int(124) array(0) { }

أرشيف المقالات

كيفية الدعوة إلى الله

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كيفية الدعوة إلى الله
 
قال الله تعالى: ﴿ ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125].
 
1 - قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
يقول الله تعالى آمرًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة.
 
قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة، والموعظة الحسنة: أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس، ذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى.
 
وقوله: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين، وحسن خطاب، كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46].
 
فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر به موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون بقوله: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]..
[ج 2/ 591].
 
2 - وقال ابن القيم في تفسير الآية السابقة:
جعل الله سبحانه وتعالى مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق:
أ - فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة.
 
ب - والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
 
ج - والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن.
 
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية، لا ما يزعم أسير منطق اليونان: أن الحكمة: قياس البرهان، وهي دعوة الخواص، والموعظة الحسنة: قياس الخطابة، وهي دعوة العوام، وبالمجادلة بالتي هي أحسن: القياس الجدلي، وهو رد شغب المشاغب بقياس جدلي مسلَّم المقدمات.
وهذا باطل، وهو مبني على أصول الفلسفة، وهو مناف لأصول المسلمين، وقواعد الدين من وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها.
[مفتاح دار السعادة ج 1/ 193].
 
من فوائد الآية:
1 - وجوب الدعوة إلى الإسلام والبدأ بالتوحيد، وهو واجب كفائي إذا قام به البعض أجزأ ذلك عنهم.
2 - بيان أسلوب الدعوة: وهو أن يكون بالكتاب والسنة.
3 - دعوة الناس تكون بالرفق واللين، والإبتعاد عن الغلظة والشدة: قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ...
[آل عمران: 159].

شارك المقال