مختارات من كتاب الزهد للإمام وكيع بن الجراح
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
مختارات من كتاب (الزهد) للإمام وكيع بن الجراحالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فمفاتن الدنيا كثيرة متنوعة، مَنِ انغمس فيها، أحبها، وأحب البقاء في الدنيا، وزهِد في الآخرة، فمن رام الآخرة فليزهد في دنياه؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا".
والزهد في الدنيا والرغبة هو الطريق الذي سار عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أنتم أطول صلاة، وأكثر جهادًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا أعظم أجرًا منكم، قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة".
وقد سار على هذا الطريق العلماءُ، ووجَّهوا من بعدهم إلى الزهد في الدنيا، فألَّفوا المؤلَّفات في الزهد، ومن أقدم الكتب المؤلفة في الزهد: كتاب الإمام وكيع بن الجراح المتوفى سنة 197ه، رحمه الله؛ قال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي: "اخترت كتابه الزهد ...
لتحقيقه ...
لقيمة الكتاب العلمية من ناحية مادته الغزيرة في باب التربية والتزكية".
وقد يسَّر الله الكريم فاخترت بعضًا من نصوصه الكثيرة، التي أوردها عن الصحابة والتابعين، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
• قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب الإيمان".
• كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما: "إنك لن تنال عمل الآخرة بشيء أفضلَ من الزهد في الدنيا".
• قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألَا إن الدنيا قد ولَّت مُدْبِرة، والآخرة مُقْبِلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل".
• قال الزبير بن العوام رضي الله عنه: "من استطاع منكم أن يكون له خَبِيءٌ من عمل صالح، فليفعل".
• قال طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه: "أقل لعيب المرء أن يجلس في داره".
• قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
"من تواضع لله تخشُّعًا، رفعه الله يوم القيامة، ومن تطاول تعظُّمًا، وضعه الله يوم القيامة".
"تعودوا الخير؛ فإن الخير بالعادة".
"من أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا".
"لا راحة للمؤمن دون لقاء الله".
"من خالف قولُه فعلَه، فإنما يوبِّخ نفسه".
"لا يصلح الكذب في هزل ولا جدٍّ، ولا أن يَعِدَ أحدكم صبيَّه شيئًا ثم لا ينجزه به".
• قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "ما يُنتظَر من الدنيا إلا كل محزن، أو فتنة تُنتظَر".
• قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "ثلاث من جمعهن جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه، والإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم".
• مرَّ رجل على عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهو ساجد في الحجر، وهو يبكي، فقال: أتعجب أن أبكي من خشية الله، وهذا القمر يبكي من خشية الله؟ قال: ونظر إلى القمر حين شفَّ أن يغيب.
• عن جرير بن عبدالله قال: قال لي سلمان رضي الله عنهما: "يا جرير، تواضع لله؛ فإنه من تواضع لله في الدنيا، رفعه الله يوم القيامة".
• عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "نعم صومعة الرجل بيته، يكُفُّ فيها بصره ولسانه، وإياكم والسوقَ؛ فإنها تُلغي وتُلهي".
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحًا".
• عن هشام بن عروة عن أبيه رضي الله عنهما قال: "مكتوب في الحكمة: الرفق رأس الحكمة".
• بكى ابن رواحة رضي الله عنه، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيكِ؟ فقالت: رأيت بكيتَ فبكيتُ، فقال: "إني أُنْبِئت أني واردٌ، ولم أُنْبَأ أني صادر".
• قال عمرو بن شرحبيل رحمه الله: "لو رأيتَ رجلًا يُرضِع عنزًا، فسخرت منه، خشيت أن أكون مثله".
• عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله، قال: "إذا أراد الله بعبد خيرًا، زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتِيَهن أُوتِيَ خير الدنيا والآخرة".
• قال الحارث بن قيس الجعفي رحمه الله: "إذا هممت بخير، فلا تؤخِّر".
• قال الحسن رحمه الله:
"كانوا يجتهدون في الدعاء، ولا تسمع إلا همسًا".
"المسلم مرآة أخيه".
• قال ابن سيرين رحمه الله: "ظلمًا لأخيك أن تذكر فيه أسوأ ما تعلم عنه، وتكتم خيره".
وذَكَرَ رجلًا، فقال: ذاك الأسود، ثم قال: أستغفر الله، أخاف أن أكون قد اغتبته، وعنه قال: "إذا كان يكره أن تقولَ: شعرك جَعْدٌ، فلا تَقُلْهُ له".
• عن إبراهيم النخعي رحمه الله قال: "كان يُقال: ادعُ أخاك بأحب أسمائه إليه".
• قال مجاهد رحمه الله: "كان يُقال: إذا كثُر الخدم، كثُر الشياطين".