أين المفر ؟ - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
لا يفتأ المرء أن يجد نفسه محاصراً بين هموم الدنيا ، تضيّق عليه كما
تضيّق الأنقاض على الجاثم تحتها ، تكاد أن تمضي به إلى الشذوذ في
الفكر والعمل ، فكيف الخلاص ؟ وإلى أين المفر ؟ سؤال يطرح نفسه في كل وقت ، وخاصة الآن ، بعد فوات الأوان ، وضيق الحال ، وخشونة العيش ، ومرارة الحزن والشعور ، والدنو من الحياة التي تظهر الرغد و الحب ، وتبطن الخشونة والسقم والبغض .
الآن ! وقد لاح في الأفق ريح سموم لا تلبث أن تلفح وجهي ، وتحم قلبي ، وتلهب عيني ، وتسقم نفسي وجسدي ، وتُبكي مَن حولي رأفة بي و شفقة على حالي ، فما الذي غير الأمور والأحوال على هذا النحو .؟ بعد اللهو والسهو ، لأصبح كما قال رب العزة { صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون } فما الذي حدث ؟؟
الآن ، وبعد أن غمرت عباب البحر ، وشققتُ دروب البر ، لأوقظ نفسي من سبات أمسي ، فلا ألبث أن أجد نفسي عاجزة عن الهمس ، قاصرة الطرف ، هلك عنها المال والسلطان ، وذهب عنها رنين الدرهم والدينار ، وبريق السلطان والمنصب والأركان ، فإلى أين المفر الآن !!؟
إلى أين المفر ؟ سؤال اشتد إلحاحه ، بعد أن طال الأمد ، وضاق البلد ، و التهب الكبر ، فأين المنفذ والمخرج من الأمر الذي طال شرحه وعمق تأثيره وازداد استفحاله ، ويَئِس حاله واشتد ..؟
و بعد طول بحث وتمحيص ، وتفكير حصيف حريص ، وجدتُ الإجابة عن هذا
السؤال ، عندما لجأتُ إلى عقلي لأستدعي ما فيه من معلومات ومبادئ و نذر ، فعثرتُ على جزء من الذكر الحكيم ، نُقِش على جنبات نفسي وعقلي ، قوله تعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }
أخي المؤمن : كن ممن أدرك نفسه ، وتنبه إلى سقمه وجزه ، وسمع القول فأتبع أحسنه ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد ..
توجه بقلبك إلى الله ، ولا تهجر كتاب ذكره الحكيم { فيها كتب قيمة } فتصبح ممن شُغل عقله و حوصرتْ نفسه بسؤال العصر ...