(4) المديح الصادق والاعتراف بالفضل - كيف تؤثر في الناس - إياد قنيبي
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
السلام عليكم ورحمة الله.إخوتي الكرام لمن الأمور نحتاج أن نفعلها قبل أن ننصح الناس: المديح الصادق والاعتراف بالفضل.
فهذا كله يجعل أخاك يحرص على عدم تغير الانطباع الذي تحمله عنه، ويعلم أنك لا تتصيد جوانب النقص فيه.
انظر لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: «إنَّ فيكَ لَخَصْلَتينِ يحبُّهُما اللَّهُ: الحِلمُ والأناةُ» (مسلم).
مديح صادق يعزز الخير في الناس دون أن يفتنهم.
وقال لعمر رضي الله عنه: «والذي نفسي بيدِه، ما لقيك الشيطان ُ قطُّ سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجِّك» ( البخاري ).
يعزز في عمر القوة في الحق.
صحيح أن هذا غيب عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي، لكن لنا نحن أيضاً أن نثني على الناس بما يظهر من صفات الخير.
قال سيد قطب رحمه الله في ( أفراح الروح): "عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة.
إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء.
إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثني عليها حين نثني ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة..
ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب".
جميل أن تقول لأخيك وإن كان عنده أخطاء: "أحب فيك تبسمك"، "ترتفع معنوياتي حين أراك"، "يعجبني فيك إرهاف حسك، تواضعك، استغلالك لوقتك...
وهكذا"، إن كان فيه هذه الصفة حقاً، ودون مبالغة تقوده إلى الرياء والعجب.
أما الاعتراف بالفضل فقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اعترافه بالفضل للأنصار إذ قال لهم: «أما واللَّهِ لو شئتُمْ لقلتُمْ، فلَصَدقتُمْ وصُدِّقتُمْ: أتَيتَنا مُكَذَّبًا فصدَّقناكَ، ومَخذولًا فنصَرناكَ، وطريدًا فآويناكَ، وعائلًا فأغنَيناكَ».
يعترف بالفضل وهو صاحب الفضل على أمته جمعاء صلى الله عليه وسلم.
فكيف بنا نحن مع من لهم فضل علينا؟!
قد تحتاج لنصح أبيك أو أمك في منكر يفعلانه.
ألا يحسن بك قبل ذلك أن تعترف لهم بالفضل فتفتح بذلك قلبهما ويعلمان إن نصحتهما أنها نصيحة ولد بار كريم النفس معترف بالجميل؟
إذن، فالثناء الصادق والاعتراف بالفضل: أسلوبان نبويان لمن أراد أن يكون ناصحًا مصلحًا.
ونتابع بغيرهما في المرة القادمة بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.