(أشواك على الطريق)! - عبد العزيز مصطفى كامل
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
مصيبة المسلمين في بلادنا وغيرها؛ ليست فقط في الحكام الطغاة الذين قدَّموا الدنيا على الدين فضيعوهما معاً؛ ولكن في بعض أدعياء العلم والدين الذين علموا ضياع هؤلاء الحكام وتضييعهم؛ ومع هذا أسبغوا الشرعية الدينية على سوء صنيعهم، فأصبحوا شركاءهم في باطلهم وهم لايشعرون! أو يشعرون ولكن يجادلون! كانت مصر في العهد الملكي تدور في الفلك الغربي، حيث الاحتلال البريطاني برأسماليته وليبراليته، في إعراض طويل وعريض من أسرة (محمد علي) عن منهج الحكم بالإسلام...
وسط إقرار من هؤلاء الشركاء!
ثم انقلب عبد الناصرعلى الملكية فاتجه قسراً بمصر شرقاً، باتجاه الاتحاد السوفييتي البائد باشتراكيته وشيوعيته، معرِضاً بل معارضاً للحكم بالإسلام...
في ظل مباركة من هؤلاء الشركاء!
ثم جاء السادات لينقلب على خط عبد الناصر، ويعيد مصر إلى الغرب مرة أخرى، حيث الهيمنة الرأسمالية الأمريكية ذات النكهة اليهودية المتعارضة والمتناقضة مع نهج الإسلام مع ثناء كبير من هؤلاء الشركاء.
وتبعه حسني مبارك فلم يغير وجهته، غير أنه كان أشد جفاء وغباء في إقصاء كل المنادين بتحكيم الإسلام...
فلم يجد إلا الصمت أو الثناء من هؤلاء الشركاء.
فلما قامت ثورة يناير، واختارت غالبية الشعب المصري أن تستجيب لدعوة العودة للإسلام، فاختارت لذلك رئيساً ذا شرعية حقيقية -إسلامية ودستورية- للمرة الأولى منذ أكثر من مئة عام انقلبت الدنيا داخلياً وإقليماً وعالمياً، وجيء بالسيسي الذي شق العصا وانقلب على خيارالأمة، فسارع فقهاء الانبطاح هؤلاء -في مصر وخارجها- للدعوة لإسباغ الشرعية الدستورية ثم الدينية، على هذا الانقلاب الدموي الذي شاركوا في صنعه تحت مُسمَّى (طاعة الإمام المتغلب بالشوكة)!
شوكة في عيونكم! يا من تسوغون في كل مرة تغلب العلمانية اللادينية بالقهر والعدوانية على خيار الأمة الإسلامية!