أرشيف المقالات

نقاء الروح

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
1 بقلم/ ماهر جعوانبعض الأشخاص وجودهم بجوارك راحة وأمان لا تحتاج منهم شيء وهم كذلك لا يحتاجون منك شيء ولكن لا يطيب الوقت إلا بالإحساس بوجودهم ربما لا تحادثهم ولكن تطمئن عليهم من أثر أنفاسهم وأرواحهم التي ترفرف من حولك هم بالقلب وإن كانوا لا يشعرون.فأجمل ما في الدنيا أن تألف وتؤلف، تُحب وتُحب، فإذا ألمت بك شدة وجدت القاصي والداني والقريب والغريب حولك...حبا لا تملقا، ومشاركة لا عطفا، ومودة لا شفقة، وهذا منهج الإسلام في ترسيخ الحب بين الناس ليجعل من المجتمع نسيجاً فريداً رائداً رائعاً وراقياً.فالقلوب الصافية النقية الطاهرة قد تستوعب ما لا يستوعبه حياة ولا وطن.وإذا تلاقت الأرواح وتجانست وتآلفت تتلاشى المسافات وتتحدث القلوب وتؤدى الأمانات وتتحمل المسئوليات وتصل الرسالة وتستوعب الجميع ويظهر نبل الأخلاق والعاطفة الجياشة وألم الفراق وعظم اللقاء وثبات الطريق والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ولو حيل بين القلوب بعد المشرق والمغرب.حديث القلب وإشراقه الروح وبريق العين فثم وجه الحياة السعيدة التي لا يضر معها بعد المسافات متى تجانست الأفكار وتآلفت الأرواح وتقاربت القلوب وتواصلت بالدعاء. فالأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. فكُل الطُرق إلى الله مُزهِرة والأرواح الطاهرة لا تُغيرها كثرة الشرور.الأرواح المتآلفة رزق وهبة ومنحة ربانية وأصحابها ذو عاطفة جياشة بديعة ومشاعر رائعة ورقة نادرة، هم أقرب إلى الجواهر الكريمة ولا يشبهوا الذهب والماس، ذوي روح وثابة وقلب عفيف راق يسابق عقله النظيف وقلبه العفيف الراقي يسابق روحه الوثابة وأعصابه المتوهجة متسق مع ذاته للضرورة البشرية والراحة النفسية والحالة الاجتماعية والفريضة الشرعية.نقاء الأرواح مفاتيح تقفل بها أفواه وتفتح بها قلوب وتنير بها عقول,وفطرة يميز الله بها من أحب، ويخبرنا حبيبنا ﷺ أن صاحب القلب الرحيم الرقيق من أهل الجنة فقال:  «وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال» .الجمال الحقيقي جمال الشخصية وحلاوة السجايا ونقاء الروح وطهارتهافعينك ترى الأجمل وقلبك يغفر الأسوأ وعقلك يفكر بالأفضلفاترك بصمة وأثرا إيجابيا في مُحدثكقربه للحق برُقيك وجميل لفظكاجعله شغوفا بالحوار لفرط أدبكاكسب قلبه وعقله فالمؤمن إلف مألوفوكسب القلوب مقدم على كسب المواقفبخلق حسن وسلوك قويم ولفظ عفيف وذوق عال وأدب جموابتسامة حانية وإنسانية مفرطة وغاية سامية وعلم نافعودعوة بالغيب وحب في الله.


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣