int(1372) array(0) { }

أرشيف المقالات

كتاباتنا إلى أين؟

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
كتاباتنا إلى أين؟

الحمد لله واهب النعم، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
 
لقد أنعم الله عز وجل على عباده بنِعَم عظيمة، وآلاء جسيمة؛ فعلَّم الإنسان مالم يعلم، كما قال تعالى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، فسخر الله للإنسان ما في هذه الأرض، فتدرج في الصناعات والاختراعات حتى وصل إلى ما وصل، فطائفة سخرتها في طاعة الله، وطائفة - وهي الأقل بإذن الله - سخرتها فيما يغضب الله عز وجل، ألا وهي مواقع التواصل الاجتماعي: واتس أب، وتويتر، وفيس بوك؛ فلا شك أنها نعمة عظيمة؛ حيث يستطيع المسلم أن يدعو إلى الله تعالى برسالة أو تغريدة.
 
ولكن المؤلم حين نرى أن هذه التقنية أصبحت وسيلة لنشر البدع، والخرافات، والأحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم! قفوا عند رسائلكم وكتاباتكم، وزِنوها بميزان الشرع؛ حتى تكون شافعة وحجة لك لا عليك.
 
فيجب التنبه قبل إرسال أيِّ رسالة تتعلق بالأمور العقدية؛ كتلك الرسائل التي يتم فيها اختيار رقم معين، أو لون معين؛ لمعرفة أمور مستقبلية علمها عند الله وحده، وربما كان ذلك على سبيل النكتة والدعابة، سبحان الله! أرجعنا للجاهلية الأولى؟! أليس قد نهانا عليه الصلاة والسلام عن التنجيم وقراءة الكف والفنجان؟! فهي تحمل نفس الفكرة، ولكنها غلفت بغلاف حضاري، مع شيء من النكتة.
 
وكذلك بعض الرسائل التي يكون ظاهرها الحث على فعل الطاعات وترك المعاصي، ويكون مضمونها أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كانت للترغيب أو الترهيب، أو تكون رسائل تحمل التهكم والسخرية بآية من آيات الله، فينبغي على المسلم قبل الإرسال التحققُ والتثبت في هذه الرسائل؛ إن كان حديثًا نبويًّا فإنه يَنظر في صحة هذا الحديث، وذلك بالرجوع إلى كتب الأحاديث الصحيحة؛ كصحيح البخاري، ومسلم، وإن كانت رسالة تحمل في طياتها خطأً عقديًّا سواء كان في الألفاظ أو ادعاء علم الغيب عن طريق الأحرف والأبراج، أو سخريةً واستهزاءً، أن يُنظر فيها: هل هي توافق ديننا الحنيف؟ وذلك إما بالرجوع إلى كتب العقيدة، أو الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم عن ذلك.
 
فلقد أصبحت ظاهرة الرسائل تشكل خطرًا عظيمًا على زعزعة عقيدة المسلم، ولا سيَّما عند عوام الناس، والناشئة من الأطفال، فينبغي مراقبة الله جل وعلا عند نشر أيِّ مقطع، أو رسالة، وعرضها على ميزان الشريعة الإسلامية، فسيأتي يوم ونرحل، ويبقى ما كتبت أيدينا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر؛ قال تعالى: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24].
 
لقد أصبحَت هذه الرسائل التي تخدش عقيدة المسلم - وهو ربما لا يشعر بذلك - وسيلة للترفيه والضحك، فليتق اللهَ عز وجل كلُّ من يكتب وينشر، وليقف عند كتاباته وقفة متأمل لما يكتب ويرسل، فليس كل ما يُكتب يُرسَل، وليس كل ما يُنشر صحيحًا.

شارك المقال


Warning: Undefined array key "codAds" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/a920adceac475d2e17f193a32cdaa1b563fd6f5b_0.file.footer.tpl.php on line 33

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/a920adceac475d2e17f193a32cdaa1b563fd6f5b_0.file.footer.tpl.php on line 33
مشكاة أسفل ٢