عقائد وأحقاد (1) - مدحت القصراوي
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
(1) اليهود (2) النصارى (3) معنى الولاء والبراء (4) الشيعة الرافضة (5) معنى الأمة ودوره في حركة الإسلام اليوم1- لا يعرف المسلمون الحقد العقدي ضد أعدائهم، ولا يعرف المسلمون الحقد الأعمى
يعرف المسلمون متى كان اليهود من بني إسرائيل يمثلون حلقة من حلقات الإسلام مع سلسلة النبوات الكريمة، وهم يوالون هذه الحلقة؛ فهم أتباع نبي الله الكليم موسى، ويحبون أهلها ويأخذون الدروس من مواقفهم ويثنون عليهم، وهم إخوة للمسلمين، في الدنيا في العقيدة والدين، وفي الآخرة في الجنة بإذن الله؛ إذ هو دين واحد.
ويعرف المسلمون متى انحرف امتداد اليهود بعد ذلك وحرّفوا ما أنزل الله وردّوا أمر الله وبدّلوه، ثم كفروا بالمسيح عيسى عليه السلام ثم تمادوا في الكفر إلى أن كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
منهم من رجع وعاد إلى الإسلام، دين موسى والمسيح ومحمد، وهو عقيدة السلسلة الكريمة للنبوات عبر التاريخ البشري، ومنهم من تمادى، عن بينة وأحقاد وتعصب، حتى أصبحوا شياطين البشرية واحتضنوا حركات النفاق والهدم حتى كانوا مأوى للنفاق والتدمير {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} [البقرة:14].
لم يتبرأ المسلمون من اليهود لأنهم أتباع موسى، بل لأن اليهود تمردوا على ما جاء به موسى ثم ما جاء به إخوانه الأنبياء، وأهلكهم حقدُهم ولم ينفعهم علمهم، ولقد كان عندهم أوامر وبشارات صريحة من موسى عليه السلام أن يؤمنوا براكب الحمار (المسيح) وراكب الجمل (محمد) عليهما السلام.
في حين يقوم المسلمون بإرث الكليم موسى ويكملون طريقه ويخوضون صراعاته، ويقومون بالمنهج الذي أكمله أخوه محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت هذه الأمة أوْلى بموسى ممن ادعى اتباعه، بينما يوالون المؤمنين زمن موسى وبعده إلى بعثة المسيح عليه السلام.
وفي الجنة يلتقي المؤمنون، ولا ينفع ادعاءٌ ولا انتساب ممن انحرف عن خط الأنبياء.
ولهذا فأعظم نعمة على هذه الأمة وأعظم نعمة تقدمها للبشرية هي هذا الإعلان العظيم الذي يتضمن حقائق ضخمة وطريقًا قويمًا ويكشف زيفًا عظيمًا: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة:285].
يتبع غدًا إن شاء الله،،