إسلام عضو بارز في حزب الشعب السويسري المسئول عن قرار حظر المآذن - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
يعتبر قرار سويسرا بحظر المآذن والمتصدر لعناوين الصحف هناك دليل واضح على قوة التعصب المتزايدة في أوروبا. يقول دانيال ستريش : "على أن أكتب كثيرا بخصوص حظر المآذن وأثرها فيما بعد، إن شاء الله، ولكني الآن أريد أن أنوه على نقطة جانبية لها أهميتها البالغة.." دانيال سترايش عضو سابق في (حزب الشعب السويسري) (SVP)، الذي أطلق مبادرة حظر المآذن، وهو احد المدربين العسكريين في الجيش السويسري وأحد السياسيين المحليين في بلدة بال. أعلن دانيال - وكان مسيحيا متدينا - اعتناقه للإسلام ولكنه أراد ان يبقى الامر سرا لمدة عامين. استقال سترايش من عضوية حزب الشعب السويسري معلنا اعتناقه للإسلام، ومستنكرا في الوقت ذاته حملات الدعاية الإعلامية المعادية للإسلام. نشر خبر إسلام سترايش بداية في موقع Twenty Minutes Online السويسري وكان كالتالي : "استقال دانيال ستريتش، المدرب العسكري وأحد السياسيين المحليين في بلدة بال، من حزب الشعب السويسري والسبب هو اعتناقه للإسلام.
ولمدة عامين كاملين اخفي سترايش خبر اعتناقه للإسلام عن أعضاء حزبه السابق. والآن أصبح موقف الحملات الإعلامية المعادية للإسلام غير محتمل بالنسبة له". وبعدما كان سترايش عضو مسيحي هام في حزب الشعب السويسري ويقرأ الكتاب المقدس كما كان يذهب إلى الكنيسة بصورة منتظمة، أصبح الآن مدربا عسكريا وعضو في المجلس المحلي.
يقرأ سترايش القرآن ويصلي الخمس فرائض يوميا، ويذهب الى المسجد باستمرار.
يقول دانيال سترايش : " لقد أجابني الإسلام على التساؤلات التي طالما شغلت بها طوال حياتي والتي لم أجد لها إجابات مطلقا في المسيحية ". ولأنه لم يستطع تحمل حملات الاضطهاد الإعلامية التي يشنها حزب الشعب السويسري..
ترك سترايش الحزب منذ حوالي أسبوعين (تقريبا 10 - نوفمبر- 2009 )، كما أعلن خبر اعتناقه للإسلام والذي أبقاه سرا لمدة عامين.
ويشارك الآن دانيال في تأسيس الحزب الديمقراطي المدني المحافظ في كانتون فريبورغ. لقد تحول دانيال من مرتادا للكنيسة إلى معارضا جادا للمبادرة التي أطلقت لمنع بناء المساجد.
يقول دانيال " إذا تم تنفيذ المبادرة فإنها ستترك أثرا عميقا بداخلي، لعلني أتسائل لماذا بذلت نفسي سياسيا ومهنيا لأكثر من ثلاثين عاما من أجل هذا النظام السياسي، بينما في المقابل سويسرا في حاجة ماسة إلى مزيد من المساجد، وليس جديرا بها أن تجبر المسلمين على أداء الشعائر الدينية في الأزقة الخلفية. أما عن ردود الفعل داخل الحزب فهي متباينة، يقول مارتن بالتيسر الأمين العام للحزب "يمكن للمرء أن يصدق ما يريد"، بينما كان رد فعل ألفريد هير عضو المجلس الوطني للحزب أكثر حدة.
يقول جورج لوتز العالم في السياسة أن كلا من الإسلام وحزب الشعب السويسري متقاربان أكثر مما يظن الناس، فكلاهما يقدم للعالم أفكارا محافظة. لكن مع فائق التقدير والاحترام فأنا لا أتفق مع موقف العالم لوتز.. يتجه المسلمون إلى اتخاذ مواقف سياسية مشابهة لتلك التعاليم الاجتماعية التي تدرس في الكنيسة الكاثوليكية : فهم "تقدميين" بشأن القضايا الاقتصادية والبيئية والسياسة الخارجية، بينما "محافظين" فيما يخص الأخلاقيات الجنسية.
ولكن من منظور أكثر دقة نستطيع أن نقول أن كلا من الكاثوليكيين والمسلمين لا يدخلوا في نمط الفجوات اليسارية واليمينية.
إذا كان يوجد شيء من هذا، فأستطيع أن أقول (بحسب رأيي الخاص) أن اتجاه كلا من الإسلام والمسيحية اتجاه يساري.
حيث يؤكد التيار اليميني على الخصوصية (سواء كانت خصوصية جزئية كالرأسمالية الفردية أو خصوصية كلية كالقومية)، بينما يتجه التيار اليساري إلى الشمولية.
يظهر في المنتصف موقف سياسي متوازن يخاطب كلا من الشمولية فيقول (أننا أمة لها نفس الخصائص البشرية كما يجمعنا كوكب واحد).
وكذلك يخاطب الخصوصية (فيقول أن كل منا يعيش في مجتمعات لها أشكالها وتقاليدها واحتياجاتها السياسية الخاصة بها وكذلك لها مواطن ضعفها وقوتها). فكيف لشخص ينتمي إلى كل من الطيفين السياسيين اليميني واليساري (بفرض وجود هذا الطيف) أن تكون وظيفته أو وظيفتها التأكيد على مبدأ الشمولية مقابل الخصوصية؟ حيث أن كلا من الكاثوليكية والإسلام (بجانب الديانات الأخرى الأكثر شيوعا) يقران بأن ما يوحد البشر أكثر أهمية مما يفرقهم، لذا فإن اتجاههم الأساسي إلى حد ما هو اليساري. على أي حال هناك نقطة جانبية يجب التطرق لها وهي محاولة ناشط سياسي في حزب الشعب السويسري توجيه إسلام سترايش على أنه خطرا على الأمن القومي..
مما يعني أن جميع المسلمين في الجيوش الغربية مثل المسلح الذي ظهر في فورت هود - نضال مالك حسن-، (ومن المفارقات أنه إذا تم اعتبار ذلك فإنه سيؤكد صحة ادعاء سترايش بأن حظر المآذن اضطهاد للدين الإسلامي).
ألفريد هييل : اعتناق سترايش يثير القلق : إن اعتناق سترايش للإسلام في الوقت الذي كان فيه عضوا بارزا في القوات المسلحة يؤدي إلى تفكير بعض السياسيين بأن هذا الأمر خطرا على الأمن القومي، وكلنا رأينا ما حدث في الولايات المتحدة الأميريكية، في إشارة إلى إطلاق نار من طبيب نفسي عسكري مسلم - نضال مالك حسن- في فورت هود. وقال المتحدث العسكري كريستوفر برنار وهو محايد بشأن الانتماءات الدينية أن هذا "الاتهام سخيف" وأضاف : "لا تعنينا الاتجاهات الدينية التي ينتمي إليها إفراد قواتنا فما يهمنا هو الأداء العسكري وليس الاعتقاد". وسواء كانت سويسرا وافية بميراث الديمقراطية أو أنها ستتبع البار نويا التي تغذي التطرف والتي دمرت أوروبا في الثلاثينات والأربعينات فهذا يعتمد على ما يقرره مواطنيها، على المدى البعيد، أمثال هييل وبرنار. ومن ناحيتي فأنني آمل ألا آرى في جبال الألب السويسرية التعرض لمضايقات حيال ديني الإسلامي مرة أخرى.
(مترجم خصيصا للمرصد الإسلامي لمقاومة التنصير)