القرآن فإنه لن يصدق لأن الواقع في أزمة، فينبغي أن نصحح الأمل...
وهو أفعالنا وسلوكاتنا، إذا أردنا تصحيح الصورة وتصحيح الأفكار، واسترداد الوعي يمثل البداية الصائبة والجادة لأن نغير ما بأنفسنا من علل أو خلل، إنها هموم أمتنا وآلام واقعنا، وإهمالها دون مواجهة ومعالجة معناه أن تأتي علينا هذه الهموم وتفتك بنا هذه الآلام.
وما سبب هذا الواقع المتأزم الذي يعيشه العرب والمسلمون؟
- الواقع المتأزم للعرب والمسلمين هو ما صنعته السياسة بالاستخدام السيئ للدين من خلافات وصراعات، بل وحروب، وهذا لم يحدث لدين دون دين، حدث للأديان الثلاثة اليهودي، المسيحي، الإسلامي، فالصهيونية كحركة سياسية تدمر وتقتل الأبرياء، وتحتل الأرض باسم اليهودية، ولا يمكن لعاقل منصف أن يتعامل مع الصهيونية على أنها اليهودية، فاليهودية دين، لذلك رأينا من اليهود من يعترض على أفعال الصهاينة، ويقف ضدها في المحافل، بل ليهاجمها، ومن هؤلاء المفكر اليهودي الأميركي (نعوم تشومسكي)، وعلى مستوى النصرانية لا يمكن إغفال ما صنعته السياسة من الاستخدام السيئ للدين، كما حدث في محاكم التفتيش في أوروبا، وقتل العلماء باسم المسيحية واسم الكنيسة، ولا يمكن إغفال الاستخدام السيئ للصليب الذي هو رمز للتضحية عند المسيحيين، فحولته السياسة إلى رمز للقهر والحروب والتدمير في الحروب الصليبية، وأيضا الصراعات التي صنعتها السياسة على مستوى العالم الإسلامي؛ أساءت للإسلام والمسلمين، والإسلام منها بريء، فالعنف كما يقرر الخبراء ليس صناعة دينية بأي حال، إنما هو صناعة سياسية بين أطراف النزاع والمصالح لإدارة الصراع، كل طرف لمصالحه حسب رؤيته.
هناك من يدعو من العلمانيين ومن على شاكلتهم لتهميش دور الدين في الحياة حتى يرتقوا كما ارتقى الغرب العلماني..
فماذا تقول لهم؟
- هناك شائعة أو قل فكرة يريدون لها الشيوع، وهي وافدة من الغرب في الأساس، فهم يقولون إن أوروبا تقدمت لأنها تركت الدين، فإذا أردتم أيها المسلمون التقدم فتخلوا عن الدين، ويقصدون الإسلام، وهذه أكذوبة، فأوروبا أخذت بأسباب التقدم وأسباب الحضارة فتقدمت، ونحن تخلفنا لأننا لم نأخذ بأسباب التقدم، ولم نتخلف لأننا التزمنا بالدين، بل لأننا أهملنا الدين، فعندنا في الإسلام ليس هناك صدام بين العلم والدين، كما عند الآخرين، فالقرآن دعوة للعلم من أول كلمة صافحت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، بل ويذكر القرآن حقيقة علمية تحثنا على البحث، ولم يكن للبشرية خبر بهذه الحقائق وقت نزول القرآن، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}
[العلق:1-2]، فما كان للبشرية خبر بمراحل تطور الجنين، ولا بهذه الحقائق العلمية.
والقرآن هو كتاب العقل أيضا، جاء يخاطب العقل، والعلم في الإسلام له منزلة عالية، والتخلف العلمي جريمة في حق المسلمين، فالقرآن أمرنا بالحث والاكتشاف، وجعل العلم سبب العزة والرفعة، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة من الآية:11]، فالإسلام لا يخاصم العلم، بل يتناغم معه ويأمر به، وليس في القرآن ما يصادم العلم، كما توصل إلى ذلك العالم الفرنسي موريس بوكاي في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث)، حيث خرج بنتيجتين، أولاهما: أن القرآن هو أكثر الكتب السماوية اشتمالا على حقائق العلم الحديث، وثانيتهما: أن القرآن وحده هو الذي لم يصادم حقائق العلم الحديث في شيء.
كثر الحديث عن نهضة الأمة الإسلامية..
فما مفتاح نهضتها من وجهة نظركم؟ وكيف يتحقق ذلك؟
- ركيزة هذه الحضارة على جناحين، جناح الإيمان وجناح العلم، وظلت الحضارة الإسلامية تتسيد كوكب الأرض كله، حتى نهاية القرن الخامس الهجري، عندما كانت تقوم على جناح الإيمان وجناح العلوم التطبيقية، من طب وفلك وكيمياء، لكن الآخر أشاع أفكارا سلبية عن الإسلام، حين أشاع مصطلح العلوم الشرعية وقصره على العلوم الدينية: الفقه والتفسير...إلخ، وقالوا إن هذه العلوم هي التي فيها الثواب من الله تعالى...
وتركوا علوم التمكين: الطب والهندسة...إلخ، العلوم التي اصطلح عليها باسم العلوم الطبيعية، والحق أن هذه العلوم شرعية أيضا، لأنها ذكرت في القرآن لحثنا على طلبها...
فالبحث العلمي فيها هدى قرآني، قال تعالى: {فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت من الآية:20]، {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس من الآية:101]، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5]، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24]، {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ} [الغاشية من الآية: 17]، فالنظر في فضائه الدلالي، دعوة إلى البحث والاكتشاف...إلخ.
وجاءت بعض سور القرآن بأسماء بعض الحيوانات والطيور والزمان وغير ذلك، مثل سورة النحل والعنكبوت والنمل والليل والشمس...إلخ.
وفي بحث علمي قامت الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بحصر قرابة ألف ومائتي آية تتحدث عن حقائق الكون وما فيه.
تتحدث كثيرا في مؤلفاتك عن الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ..
فماذا تقصد به؟
- ما من شك أن القرآن كتاب معجز، وإعجازه اللغوي من لحظة نزوله، ساعة أن تحدى الله به فرسان البلاغة ، والمعجزة معناها أن يكون الكلام على وجه يعجز عن البشر أن يأتوا بمثله، ومنذ أن ألف الإمام عبدالقاهر الجرجاني (دلائل الإعجاز) وهو يوضح أن للقرآن هذا النظم المخصوص به، هنالك بلاغة على المستوى البشري، لكن القرآن بهذا المستوى الرباني إعجاز منقطع النظير، ولذلك العلماء من بعد (السكاكي) يميزون بين البلاغة القرآنية والبلاغة البشرية، والجديد الآن الدراسات التي تعتبر امتدادا للنظرية النظمية، فنحن إذا نظرنا إلى الكلمة داخل النظم القرآني فسنجد إعجازا على مستوى الكلمة، وعلى مستوى الحرف داخل الكلمة، وعلى مستوى الحركة، وكل يرتبط بوجه معجز بالنظم على مستوى الآية، ولا تجد هذا في غير القرآن.
وهل هناك صلة بين التقدم العلمي والإعجاز في القرآن الكريم؟
- ما من شك في أن الإعجاز دافع لأن تنهض الأمة وتأخذ دور السبق، فإن كان القرآن قد سجل السبق في بعض الحقائق العلمية، وفيه دليل على أن القرآن حق، لكن أيضا فيه حجة علينا أن يكون منا السبق، فهو حافز للسبق العلمي، حتى يكون لنا موضع على الخريطة العلمية العالمية.
ما تقييمكم لأداء المؤسسات الإسلامية، على مستوى العالم الإسلامي؟
- لي أمل وطموح أن ينهض الأفراد وأن تنهض المؤسسات على اختلاف أنواعها، حتى تؤدي دورها، فالفائز في هذا الزمن من يدرك دوره ومن يؤدي دوره ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، نحن أمة في خطر..
فلا مجال للكسل أو الخمول أو الأثرة والأنانية، فلابد من التضحية إذا أردنا أن نتجاوز الخطر بنجاح.
ما نصيحتك للأمة الإسلامية؟
- نصيحتي هي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، وهي التراحم والمحبة والتسامح، فما كنا في حاجة لأن يسامح بعضنا بعضا مثل حاجتنا اليوم، وما كنا بحاجة إلى أن نعتصم بالله كحاجتنا اليوم، ومن الضروري إحياء الأوامر القرآنية، {وَاعْتَصِمُوا} {وَلَا تَنَازَعُوا} {وَتَعَاوَنُوا} {وَقُلِ اعْمَلُوا} ومن أهم المهام في هذا السياق استعادة الثقة بالنفس، فالهزائم النفسية أخطر الهزائم التي تفتح باب الانهيار على الأمم، ونصيحتي إلى إخوتنا في الإعلام العربي عامة: دوركم خطير ومؤثر، وهو إما أن يصنع صمودا وثقة وإما أن يصنع انهيارا وضعفا، فاحذروا ترويج الشائعات، أو ما يعمق هوة الخلاف أو ما يؤدي لاهتزاز الثقة بالنفس، فاللغة على لسان الإعلام أخطر من السلاح في يد العسكري.
 
د.
محمد داود
الأمين العام للمركز العالمي للقرآن الكريم وعلومه
حوار: صابر رمضان

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير