int(1296) array(0) { }

أرشيف المقالات

الاتصال المباشر والدعوة الفردية

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
الاتصال المباشر والدعوة الفردية

تعتمد الوسائل العملية لدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية على عمل المعلمة الداعية وحركتها وعلاقاتها بطالباتها، ولا تخلو من استخدام ما سبق ذكره من الوسائل القولية والحسية، بل هي نتاج مجموع هذه الوسائل.
 
ومن أهم الوسائل العملية لدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، الاتصال المباشر والدعوة الفردية:
والدعوة الفردية هي: (التوجه بالدعوة أو بالخطاب إلى المدعو على انفراد، أو مع جمع قليل من الناس لهم صفة الخصوص دون العموم)[1]، وذلك بأن تعرض الداعية دعوتها على طالبة واحدة أو أكثر، من خلال اللقاء والاحتكاك المباشر بهنّ، سواء كان هذا اللقاء مقصودا أم غير مقصود.
 
ومن الملاحظ في الواقع، أنه على الرغم من تطور وسائل الاتصال في العصر الحديث التي تُستخدم في بث الأفكار والدعوة لمبدأ ما، فإن الاتصال المباشر عن طريق اللغة والصلة الشخصية، لا تزال هي الوسيلة الأقوى، والأساس لتبليغ أي دعوة، لأن اللغة من أهم طرق التفاعل الاجتماعي بين الأفراد[2].
 
وتعظم فائدة هذه الوسيلة، إذا توافرت لدى الداعية الصفات الحميدة اللائقة، مثل أن تكون الداعية ذات شخصية محبوبة وخلق كريم فاضل، ورحابة صدر، وبشاشة وجه وسعة اطلاع، إلى غير ذلك من الصفات التي تستحوذ على المدعوات، وتعلق قلوبهنّ وأسماعهنّ بالداعية وتقوي علاقتهنّ بها[3]، مع ضرورة الاجتهاد في الإخلاص وصدق علاقة الداعية بالله عز وجل حتى يحصل لها القبول بين طالباتها.
 
وتتميز الدعوة الفردية التي تقوم على الاتصال الشخصي بما يأتي:
1- سهولتها ويسرها، فتستطيع القيام بها كل من احتسبت أجر أمانة التبليغ، كما أنها لا تحتاج إلى إعداد مسبق أو تهيئة خاصة، وذلك يحرر الداعية من قيود التوتر والتحفز الذهني الذي يرافق الوسائل القولية التي يسبقها الإعداد كالدرس والمحاضرة[4].
 
2- قوة أثرها على الطالبة المدعوة، لكثرة حدوثها وإمكانية المداومة عليها، وتركيزها على الطالبة واختصاصها بالتأثير فيها، مما يعطي فرصة أكبر للنجاح والقدرة على إيصال الدعوة لها، فإذا كانت هناك رغبة من الداعية في تغيير اتجاهات أو سلوك الطالبة؛ فإن الاتصال المتبادل بين الطرفين في المناقشات الرسمية وغير الرسمية أكثر فاعلية من إلقاء المحاضرات، أو الأوامر المباشرة من سلطة عليا[5].
 
3- إن هذا الاتصال بين الداعية والطالبة يمكّن الداعية من الوقوف على مشكلات الطالبة وأوضاعها المختلفة، وبالتالي يسهل عليها عملية التشخيص والتوجيه والمعالجة، لأنها تلامس العلة ذاتها، وتعالج الداء نفسه[6]، وهذا من شأنه أن ينشئ الصداقة والمودة ويقوي الروابط الأخوية بين الطالبة والمعلمة، لما في ذلك من مشاركة في المشاعر والأفكار.
 
4- إنها تتيح للطالبة فرصة الاستفسار عن كل ما يخطر على ذهنها من تساؤلات أو شكوك[7]، وهذا له أثره القوي في إقناع الطالبة، حيث تتبادل معها المعلمة الأفكار وتزيل الشبهات وتقدم الحجج في جو من الألفة ورفع الكلفة والرسمية بينهما.
 
5- إتاحة الفرصة للمعلمة الداعية لتأليف قلب الطالبة والإحسان لها بالقول والفعل كإهدائها بعض الأشرطة والكتيبات النافعة، والاستماع لمشكلاتها والاستمرار بنصحها بشكل متواصل حتى تحقق الثمرة المطلوبة.



[1] فقه الدعوة الفردية في المنهج الإسلامي: د.
السيد محمد نوح ص 35، دار الوفاء للنشر والطباعة المنصورة- مصر، ط:2، 1413هـ/1992م.


[2] ينظر: القيادة وديناميكية المجتمعات: جوم بوهلين وآخرين ص 78، ترجمة: محمد على العريان، وإبراهيم خليل شهاب، المكتبة الأنجلو مصرية، ط:بدون، 1969م.


[3] ينظر: أسس الدعوة وآداب الدعاة: د.
محمد السيد الوكيل ص 25، دار الوفاء للطباعة والنشر المنصورة –مصر/ ودار المجتمع للنشر والتوزيع، جدة، ط:4، 1414هـ/1993م.


[4] ينظر: كيف ندعو الناس: عبد البديع صقر ص 23، دار الاعتصام، القاهرة، ط:3، 1403هـ/1983م.


[5] ينظر: القيادة وديناميكة الجماعات: جوم بوهلين ص 79.


[6] ينظر: فقه الدعوة الفردية: د.
السيد محمد نوح ص 46.


[7] ينظر: المرجع السابق ص 42.

شارك المقال


Warning: Undefined array key "codAds" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/a920adceac475d2e17f193a32cdaa1b563fd6f5b_0.file.footer.tpl.php on line 33

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/a920adceac475d2e17f193a32cdaa1b563fd6f5b_0.file.footer.tpl.php on line 33
روائع الشيخ عبدالكريم خضير