أرشيف المقالات

هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ﴾ [غافر: 13]


آيةٌ تُخاطِب فئةً من الناس، تميَّز حالهم بالإيمان، والتفكُّرِ والتأمل، والسعيِ إلى التقرب إلى خالقهم، فكانت آية تُبشِّرهم وتنير لهم حالًا ووضعيَّةً هم يعيشونها، وتتكرر معهم باستمرار؛ ليُدقِّقوها ويروها وينظروا إليها حقَّ الرؤية وحق التدقيق وحق النظر؛ فالحق سبحانه هو الذي يريهم آياته، ويُنزِّل لهم مِن السماء رزقًا.
 
إذًا هو خطابٌ يتطلَّب حالةً إيمانية عالية، وتصديقًا يقينيًّا خالصًا، وسعيًا حثيثًا وجديًّا لذلك، يتحقق معه التنبه إلى ذلك الخطاب بسماعه وتدبره والنظر إليه حق النظر، فيتحقق في السامع أو المتلقِّي لذلك الخطاب النظرُ والرؤية اليقينية لذلك، رؤية تُعزِّز يقينه وإيمانه، فتكون بذلك تبشيرًا له، بنظره إلى مدى قرب الحق سبحانه إلى عباده، ويقطف من خلالها ثمارَ إشارات ذلك الخطاب؛ تعزيزًا لإيمانه ويقينه وتقربه إلى خالقه عز وجل.
 
وحيث إن ما أريدُ الإشارة إليه من زاوية التطرق إلى هذه الآية الكريمة، هو ما ورد في آخرها، الذي يؤكد ما سلف ذكره، فتذكر ذلك الخطاب ورؤيته والنظر إليه حق النظر، لا يكون إلا بفعل الإنابة، إشارة وجب الوقوف عندها حق الوقوف، والتنبه إليها حق التنبه؛ ففيها من الإشارات والدلائل ما يكفي أن ما ورد من خبر في تلك الآية تذكُّره وسماعه ورؤيته يتطلب درجاتٍ عالية من التصديق والإيمان، والسعي، والتدبر والتفكر، والعقل والعمل والتأمل، والتقرب إلى الحق سبحانه، وذلك فعل وحال المنيب، وذلك فعل وحال المؤمن الحق، فعل على المؤمن أن يتنبه إليه ويسعى إلى تطبيقه وفعله؛ حتى يجني ثماره.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن