أرشيف المقالات

كيف نموت يوم نموت على الإسلام

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كَيفَ نَمُوتُ يَومَ نَمُوتُ عَلَى الإِسْلَامِ؟
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[1].
 
تَأَمَّلْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، مع وَصِّيةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لبَنِيهِ وَوَصِّيةِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لبَنِيهِ عند احتضاره؛ ﴿ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[2].
 
وَتَأَمَّلْ دعاءَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾[3].
 
لتعلم عظم شأن هذا الأمر، فعليه تتوقف سعادة المرء أو شقاؤه، وبه نجاة العبد أو هلاكه، وبه نعيم العبد أو عذابه.
 
ولم لا؟ وهو المهم الذي من أجله خلق الله السموات والأراضين، وابتعث الله له النبيين، ولتحقيقه أنزل الكتب، وخلق من أجله الجنة والنار.
 
إنه الإسلام الذي تتجلى فيه العبودية في أعظم مظاهرها، والخشوع في أسمى صوره، والانقياد في أكمل مراتبه.
 
إنه العبودية، حين تتجلى في كمال الطاعة مع كمال الحب والذل لله تعالى.
 
أما كيف نموت يوم نموت على الإسلام؟
فلذلك سبيلٌ واحدٌ، وهو أن نعيش على الإسلام.
ولا يكون كذلك إلا إذا كنَّا لله، وبالله، ومع الله.
 
لِلَّهِ عبادتنا وَمَحْيَانَا وَمَمَاتُنا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾[4].
 
وباللهِ حَوْلُنَا واعتصَامُنَا، ومعَ اللهِ فِي سِرِّنَا وعَلانِيتِنَا.
واعلم أن من عاش على شيء مات عليه؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ﴾[5].
 
ومن مات على شيء بُعِثَ عليه؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ».[6]



[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 102.


[2] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَة/ 132.


[3] سُورَةُ يُوسُفَ: الْآيَة/ 101.


[4] سُورَةُ الْأَنْعَامِ: الآية/ 162، 163.


[5] سُورَةُ الْكَهْفِ: الآية/ 30.


[6] رواه البخاري - كِتَابُ القَدَرِ، بَابٌ: العَمَلُ بِالخَوَاتِيمِ، حديث رقم: 6607.

شارك الخبر

المرئيات-١