أرشيف المقالات

رسالة النقد

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي تأليف الدكتور زكي محمد حسن للدكتور محمد مصطفى - 3 - وفي كلام المؤلف عن امتداد (نفوذ الأساليب القبطية الإسلامية في التجليد إلى إيران) بقول في (ص 133): (بل أن ذلك النفوذ امتد أيضاً إلى بلاد منغوليا في أواسط آسيا حيث عثر في أطلال مدينة كانت عامرة في العصور الوسطى على جلد كتاب ينسب إلى القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، وعليه زخارف من إطار ذي فروع نباتية عربية، وفي وسطه جامة أو صرة من جرابل، وفي كل من الأركان الأربعة ربع جامة) ولم يذكر المؤلف المرجع الذي اقتبس منه عبارته هذه، وقد كان يهمنا أن نعرف اسم هذه المدينة التي - كانت عامرة في العصور الوسطى - وكذلك المكان الحالي المحفوظ فيه جلد الكتاب المشار إليه بما عليه من (فروع نباتية عربية) وفي (ص 134) يقول المؤلف: (وقد عرف المسلمون التجليد في إيران وغيرها من الأقاليم الإسلامية في القرون الأولى بعد الهجرة.
وذكر ابن النديم في كتابه الفهرست أسماء بعض المجلدين، كان الحريش الذي كان يجلد في خزانة الحكمة للمأمون) ولم يذكر المؤلف هنا أيضاً المرجع الذي اقتبس منه في كتاب الفهرست لابن النديم، وبالنسبة لطرافة الموضوع رأيت أن أنقل هنا عبارة مماثلة لعبارة المؤلف كتبها الأستاذ (بوب في حاشية يعلق بها على ما كتبه الدكتور (جراتزل) عن التجليد، وأورد ابن النديم أسماء المجلدين في ترتيب تاريخي حتى وقته (القرن العاشر الميلادي) وذكر منهم ابن أبى الحريش الذي كان يجلد في خزانة الحكمة (مكتبة المأمون) والمجراز العييبي، وأبي عيسى وابن شيران ودميانة الأعسر والحسين بن الصفار. وقد أعطى الأستاذ بوب كمرجع لعبارته هذه، كتاب الفهرست لابن النديم طبعة فليجل ص 10 وإني أستغرب كيف أن الدكتور زكي لم يشر في أية ناحية من الفصل الذي كتبه عن التجليد (ص 132 - 138) إلى البحث الذي كتبه الدكتور أميل جراتزل في نفس هذا الموضوع مع أن هذا البحث بعد أحدث بحث علمي واف عن تجليد الكتب في إيران.
هذا فضلاً عن أن الدكتور جراتزل - وإن كان قد توسع في كتابة بحثه عن المؤلف - قد أورد نفس الحقائق بنفس تسلل الأفكار الذي سار عليه للدكتور زكي محمد حسن في هذا الفصل من كتابه. فإننا نرى أن ما كتبه الدكتور جراتزل في الفقرة الأولى (ص 1975) مفصلاً عن ميزات جلود الكتب الإسلامية، قد أورده الدكتور زكي محمد حسن، مجملاً في العبارة الأولى من الفقرة الثانية (ص132)، وفي الفقرة الثانية (ص1975) ما جاء في العبارة الثانية من الفقرة الثانية (ص132) عن استعمال الخشب والجلد والورق المضغوط في التجليد.
وفي الفقرة الثالثة (ص1975) والفقرة الأولى (ص1976) تفصيل ما جاء في الفقرة الثالثة (ص132) وبداية (ص133) عن أساليب التجليد القبطية.
وبين مراجع الحاشية رقم 1 (ص1975) نجد المرجع المذكور في الحاشية رقم 1 (ص133)؛ وفي الحاشية رقم 1 (ص1976) ما جاء في العبارة الأولى من الفقرة الأولى (ص134) عن أسماء بعض المجلدين؛ وفي الفقرة الثانية (ص1976) ما جاء في العبارة الثالثة من الفقرة الأولى (ص134) عن جلد كتاب عثر عليه الأستاذ بوب؛ وفي الفقرة الثالثة (ص1976) ما جاء بالعبارة الرابعة من الفقرة الأولى (ص134) عن الجلود المحفوظة بمتحف الفنون الإسلامية والتركية في استامبول، بما في ذلك (جلد مصحف لسلطان الجابتو) (هكذا أيضاً في جراتزل)، وهو كما نعلم السلطان محمد خدا بنده.
وبين مراجع الحاشية رقم 3 ص1976 نجد المرجع المذكور في الحاشية رقم 1 ص134.
وفي الفقرة الأولى ص1977 ما جاء في الفقرة الثانية ص134 من أن تيمورلنك استقدم إلى بلاطه مهرة المجلدين في مصر والشام.
وفي الحاشية رقم 1 ص1977 نجد المرجعين المذكورين في الحاشية رقم 2 ص134.
وفي الفقرة الأولى ص1977 أيضاً ما جاء في الفقرة الأخيرة ص134.
وبداية ص135 عن المجامع التي أنشأها شاء رخ لفنون الكتاب.
وفي الحاشية رقم 2 ص1977 نجد المرجعين المذكورين في الحاشية رقم 1 ص135.
وهكذا.
ومما تقدم نرى أن الدكتور اميل جراتزل قد سبق الدكتور زكي محمد حسن في سرد الحقائق العلمية عن تجليد الكتب في إيران ولقد كان من الواجب على الدكتور زكي أن يشير في الفصل الذي كتبه عن التجليد إلى هذا البحث لاسيما وإن البيانات والحواشي التي أوردها في هذا الفصل، قد جاءت - كما رأينا - بنفس التسلسل الذي جاءت به ضمن البيانات والحواشي التي كتبها الدكتور جراتزل. وإني أود أن أكتفي بهذا القدر من ملاحظاتي على هذا القسم من متن كتاب الدكتور زكي محمد حسن وطريقة تأليفه، ولو شئت أن استرسل في استعراض باقي فصول الكتاب لتبين لنا أن طريقته في هذا القسم لا تختلف عنها في القسم الأول والآن ألقى نظرة سريعة على لوحات الكتاب.
فأذكر للمؤلف بالثناء، أنه أورد صوراً لبعض التحف الإسلامية الأثرية التي لم يسبق نشرها - أو نشرت، ولكن ليس في كتاب شامل عن الفنون الإيرانية مثل كتاب بعضها من مجموعة معالي الدكتور إبراهيم باشا، وهي الأشكال 55 و56 و57 وتمثل ثلاث صور لتزيين الجدران، والأشكال 69 و71 و73 لثلاث سجاجيد، والأشكال 85 و89 و91 و99 و100 و101 و106 و107 و109 لتحف مصنوعة من الخزف.
والبعض الآخر من مقتنيات دار الآثار العربية وهي شكل 111 لطائر من الخزف، وشكل 132 لحزام من الحرير، وشكل 136 لإبريق من البرونز مع رسمين توضيحين له في شكلي 137 و138 وشكل 172 لحشوة من الخشب. ولكن المؤلف لم يشر في متن الكتاب إلا إلى سبعة وثمانين شكلاً من المائة والسبعة وسبعين شكلاً التي تتضمنها اللوحات ولم يصف التحف المصورة في اللوحات ويوضحها توضيحاً كافياً يوفر على القارئ البحث عن وصفها في متن الكتاب، بل ولم يذكر المؤلف مقاسات التحف المختلفة - لا في المتن ولا في اللوحات - لكي يتمكن القارئ من تصوير هذه التحف في مخيلته بهيئتها وحجمها الطبيعي. فمثلاً يقول في وصف شكل 97 في اللوحة 87: (صحن من الخزف، مؤرخ سنة 607 هجرية - 1210 ميلادية، في مجموعة يومور فوبولوس). وإني أعطي هنا وصف هذا الصحن نفسه في للمقارنة، صحن من الخزف ذي البريق المعدني، عليه رسم خسرو يكتشف شيرين مؤرخ سنة 1210 (جمادي الآخرة سنة 607هـ) مكتوب عليه: صنعه السيد شمس الدين الحسني، في مجموعة يومور فوبولوس، مقاس القطر 13 و83 بوصة (34 سم) هذا الوصف غير الوصف الذي أعطاه الأستاذ بوب في متن الكتاب في أثناء كلامه عن الخزف من صناعة مدينة قاشان، كما فعل الدكتور زكي، ذلك في ص196. وقد وصف المؤلف شكل 75 من اللوحة 71 بقوله: (صحن خزفي القرن (3هـ - 9م)، في المتحف الأهلي بطهران) بدون ذكر نوع الصناعة، وتكلم المؤلف في متن الكتاب (ص167) عن هذا (الصحن) ونسبه إلى نوع (خزف بلاد ما وراء النهر)، ثم تكلم عنه ثانية في ص168 وسماه (سلطانية) ونسبه هنا إلى نوع آخر من الخزف وهو (الخزف الأبيض ذو النقوش الزرقاء والخضراء، بينما يسميه الأستاذ بوب (صحن) وينسبه إلى هذا النوع الأخير فقط. ويظهر لي أيضاً أن المؤلف لم يدقق في ترتيب بعض لوحات الكتاب، فمثلاً رسم الصحن في شكل 81 كان يجب أن يوضع إلى جانب الصحن في شكل 76 لأنهما - كما يقول بنفسه - من نوع خزف بلاد ما وراء النهر.
لكي يستطيع القارئ أن يقارنهما معاً، وإن يوضع شكل 75 فيما يليهما حسب تقسيم كلام المؤلف عن الخزف. محمد مصطفى

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن