أرشيف المقالات

منظومة بواعث الفكرة إلى حوادث الهجرة لابن ناصرالدين الدمشقي

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
منظومة
بَوَاعِث الفِكْرَة إلى حَوادِث الهِجْرَة
للحافظ محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان أجمعين.
 
أما بعد:
فهذه منظومةٌ لطيفة في تسمية أبرز حوادث السيرة الشريفة بعد الهجرة النبوية المباركة، نظمها حافظ الشام محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين رحمه الله تعالى، وهي من بحر الطويل.
 
قال عنها ناظمها في كتابه جامع الآثار في مولد النبي المختار (5/387 دار الفلاح، أو 4/2222 دار الكتب العلمية): "وقد نظمتُ ذلك مع حوادث سنِيِّ الهجرة التي وقعت إليَّ من السنة الأولى التي أولها المُحَرَّم كما تقدم، إلى سنة وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم، في قصيدة لا ينبغي لطالبٍ التخلُّفُ عن حفظها، فهي جليلةٌ في معناها، وجيزةٌ في لفظها، وقد سمّيتُها: بواعث الفكرة في حوادث الهجرة، وهي هذه: .." وساقها بتمامها، ثم قال: "فهذه أبيات عزيزة، جامعةٌ وجيزة، والنَّفْسُ متطلعة إلى شَرْحِ مُجْمَلِها وفَتْحِ مُقْفَلِها وحَلِّ مُشْكِلِها في كتاب مُفْرَد، فعسى الله أن يوفِّقَ لذلك ويقدّره بِمَنِّه وكَرَمِه".
 
وقال المؤرخ ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (1/16-17 المصرية، أو 1/137-138 الأرناؤوط): "ولحافظ دمشق ابن ناصر الدين قصيدة سماها بواعث الفكرة في حوادث الهجرة أحببت أن أُثبتها هنا لما فيها من الفوائد وهي .." ثم ساقها بتمامها، وقال بعدها: "انتهى ما أورده ابن ناصر الدين".
 
وممن عزا له المنظومة: التقي ابن فهد في لحظ الألحاظ (321)، والسخاوي في الضوء اللامع (8/104)، والنعيمي في الدارس (1/16)، وانظر إيضاح المكنون (3/198)، وكشف الظنون (6/193).
 
ونقل القصيدة من المعاصرين الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله في كتابه اغتنام الأوقات، وقال: "ولبعضهم قصيدة سماها: بواعث الفكرة في حوادث الهجرة"، وساقها، وفيها اختلافات يسيرة مع نقل ابن العماد، فكأنه أخذها من مصدر آخر.
 
وممن نظم في هذا الباب العلامة الأقفهسي - رفيق ابن ناصر الدين -، له: نظم الدرر من هجرة خير البشر، وشرحه.
 
• فقمت بتصحيح المنظومة على نسخة خطية نفيسة ضمن مجموع رسائل ابن ناصر الدين في مكتبة الأوقاف الكويتية، رقمه (286)، وهي الرسالة السادسة فيه (ق110/ب-111/ب)، وكاتبها هو عبد الرحمن بن عبد الله بن موسى بن أحمد بن عمر بن زُهير المخزومي الزرعي الشافعي[1]، والنسخة جيدة ومضبوطة بالشكل، وأظنها مقروءة على ناظمها، أسوة بالرسالة التي قبلها، والبيت الثالث عشر منها ضَرَب عليه الناظم؛ وغيّره في الهامش بخطه المعروف [2].
 
واستأنستُ بمطبوعة جامع الآثار للناظم، وطبعتَي الشذرات، ونقل السلمان - وفي جميعها أخطاء واضحة وتحريفات -، مع الضبط والتعليق اليسير الموضح للأحداث، واكتفيتُ بذلك مراعاةً لمقام الإيجاز، مع العلم بأن بعض الحوادث قد تكون ذُكرت في سنة أخرى بخلاف ما ذكره الناظم رحمه الله تعالى.
 
والله أسأل النفع والقبول، إنه خير مسؤول.
• • • •
 
وكتبتُه في منزلي بحي المنار في الرياض، ليلة الأربعاء 12 صفر سنة 1431.
 
ثم يسّر الله قراءتها وتصحيح شيء منها على شيخنا العلامة عبد الله العقيل عصر الأربعاء 26 صفر المذكور في منزله بالرياض[3]، والحمد لله أولاً وآخراً.
 
الصفحة الأولى من الأصل
ويظهر فيها إجازة الناظم بخطه للناسخ وتعديله لأحد الأبيات في الهامش بخطه

 
منظومة
بَوَاعِث الفِكْرَة إلى حَوادِث الهِجْرَة
للحافظ محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي
 

1.
سِنُوْ هِجْرَةِ المُخْتارِ فيها حَوادِثٌ
فَخُذْ نَثْرَها مِنْ كُلِّ عامٍ وأَحْكِمِ

2.
مُصَلَّى قُبَاْ في أوَّلٍ ثُمَّ مَسْجِداً
بَنَى وبُيُوتاً والصَّلاةَ فَأَتْمِمِ

3.
وحِلْفٌ أَذانٌ جُمْعَةٌ ماتَ أَسْعَدٌ
بَراءٌ وعبدُ اللهِ أَسْلَمَ فَاْسْلَمِ [4]

4.
وثانٍ صيامٌ فطرةٌ أَمُّ كَعْبَةٍ
وغَزْوَةُ وَدَّانٍ بُواطٍ لِمَغْنَمِ

5.
عُشَيْرٌ وبَدْرٌ عُرْسُ عَائِشَ مِثْلُهُ الْ
بَتُولُ ومَوْتٌ لِابْنِ مَظْعُونَ أَكْرِمِ

6.
سَوِيقٌ سُلَيْمٌ قَيْنُقاعٌ ومِسْوَرٌ
ومَرْوَانُ والنُّعْمانُ سُرُّوا بِمَقْدَمِ

7.
كَذَا ابْنُ زُبَيْرٍ مِثْلُ مَوْتِ رُقَيَّةٍ
أَبُو بِنْتِ هِنْدِاْنْمارُ كانَتْ بِمَعْلَمِ [5]

8.
غَزَا أُحُداً فيْ ثالِثٍ قَتْلُ حَمْزَةٍ
وَذَا أَمَرٍ والخَمْرُ رُدَّتْ فَحَرِّمِ

9.
وَحَمْراءُ مَعْ بَدْرٍ أَخيراً بِناؤُهُ
بِزَيْنَبَ ذاتِ البِرِّ كَسْباً لِمُعْدَمِ

10.
كَذا حَفْصَةٌ مَعْ أُمِّ كُلْثُومَ زُوِّجَتْ
أَتَى حَسَنٌ قَبْلَ الحُسَيْنِ المُقَدَّمِ [6]

11.
وَفي رابعٍ تَزْويجُ هِنْدٍ مَعُونَةٌ
نَضِيرٌ وقَصْرٌ والتَّيَمُّمُ فَافْهَمِ

12.
مُرَيْسِيعُ إفْكٌ والرِّقاعُ ومَوْعِدٌ
ورَجْمٌ ومَوْتَاْمِّ المَساكينِ عَظِّمِ

13.
وصَلَّى لِخَوْفٍ [7] ثُمَّ في الخَمْسِ خَنْدَقٌ
قُرْيظَةُ سَعْدٌ ماتَ دُوْمَةَ قَدِّمِ

14.
ضِمَامٌ أَتَى إِسْلامُ عَمْرٍو وخالِدٍ
وعُثْمانٍ الدّارِيْ التَّزَلْزُلُ فَاعْلَمِ [8]

15.
وفي سادِسٍ لِحْيانُ ذُوْ قَرَدٍ بِهِ
حُدَيْبِيَةُ اسْتِسْقَا ابْنُ خَوْلَةَ أَعْظِمِ

16.
مُقَوْقِسُ أَهْدَى والظِّهارُ وخاتَمٌ
لِشِيْرُوْيَةَ الطّاعُونُ حَجٌّ لِمُسْلِمِ [9]

17.
وخَيْبَرُفي سَبْعٍ صَفَيَّةُ رَمْلَةٌ
زَواجُهُما ذُوْ الحُبْشِ آبُوْا بِأَنْعُمِ

18.
قُدُومُ أَبي هِرٍّ هَدَايا عَطِيَّةٍ
قَضَا عُمْرَةٍ تَزْوِيجُ مَيْمُونَةَ اتْمِمِ [10]

19.
وثامِنُ عامٍ مُؤْتَةُ الفَتْحُ أَسْلَمُوْا
ومَوْلِدُ إبْرَاهِيْمَ نَجْلِ المُعَظَّمِ

20.
حُنَيْنٌ غَلَاءٌ طائِفٌ نَصْبُ مِنْبَرٍ
وبِنْتُ رَسولِ الله زَيْنَبَ سَلِّمِ [11]

21.
بِتِسْعٍ تَبُوكٌ والوُفُودُ وجِزْيَةٌ
وحَجُّ أبي بَكْرٍ ومَوْتُاْمِّ كَلْثَمِ

22.
وماتَ ابْنُ بَيْضَا والنَّجَاشِيْ وعُرْوَةٌ
قَتِيْلُ ثَقِيفٍ والسَّلُوْلِيُّ فَافْهَمِ

23.
لِعَانٌ وإيْلاءٌ وبُوْرَانُ مُلِّكَتْ
لِقَتْلِ فَتَى شِيْرُوْيَةٍ بِتَظَلُّمِ [12]

24.
وفي العاشِرِ ابْراهيمُ ماتَ ومَوْلِدٌ
لِنَجْلِ أبي بَكْرٍ محمَّدٍ اعْلَمِ [13]

25.
جَرِيرُ اهْتَدَى ضَلَّتْ بِأَسْوَدَعَنْسَةٌ
كُسُوفٌ بِخُلْفٍ حِجَّةُّ التَّمِّ أَعْجِمِ [14]

26.
وسَبْعٌ وعِشْرونَ المَغَازِيْ ومِثْلُها
سَرَاياهُ مَعْ عِشْرينَ أَرِّخْ لِمَقْدَمِ [15]

27.
أُصِبْنا لِإحْدَى عَشْرَةٍ [16] بِنَبِيِّنا
فَيَا عُظْمَهُ رُزْءًا لَدَى كُلِّ مُسْلِمِ

28.
بِهَا بايَعُوا الصِّدِّيقَ رِدَّةُ وَابْكِيَنْ
لِفاطِمَةٍ مَعْ أُمِّ أَيْمَنَ وَاخْتِمِ

 
تَمَّتْ بحَمْدِ الله تعالى وحُسْنِ توفيقِه.
 

[1] حلّاه الناظم في إجازته له بخطه قبيل المنظومة: بالشيخ الإمام العالم، الأديب البارع، فخر العلماء، عين الفضلاء، زين الدين، قاضي المسلمين.

[2] وأشكر الأخ الكريم ابن الأخ الكريم يحيى بن عبد الله الكندري على إفادتي بالنسخة، جزاه الله خيراً.
• وذُكرِتْ للقصيدة نسخةٌ خطية في مكتبة البسام الخاصة في عنيزة بالقصيم، وسعيتُ في تحصيلها ولم أنجح، ولا أستبعد أن تكون هذه النسخة أو فرعها هي مصدر الشيخ السلمان، فهو من علماء تلك المنطقة.
ووقع في مجموع آخر من رسائل ابن ناصر الدين في مكتبة الحرم المكي (ق52/أ) عنوان القصيدة فقط، وباقي الصفحة فراغ، وبعده فتوى له في صفحتين - دون عنوان - في منع ما أحدثه العوام على أحد القبور، فكأنه وقع خطأ في النسخ أو في تجليد المجموع، لأن عادة رسائله صفحة للعنوان باقيها فارغ ثم الرسالة المعنونة، وراجعت المجموع كاملاً ولم أجدها فيه.
• هذا، وقد سبقني غير واحد من الباحثين في إخراج القصيدة جزاهم الله خيراً، لكن لم أقف على من ضَبَطَها ضبطاً دقيقاً منهم أو فَكَّ رموزها، فأرجو أن يكون في إخراجي لها إفادة جديدة، مع اعتمادي على مصادر مزيدة حولها، ولهم فضلُ السَّبْق ولا شك.

[3] ويسّر الله قراءتي لها على آخرين، وهم المشايخ النبلاء والمسندين الفضلاء: محمد زهير الشاويش، وصبحي البدري السامرائي مجتمعان في الحازمية، ومحمد بن عبد العلي الأعظمي، وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي مجتمعان في الكويت، وعبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، ومحمد بن الحسن الفزازي، وحماد الصقلي الضرير في منزل كلٍّ منهم في فاس، وعائشة وكنزة ابنتا محمد المهدي الكتانين مجتمعتان في سلا.

[4]في السنة الأولى: أُسس مسجد قُباء، ثم بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبيوته، وأتمت صلاة الحضر أربع ركعات، وحالف وآخى بين المهاجرين والأنصار، وشُرع الأذان، والجمعة، وتوفي النقيبان: أسعد بن زُرارة، والبَراء بن مَعْرُور الأنصاريان، وأسلم عبد الله بن سلام رضي الله عنهم.

[5] في الثانية: فرض الصيام، وزكاة الفطر، وتحويل القبلة من بيت المقدس للكعبة، وغزوات: ودّان، وبواط؛ وكانت لاعتراض عير قريش وغنيمتها، وذي العُشيرة، وبدر الكبرى، والسَّوِيق، وبني سليم بنجران، وبني قينقاع،  وأنمار، وفيها دخول النبي صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين عائشة، وزواج ابنته فاطمة من علي، وموت ابنته رقية، وعثمان بن مظعون، وفيها وُلد مسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، والنعمان بن بشير، وعبد الله بن الزبير - على قول، وقيل في الأولى -، رضي الله عنهم أجمعين.
وأما قوله: "أَبُو بِنْتِ هِنْد" فلعله قصد سرية أبي سلمة المخزومي - والد زينب بنت هند، وهي أم سلمة، رضي الله عنهم - إلى قطن، ولكن سريته ذُكرت في الثالثة.

[6] في الثالثة: غزوات: أحد، وذي أمر، وحمراء الأسد، وقتلُ حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وتحريم الخمر، وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت خزيمة - المعروفة بأم المساكين - وبحفصة بنت عمر، وزواج عثمان بأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد الحسن والحسين، رضوان الله عليهم أجمعين.
وجاء في نقل الأبيات ذكرُ بدر فيها، وهي بدر الموعد أو الصغرى، فإن كان النقل صحيحاً فهي في الرابعة، كما سيأتي.

[7] في الرابعة: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم هنداً أم سلمة رضي الله عنها، وفيها سرية بئر معونة، وغزوات: بني النضير، والمريسيع، وذات الرقاع، وبدر الموعد (الصغرى)، وحادثة الإفك، وفيها صلّى للخوف، وقصرت الصلاة، ونزلت آية التيمم، ورجم اليهودي واليهودية الزانيين، ووفاة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.

[8] في الخامسة: غزوات: الخندق، وبني قريظة، ودومة الجندل، وموت سعد بن معاذ، ووفود ضمام بن ثعلبة على قول، وإسلام عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة أخي بني عبد الدار، رضي الله عنهم أجمعين، وفيها زلزلة المدينة.

[9]في السادسة: غزوة بني لِحْيان، وغزوة ذي قَرَد، وغزوة الحديبية وعمرتها، والاستسقاء من القحط، وفيها بعث إلى المقوقس، وردّ عليه بالهدايا - وهذا مذكور في السابعة -، وفيها كان طاعون شيرويه في المدائن، وفيها فُرض الحج على ما صححه بعض العلماء، وظاهَرَ أوسُ بن الصامت امرأته خولة.
وذكر فيها اتخاذ الخاتم، وذكره بعضهم في السابعة.
وقوله: "ابْنُ خَوْلَةَ أَعْظِمِ": أظنه يعني سعد بن خولة، وقد توفي عام حجة الوداع، وقيل قبلها، وقيل في السابعة.

[10] في نقل الشيخ السلمان: "أَنْعِمِ" بدل "اتمم".
في السابعة: غزوة خيبر، وفيها تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي، وبأم حبيبة بنت أبي سفيان، وبميمونة بنت الحارث، رضي الله عنهن، وفيها قدم أبوهريرة رضي الله عنه مسلماً، وقدوم مهاجرة الحبشة، وقدوم هدايا المقوقس، وعمرة القضية.

[11] في الثامنة: غزوات: مؤتة، وحنين، والطائف، وفتح مكة، وإسلام أهلها، ومولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه عُمل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، ووفاة ابنته زينب رضي الله عنها.
ووقع في الأصل: "غَلَاءٌ" ولعلها "تلاه".

[12]في التاسعة: غزوة تبوك، وقدمت الوفود للإسلام، وحجُّ أبي بكر بالناس، وموت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وابن بيضاء، وعروة بن مسعود - قتله قومه ثقيف -، والنجاشي، رضي الله عنهم، وعبد الله بن أُبَيّ بن سَلُول المنافق، وفرض الجزية، وفيها لعان عويمر العجلاني مع امرأته، وإيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه شهراً، ومقتل ملك فارس أردشير بن شيرويه، وعقب مقتله بمدة يسيرة وَلَّوا بُوران ابنة أبرويز.

[13] هكذا في الأصل ومطبوعتَي جامع الأخبار: "اعلم"، وفي غيرهما: "أعظم".

[14] في نقل الشيخ السلمان: "أَتْمِم" بدل "أَعْجِمِ".

[15]في العاشرة: مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، ووُلد محمد بن أبي بكر، وأسلم جرير بن عبد الله البجلي، رضي الله عنهم، وادعى الأسود العَنْسي النبوة، وفيها - على خلافٍ - الكسوف، وبها حجة الوداع.
وعدد الغزوات سبعٌ وعشرون، والسرايا سبع وأربعون - على خلاف، وهذا قول ابن عبد البر -، وذلك من بدأ التاريخ الإسلامي، وهو من سنة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة ومقدمه إليها.

[16] وضع الناسخ علامة "صح" فوق تنوين "عشرةٍ"، وعلّق بالهامش: "قال الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري في كتابه المذكر والمؤنث: ومن العرب من يُضيف النيف إلى العشر، وهو مما لا يقاس عليه، فتقول: عندي خمسة عشرٍ وثلاثة عشرٍ، وأكثر ما يفعلون ذلك في الشِّعر، وأنشد الفراء:

كُلِّفَ مِنْ عَنَائِهِ وشِقْوَتِهْ
بِنْتَ ثَمَانيْ عَشْرَةٍ مِنْ حِجَّتِهْ

 
وقرأ أنس بن مالك رضي الله عنه: ﴿عليها تسعةَ عشرٍ﴾، وهي قراءة شاذة، والناس على خلافها.
وقال ابن مالك في تسهيله: ولا يجوز بإجماعٍ ثماني عشرةٍ إلا في الشعر، والله أعلم".
ا.هـ.
سنة إحدى عشرة: وفيها أعظم المصاب بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايع الصحابة أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت حروب الردّة، ووفاة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وحاضنته أم أيمن بركة الحبشية - على قول الزهري -، رضي الله عنهما.
وبهذا ختم الأبيات، نسأل الله حسن المحيا والختام والعاقبة، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.

شارك الخبر

المرئيات-١