قصيدة : أبي حطمتني وأتيت تبكي - محمد بن عبد الرحمن المقرن
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
عرفت تلك الفتاة العلاقة الشريفة!! عبر القنوات الفضائية، فأرادت أن تخوض التجربة فماذا جنت؟!لقد جنت هذه البكر العذراء جنيناً بين أحشائها بعد قصة دامية مؤلمة ..
وقعت الفتاة مع صاحبها في قبضة رجال الأمن وجاء أبوها بعد استدعائه ليرى الفاجعة ..
وقف أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف ..
صرخ في مجمع من رجال الأمن : دعوني أقتلها !
لقد شوَّهت سمعتي ..لقد دمرَّت شرفي..
لقد سوَّدت وجهي أمام الناس..
رفعت البنت رأسها وواجهت أباها بهذه الكلمات:أغــــــــــــرى امــــــــــــرئ يــــــومــــــا غــــــلامـــــا جــــــاهـــــلا
بــــنــــقـــوده كـــــــــــي مــــــــــا يـــــنـــــال بــــــــــه ضــــــــــرر
قــــــــــال ائــــتـــنـــي بـــــفـــــؤاد أمــــــــــك يــــــــــا فـــــتــــى
ولـــــــــــــــك الـــــجـــــواهـــــر والــــــــدراهـــــــم والــــــــــــــدرر
فــــمــــضـــى وأغــــــمـــــد خــــنـــجـــرا فــــــــــي صـــــدرهـــــا
والــــقــــلــــب أخــــــرجـــــه وعـــــــــــاد عــــــلـــــى الأثـــــــــــر
لـــــكــــنــــه مــــــــــــن فــــــــــــرط ســــرعــــتــــه هــــــــــــوى
فـــــتـــــدحـــــرج الـــــقـــــلــــب الــــمــــقـــطـــع إذ عـــــــثـــــــر
نـــــــــــــــــاده قــــــــلــــــــب الأم وهــــــــــــــــو مــــــعـــــفّـــــر
ولـــــــــدي حـــبــيــبــي هــــــــل أصــــابــــك مــــــــن ضــــــــرر؟
فــــــكــــــأن هــــــــــــذا الــــــصــــــوت رغــــــــــــم حــــــنــــــوه
غــــضــــب الـــســـمــاء عــــلــــى الــــغــــلام قــــــــد انـــهـــمــر
فــــــارتــــــد نــــــحــــــو الــــقــــلــــب يـــغـــســـلـــه بــــــمــــــا
لــــــــــم يــــأتـــهـــا أحــــــــــد ســــــــــواه مـــــــــن الـــبـــشـــر
واســــــــتـــــــل خـــــنـــــجـــــره لــــيــــطــــعـــن نـــــفـــــســــه
طــــعــــنــــا فـــيـــبـــقـــى عــــــبــــــرة لــــــمــــــن اعــــتــــبـــر
ويــــــقــــــول يــــــــــــا قــــــلــــــب انــــتــــقــــم مــــــنـــــي ولا
تــــــغـــــفـــــر فــــــــــــــــإن جــــريــــمــــتـــي لا تــــغــــتــــفـــر
نـاداه قـل كـفى لـوما أبـي أنـت الـمُلام كـفاك فلم يعد يجدي الملامُُ
بـــأي مــواجـع الآلامِ أشــكـو أبـــي مـــن أيـــن يُـسـعفني الـكـلامُ
عـفـافي يـشـتكي ويـنـوح طـهـري يُـغـضي الـطـرفَ بـالألم احـتشام
أبــي كـانـت عـيـون الـطـهُر كَـحْـلى فـسال بـكحلها الـدمعُ الـسجامُ
تـقـاسـي لــوعـة الـشـكـوى عـذابـا ويـجـفو عـيـن شـاكـيها الـمـنامُ
أنـاالـعـذراءُ يـــا أبــتـاهُ أمــسـت عــلـى الأرجـــاسِ يُـبـصرها الـكـرامُ
ســهـامُ الـعَـار تُـغـرس فــي عـفـافي ومــا أدراك مـاتـلك الـسـهامُ؟!
أبــي مــن ذاسـيـغضي الـطرف عـذرا وفـي الأحـشاء يـختلجُ الـحرامُ
أبـــي مـــن ذا سـيـقـبلني فــتـاةً لـهـا فــي أعـيـن الـنـاس اتـهـامُ؟
جـــراحُ الـجـسـم تـلـتـئم اصـطـبـارا ومـــا لـلـعِـرض إن جُـــرح الــتـآمُ
أبـــي قـــد كـــان لـــي بـالأمـس ثـغـر يـلـفُّ بـراءتـي فـيـه ابـتـسامُ
بــألـعـابـي أداعــبــكـم وأغـــفــو بـــأحــلامٍ يــطـيـب بــهــا الــمـنـامُ
يـقـيـم الـــدار بـالإيـمـان حَـــزم ويـحـمـلُها عــلـى الـطُـهـر احـتـشام
أجــبـنـي يــاأبــي مــــاذا دهــاهــا ظــــلامٌ لايــطــاقُ بـــه الـمـقـامُ
أجـبـنـي أيـــن بـسـمـتُها,لماذا غـــدا لـلـبـؤسِ فـــي فـمـها خِـتـامُ؟
بــــأي جــريــرةٍ وبــــأي ذنــــب يُــســاق لــحـمـأة الــعــار الــكــرامُ
أبــــي هــــذا عـفـافـي لاتـلـمـني فــمـن كـفَّـيـك دنَّــسـه الــحـرامُ
زرعــــتَ بــدارنــا أطــبــاق فــســق جـنـاهـا يــاأبـي ســـمٌ وســـامُ
تــشــبُّ الــكـفـر والإلــحــاد نــــارا لــهـا بـعـيـونِ فـطـرتـنا اضــطـرامُ
نـــرى قــصـصَ الــغـرامِ فـيـحـتوينا مــثـارُ الـنـفـسِ مــا هــذا الـغـرامُ
فــنــون إثــــارة قــــد أتـقـنـوهـا بــهـا قــلـبُ الـمُـشـاهِدِ مُـسـتـهامُ
نــــرى الإغــــراءَ راقــصــةً وكــأسـا وعــهـراً يـرتـقـي عــنـه الــكـلامُ
كـــأنــك قـــــد جــلــبـتَ لـــنــا بــغِـيـا تــراودُنــا إذا هــجــع الــنـيـامُ
فــلــو لـلـصـخـر يــــا أبــتــاه قــلــب لـثـار..فـكـيف يـــا أبـــت الأنـــام
تُـخـاصمني عـلـى أنـقـاضِ طُـهـري وفـيـك الـيـومَ لـوتـدري الـخـصامُ
زرعـــتَ الــشـوك فــي دربــي فـأجـرى دَمَ الأقــدامِ وانـهـدَّ الـقـوام
جــنـاكَ ومـــا أبـــرِّي مــنـه نـفـسي ولـسـتُ بـكـل مــا تـجـني أُلامُ
أبــــي هــــذا الــعـتـابُ وذاك قــلـبـي يــؤرقــهُ بــآلامــي الــسـقـامُ
نــدمــتُ نــدامـةً لـــو وَزَّعــوهـا عــلـى ضُـــلاّلِ قــومـي لاسـتـقـاموا
مــددتُ إلــى إلــهِ الـعـرش كَـفِّـي وقــد وهـنـتْ مــن الألــمِ الـعظامُ
إلــهـي إن عــفـوتَ فـــلا أبــالـي وإن أرغـــى مـــن الـنـاس الـكـلام
أبــي لاتُـغْـض رأســك فــي ذهــول كـمـا تـغـضيه فــي الـحُـفَرِالنعامُ
لـجـانـي الـكـرمُ كــأس الـكـرم حـلـوٌ وجَـنْـى الـحـنظل الـمـرُّ الــزؤامُ
إذا لـــم تــرض بـالأقـدار فـاسـأل خـتـام الـعـيش إن حَـسُـنَ الـخـتامُ
وكــبِّــر أربــعــاً بــيـديـك واهــتــف عــلـيـك الــيـوم يـادُنـيـا الــسـلامُ
أبــي حـطَّـمتني وأتـيـت تـبـكي عـلـى الأنـقـاض مــا هــذا الـحُـطامُ
أبي هذا جناك دماءُ طهري فمن فينا أيا أبتِ الملامُب الأم كف يدا ولا
تــــــذبــــــح فــــــــــــؤادي مــــرتــــيــــن عــــــلـــــى الأثـــــــــــر