أرشيف المقالات

لا تضف إلى النار المشتعلة وقودا !

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله حمدا لا ينقطع والصلاة والسلام على محمد وآله وأصحابه ومن اقتفى أما بعد: هذه قاعدة بدهية في التعامل مع النار لا تضف لها وقودا وأبعد عنها المواد المشتعلة ثم لا تلبث النار أن تخمد من نفسها لأنها لم تجد وقودا بعد أن تأكل بعضها.
كما قيل: كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
كثير من المشاكل تقع وكثير من العلاقات تهدم وكثير من الصداقات والقرابات تقطع بل حتى أسر تفترق وأطفال يعيشون مآسي وحب يموت بسبب إضافة وقود لنار مشتعلة في لحظة غضب.
يهيج الطرف الأول تحت ضغط ظرف معين ويرى الطرف الثاني أن سكوته ضعف وجبن وعندها تزداد النار اشتغالا فتحرق الطرفين حروقا تبقى طول العمر لا تذهب آثارها وأضرارها إلا أن يشاء الله.
صحيح إن الطرف الأول نقطة البداية لكنه مهما فعل إن لم يضف الطرف الثاني وقودا فسيكون اشتعال النار محدودا بل لو ابتعد مباشرة لخمدت نار الغضب.
عندما يوصي النبي صلى الله عليه وسلم الرجل فيردد مرارا لا تغضب فهذا يكفي لبيان أهمية الابتعاد عن الغضب.
الحكمة في التعامل مع مثل هذه المواقف عملة نادرة لذلك تجد من رزقه الله ذلك محبوبا من الجميع فيسمي جبلا لا يتزعزع ويسمى وسيع صدر.
قد ترد بنفس القوة أو أكثر وقد يكون صاحبك هو المخطيء لكن النتيجة تخسر ويخسر ويفرح الشيطان .
الهدم أسهل من البناء كما تعلم لكنه يظل مؤلمًا مهما كان.
عندما تهدم صداقة عمر من أجل لحظات غضب عابرة فقل سلام على الدنيا .
ثم لو تأملنا حياتنا لم نجد لحظات الغضب حلت مشكلة أبدا وحتى لو ظننا أن المشكلة انتهت إلا أنه بحساب الأرباح والخسائر ستجد الخسائر أضعافا مضاعفة دينيا غير الخسائر الدنيوية.
الحياة الناجحة والسعيدة هي التي يضع صاحبها لنفسه ضوابط يسير عليها دائما وقواعد يتبعها في كل أمر.
فما رأيك لو جعلت لنفسك من هذه اللحظة قاعدة عندما يغضب الطرف الآخر مهما كان زوجا أو قريبا أو صديقا سألتزم الهدوء وسأبتعد حتى يسود الهدوء.
وأيضا لن أتخذ أي قرار في لحظة الغضب أبد.
وعندما أغضب لن أتكلم بأي كلمة سوى الذكر والاستغفار.
إذا فعلت هذا فأعلم أنك تغيظ الشيطان وتحافظ على مكاسب حياتك من الأقارب والأصدقاء والزملاء.
يكفي تهاجر وتقاطع وتحاسد وعداوات.
أسس لنفسك حياة تسميها حياة المحبة والمودة والإخوة والصفاء.
أمتنا اليوم في غاية الحاجة لهذا الصفاء والمودة والله المستعان.

مصلح بن زويد العتيبي
 

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن