خطب ومحاضرات
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 25
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله تعالى منهم، وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم. اللهم آمين.
وهذا النداء هو الرابع والعشرون من النداءات الإلهية التي حواها كتابه القرآن العظيم
[ النداء الرابع والعشرون: في وجوب التثبت والتبين في الأمور التي يترتب على الخطأ فيها ضرر بالغ وعظيم ] وفيه ينادي الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين - إذ هم أوليائه- فيوجب عليهم التثبت والتبين قبل إصدار الحكم، وهذا وإن كان يتناول رجال المباحث ورجال الأمن، والقضاء والحكام، فإنه يتناول الرجل في بيته، والمرأة في بيتها، ويتناول كل مؤمن ومؤمنة، فلا يصدر أحد حكماً بالنفي أو الإثبات إلا بعد التروي والتأكد والتثبت، ولا يلقي المرء خبراً ويشيعه بين الناس إلا بعد أن يتأكد من صحة هذا الخبر، وكم من آثار سيئة وفاسدة وآلام متعبة لا سبب لها إلا الاستعجال في إصدار الأحكام، وكم من شريف وضعوه، وكم من موضوع رفعوه بالأقوال والأباطيل، وحسبنا ما عرفناه الآن من عالم الإعلام والصحافة، وغير المؤمنين شأنهم، فيقولون ما بدا لهم، ويتصرفون كما يرون، فليس لهم قيمة عند الله ولا وزن، وأقوالهم وجودها كعدمها، والمؤمنون يسألون عن كل دقيقة وجليلة، فهم يسألون عن أقولهم وأحكامهم إذا لم يعلموا ويسمعوا ويتبينوا، وسبحان الله العظيم! فهذا القرآن الكريم يجعل من أمة الإسلام أمة ممتازة.
واسمعوا هذا النداء، فهو نداء الله إليكم، ولا تستعجلوا في إصدار الأحكام وتحقيقها، وإعلان البيانات والقضايا بدون تريث وتأمل وتعقل، حتى يثبت لديكم يقيناً أن فلاناً قال كذا، أو أن فلانة فعلت كذا، أو أن فلاناً يريد كذا، وليس بمجرد ما يلوح لكم في الأفق شيء تحكموا وتصدروا حكمكم، وقد يكون حكماً بالدم والقتل، أو بسلب المال.
[ الآية (94) من سورة النساء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء:94] ] معاشر المؤمنين! هذا كلام الله لنا جميعاً، ولا تقل: هذا خاص برسول الله وخاص بالإمام، أو خاص بفلان، فبحكم أننا مؤمنون فالنداء يشملنا كلنا، إلا من قال هو غير مؤمن، فلهذا يجب أن نعنى بحفظه وفهمه وتطبيقه.
والآن مع [ الشرح ] والتأمل والتروي وإعادة القول؛ حتى نستوعب مضمون هذا النداء الإلهي؛ لنكون على علم وبصيرة.
الأسباب التي من أجلها ينادي الله تعالى عباده المؤمنين
وأولياء الله لا يلهون ولا يلعبون، ولا يطلقون كلمة من أفواههم يعلمون أنها لا تثمر شيئاً، بل إما أن ينهوا عن باطل، وإما أن يقولوا خيراً ومعروفاً، فكيف بالخالق عز وجل ينادي لا لشيء؟
وقد سبق أن علمنا من أول نداء أن الله تعالى لما ينادي عباده المؤمنين يناديهم إما ليأمرهم بشيء يكملهم ويسعدهم، أو ينهاهم عن شيء يبعد شقائهم وخسرانهم، أو يبشرهم بما يزيد في إيمانهم وخيراتهم وصالح أعمالهم، أو لينذرهم من خطر عظيم قد يفسد حياتهم، أو يعلمهم ما ينبغي أن يعلموه، وأما أن ينادي عباده لا لشيء فتعالى الله عن هذا علواً كبيراً، وإن شككت فلن تجد عاقلاً يناديك: يا إبراهيم! ثم يضحك، إلا إذا كان لا يعقل، بل يناديك: يا إبراهيم! أغلق الباب، أو يا إبراهيم! ادع فلاناً، أو يا إبراهيم! قم صل، ولا ينادي ليلعب، وهذا لا يفعله إلا من كان غير عاقل، فكيف بالخالق عز وجل؟ ولهذا أذكركم بذلك المؤمن الذي قال لـعبد الله بن مسعود : يا عبد الله ! اعهد إلي بشيء، فأنت صاحب رسول الله، وقد عشت في الحضرة النبوية، وأصبحت ذا علم، فاعهد إلي بشيء آخذ به في حياتي، فقال له: إذا سمعت الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأعرها سمعك، وأعطها أذنك بكاملها؛ وذلك لأنه خير يأمرك به أو شر ينهاك عنه، وأنت تريد في حياتك الحصول على الخير والبعد عن الشر، فإذا سمعت القارئ يقرأ في إذاعة أو في أي مكان فأعطه أذنك، واسمع ما تؤمر. والله تعالى ينادي المؤمنين [ وذلك لولايتهم له ] فقد أصبحوا أولياؤه، فلا يتركهم ويهملهم ويضيعهم، بل لا بد وأن يأمر وينهى ويبشر ويحذر؛ حتى يكمل أولياؤه.
حرص أعداء الله على سلب صفة الولاية عن المؤمنين الأحياء ومنحها للأموات
ونحن الآن في خير، ووالله لقد مضى زمن لو تدخل بلداً وتقول لأحد أصحاب البلد: دلني على ولي من أوليائكم والله ما يأخذ بيدك إلا إلى قبر ميت، وأما ولي حي فلا، والذي فعل هذا بنا هم الثالوث، العدو المكون من ثلاثة حيات: المجوس واليهود والنصارى.
الصفات المحققة لولاية الله عز وجل
سبب تشريع الله للعبادات وتحريمه للمحرمات
قال: [ وأن ما حرمه على عباده ونهاهم عنه سواء كان اعتقاداً أو قولاً أو عملاً إنما حرمه عليهم ونهاهم عنه من أجل أن لا تخبث أرواحهم و] ألا [ تتدسى نفوسهم؛ فيكرهها ويبغضها، ولا يأذن لها بدخول الجنة حتى لا تنعم برضاه والنظر إلى وجهه الكريم فيها ].
مسئولية كل إنسان عن عمله يوم القيامة
والشاهد عندنا: أنهم ما علموا أن إبراهيم عليه السلام في عرصات القيامة في ساحة فصل القضاء ينادي بأعلى صوته: ربَّ! لقد وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، وهذا أبي الأبعد في النار، فأي خزي أعظم من هذا الخزي يا رب؟! فيقول له: انظر تحت قدميك إبراهيم! فينظر وإذا بوالده في صورة ذكر الضباع، ملطخ بالدماء والقيوح في صورة بشعة، وما إن يراه حتى يقول: سحقاً سحقاً سحقاً، فيؤخذ من قوائمه الأربع ويرمى في عالم الشقاء. وهذا الخبر أخبر به أبو القاسم، وهذا من صحاح أحاديثه، وليس من الخرافات.
والسيدة امرأة نبي الله نوح حليلته وفراشه وأم أولاده في النار، ولا يمكنه أن يشفع لزوجته، وهذا لا ينفع، فقد صدر حكم الله، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]. واقرءوا: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10]. فلا تنتظر شفاعة عمك. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]. وأنت الذي تقرر مصيرك بيدك يا ابن آدم! وقد وضع الله لك المطهرات، فطهر نفسك، وحذرك من المخبثات والملوثات، فابتعد عنها، وجاهد نفسك ودنياك وشياطينك حتى تنجح، وإذا أردت أن تلعب وتلهو فالعب واله واتكل على فلان، وربي لا ينقض حكمه، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]. ووالله لو عرف هذا الكلام المؤمنون المسلمون لاختفت الجرائم بين الناس، وانتهى الباطل والشر، لو علموا فقط علم كهذا، ولكن كادوا لنا.
وأبو نبينا صلى الله عليه وسلم شاء الله أن يسأله سائل ويقول: ( أين أبي يا رسول الله؟! قال: في النار ). فكشر ذاك وعبس وقطب وتململ، فقال: ( أبي وأبوك في النار ). وليس أباك فقط، بل أبي وأبوك. وعلماء العصور لا يقولون هذا الكلام، ويقولون: ممكن إنه يعني بقوله: (وأبي) يعني: حلف، ويؤولونها هكذا؛ لأنهم ما قرءوا: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار:13-14]. وهذا حكم أصدره الله. فعلة دخول الجنة الطاعة، وعلة دخول النار الفجور؛ لأن الطاعة تزكي النفس وتطهرها، والفجور يخبث النفس ويلوثها.
وسيدنا نوح عليه السلام أبو البشرية الثاني ولده كنعان رفع شكواه إلى الله: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ [هود:45] . ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمِل غير صالح) على قراءة، وسكت نوح، وقال: رب! أعوذ بك أن أكون من الجاهلين، فأسألك ما ليس بي علم. وبعد هذا يعول الرجل على أبيه؛ لأن أباه عبد صالح، ويريد أن يدخل الجنة معه.
ولا تقولوا: ضيقتها يا شيخ! فقد والله وسعها الله والحمد لله، فقد بعث الرسول وأنزل الكتاب وأوجد العلماء، فتعلم ما يحبه الله وافعله، وتعلم ما يكره الله واتركه، وجاهد الدنيا والهوى والشهوة والشيطان، وإذا انتصرت نجوت.
صفة أهل النعيم وصفة أهل الجحيم
الأمر بالتبين في حال من سلم علينا عند ملاقاته في الجهاد
إذاً: فَتَبَيَّنُوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام [ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [النساء:94] ] أي: المال، فالغنيمة تسمى عرضاً؛ لأنها تعرض وتذهب، ولا دوام لها ولا بقاء كعرض البضائع في السوق، ولو مشيت الآن إلى السوق لم تجد بصلة واحدة، فالعرض كان في الصباح إلى الظهر وزال كل شيء، هذا العرض، والدنيا كلها عرض، فلا تبتغوا عرض الحياة الدنيا [ وتقتلوه رغبة في المال الذي عنده من غنم يسوقها أو غيرها من أنواع المال، فلا تفعلوا مرة أخرى مثل هذا، وإن كانت لكم رغبة في الغنيمة فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ [النساء:94] ] وما هي إلا سنيهات وأموال فارس والروم كلها في المدينة، والرسول يوزع بالحفنة، حتى العباس رضي الله عنه جاء يحثو، وملأ طرف ثوبه وما استطاع أن يقوم، فقال: ( يا رسول الله! احمل علي. قال: لا ). فحاول أن يقوم وهو حامل الفضة والذهب فما استطاع، فقال: ( يا رسول الله! أعني. قال: لا ). فأخذ يفرق وينقص منها شيئاً فشيئاً؛ حتى قدر على أن يقوم. وهكذا كان يوزع رسول الله المال، والآن المسلمون يقتلهم الفقر، واليابان الكافرة تحكم العالم؛ لأن المسلمين ناموا، ولا يريدون العمل ولا الكدح ولا غير ذلك، ويقولون: ليس هناك عمل، وأنا أقول لهم: جاهدوا، ودعوا البشرية هي التي تشتغل، وليكن أنتم همكم الدعوة ونشر الإسلام، وإذا لم تجدوا المال فماذا ستفعلون به؟ فالمغانم عند الله [ لا غنيمة واحدة، فاطلبوها برضاه لا بسخطه، واذكروا حالكم قبل إسلامكم؛ فإنكم كنتم مثل هذا الذي قتلتموه، لا تملكون إلا النطق بالشهادتين ] ونعم فالذين أسلموا في مكة لم يكن عندهم غير لا إله إلا الله محمد رسول الله، وسبحان الله! فهو يذكرهم بالماضي، فأنتم كنتم لا تتكلمون إلا السلام عليكم أو الشهادتين وهذا مثلكم، ثم من الله عليم وأسلمتم وعرفتم وعلمتم، وهو كذلك، سيمن الله عليه، ويعرف ما عرفتم، ويعلم ما تعلمون، فلا تستعجلوا في قتله [ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [النساء:94] ] وقد من عليهم بالعلم والمعرفة والعبادة والطهر والصلاح، وإلا كانوا كهذا الأعرابي سواء بسواء، وهذه من دعائم الأخلاق الفاضلة، يلفت الله النظر إليها، فلا تحتقر فقيراً، فقد كنت أنت أفقر منه، أو أبوك كان فقيراً، ولا تزدري ذا ثياب رخيصة، فأنت أو أبوك كان مثل ذلك؛ بل يذهب الله تعالى في تربية عبادة لأبعد من هذا، فيقول: إذا قال لك أحد الإخوان: اكتب لي صكاً أو شهادة أو رسالة فلا تقل: لا، واذكر أنك كنت لا تعرف الكتابة، والله هو الذي علمك، فاذكر الله واشكره واكتب لأخيك، فقد قال تعالى في آية الدين: وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ [البقرة:282]. وهذه أيضاً واضحة، فهو يقول: كذلك كنتم من قبل جهلة، لا تحسنون شيئاً ولا تعرفون، فعلمكم الله، وهذا - إذاً- أخوكم الآن كان مثلكم، وسوف يدخل في رحمة الله، ويصبح أعلم منكم [ أي: بنعمة الهداية إلى الإسلام، ومعرفة قواعده وشرائعه ] وآدابه [ إذاً: فَتَبَيَّنُوا [النساء:94] إن حصل لكم مثل هذا الموقف، وراقبوا الله تعالى في أقوالكم وأعمالكم، فلا تخرجوا عن طاعته عز وجل بحال من الأحوال، إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء:94] ] وهذه إذا استقرت في ذهن العبد فإنه لا يستطيع أن يعص الله أبداً، وإن حصل مرة فإن الشيطان قد أفرغ عليه سحائب وظلمات حتى ما رأى شيئاً، أما وهو يذكر فوالله لا يستطيع أبداً.
سبب نزول قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ...)
قال: [ ( فيها ) ] أي: في تلك السرية [ (
وأنا أتحدى على علم، وأقول: هيا بنا إلى دائرة الشرطة أو مكتب المحافظة ونقول: أعطنا قائمة بالمجرمين في هذا الشهر، فإذا أعطانا قائمة فيها مائة واحد أو مائتان، فوالله ما نجد بين أولئك المجرمين نسبة أكثر من 5% من المقيمين للصلاة، و95% تاركون للصلاة أو مصلون عن صلاتهم ساهون، والذي يشك في هذا يكفر، فقد قال الله وقوله الحق وهو العلم الحكيم: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]. والعرب والمسلمون ما عرفوا هذا، وعرفه عبد العزيز تغمده الله برحمته، وإلا دلوني على إقليم استقل من إندونيسيا إلى موريتانيا وفرض الصلاة بفرض الله على المواطنين مدنيين وعسكريين .. رجالاً ونساءً، وأشيروا إلى إقليم في بلاد العجم والعرب، ولهذا انتشر الخبث والجرائم والفساد والشر، وقل ما شئت، والأطهار دائماً أقليات، والسبب هو أننا ما أقمنا الصلاة، فالذي يناجي ربه على علم ويتكلم معه، ويجلس بين يديه ويرفع كفيه إليه لا يخرج من باب المسجد يعصيه، ولا يكون هذا، وقد رددنا هذه الكلمة أربعين سنة، ولم يتحرك إقليم وقال: نفرض الصلاة على المؤمنين والمؤمنات؛ لأن اليد العابثة أجنبية، لا يريدون أن تطهر البلاد فيستجيب الله دعاء الصالحين والصالحات، ولا يريدون إلا الخبث، وهم يعملون على نشر الخبث بصورة عجيبة؛ حتى يفصلوا المؤمنين عن ربهم، وبذلك يركبونهم كما تركب البهائم.
[ ( فجاء ) ] رضي الله عنه [ ( فقال له: يا
وجوب التثبت في كل الأحوال
قال:[ ولا سيما فيما فيه هدر دمٍ وإزهاق روح، أو إشاعة فاحشة، فالتثبت التثبت أيها المؤمن! والله يحفظ من يحفظه، وينصر من ينصره.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ].