شرح سنن أبي داود [160]


الحلقة مفرغة

شرح حديث (هذه صلاة البيوت)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب ركعتي المغرب أين تصليان.

حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال: حدثني أبو مطرف محمد بن أبي الوزير حدثنا محمد بن موسى الفطري عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: هذه صلاة البيوت) ].

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى [باب: ركعتي المغرب أين تصليان] وهما الركعتان اللتان تكونان بعد المغرب، ومن المعلوم أن الركعات التي هي رواتب اثنتا عشرة ركعة كما سبق بذلك الحديث عن أم حبيبة وعن عائشة رضي الله تعالى عنهن وعن الصحابة أجمعين، وهي أربع قبل الظهر، واثنتان بعدها، واثنتان بعد المغرب، واثنتان بعد العشاء، واثنتان قبل الفجر، وهذه الترجمة في الركعتين اللتين بعد المغرب أين تصليان؟

والجواب أنهما تصليان في البيوت، ويجوز أن تصلى هذه الراتبة في المساجد ولا بأس بذلك، ولكن الأولى هو صلاتها في البيوت لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة) .

ولكونه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصلوات رجع إلى بيته وصلى ركعتين بعد المغرب، وكذلك الركعتان بعد الظهر كما جاء بذلك الحديث عن عائشة الذي فيه التفصيل لسنن الرواتب الاثنتي عشرة، والذي بينت فيه عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعلها جميعاً في البيوت.

وأورد أبو داود رحمه الله في هذه الترجمة حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل، ولما صلى رأى أناساً يسبحون بعد الصلاة، أي: يتنفلون؛ لأن التسبيح المراد به التنفل، ويقال للنافلة: سبحة، ويقال للذي يتنفل: يسبح، وقد مرت أحاديث عديدة فيها التعبير بهذه العبارة التي هي إطلاق النافلة على السبحة.

قوله: [ (فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: هذه صلاة البيوت) ].

يعني أن الصلاة التي هي النافلة الأفضل أن تكون في البيوت، ولا يعني ذلك أنها لا تجوز في المساجد، ولكن الأفضل والأولى أن تكون في البيوت؛ لأن الأجر يكون أعظم، والثواب يكون أكبر، وسبق أن مر بنا الحديث في سنن أبي داود في أن صلاة النافلة أو التطوع في البيت أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن الإنسان إذا تمكن من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ،ولكنه أراد أن يصلي في بيته بعدما تنتهي الصلاة فذلك أعظم أجراً، وإن صلاها في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تكون بألف صلاة، ولكنه لو صلاها في بيته تكون أكثر من ذلك وأعظم، لهذا الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة).

والحديث في إسناده ضعف، وهناك من تكلم فيه، ولكن معناه صحيح؛ لأنه جاءت الأحاديث الكثيرة على وفقه وعلى مقتضاه، من ناحية الأحاديث التي هي حكاية فعله، كما سبق أن مر في حديث عائشة ، ومن ناحية التشريع العام للناس، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة).

تراجم رجال إسناد حديث (هذه صلاة البيوت)

قوله: [ حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود ].

أبو بكر بن أبي الأسود هو: عبد الله بن محمد ، ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي .

[ حدثني أبو مطرف محمد بن أبي الوزير ].

هو ثقة أخرج له أبو داود والنسائي .

[ حدثنا محمد بن موسى الفطري ].

محمد بن موسى الفطري صدوق، أخرج له مسلم وأصحاب السنن.

[ عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ].

سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن.

[ عن أبيه ].

هو إسحاق بن كعب بن عجرة ، وهو مجهول الحال، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي .

[ عن جده ].

هو كعب بن عجرة رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

والإسناد ضعيف، ولكن الشواهد تدل على صلاة الركعتين في البيت، وحديث: (صلاة المرء في البيت أفضل إلا المكتوبة). يدل على جوازها في المساجد، وإنما الصلاة في البيوت أفضل.

شرح حديث (كان رسول الله يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي حدثنا طلق بن غنام حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد) ].

أورد أبو داود رحمه الله حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد، ومعناه أنه كان يصلي ركعتي المغرب في المسجد، وأنه يطيلهما، وهذا مخالف لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان يصلي النوافل في البيت كما في حديث عائشة وحديث ابن عمر ، فإنهما يدلان على أنه كان يصلي ركعتي المغرب بعد المغرب في بيته صلى الله عليه وسلم، وكذلك بقية السنن الرواتب، كما جاء في حديث عائشة أنه كان يصليها في البيت، سواءٌ أكانت قبل الصلاة كالأربع قبل الظهر والاثنتين قبل الفجر، أم بعد الصلاة كالاثنتين بعد المغرب والاثنتين بعد العشاء، والاثنتين بعد الظهر، فإنه كان يصلي ذلك في البيت، وهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، وأنه أطال القراءة حتى تفرق أهل المسجد، أي: انتهوا من المسجد وخرجوا وهو يصلي، وهذا يخالف ما جاء في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان يصلي في بيته، وأيضاً لا يطيل الصلاة، وإنما كان يقرأ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) في الركعتين بعد المغرب.

فالحديث لا يصح ولا يستقيم مع تلك الأحاديث الأخرى، وفي إسناده من هو متكلم فيه.

تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب...)

قوله: [ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ].

حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي مقبول، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة .

[ حدثنا طلق بن غنام ].

طلق بن غنام ، ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن.

[ حدثنا يعقوب بن عبد الله ].

يعقوب بن عبد الله ، صدوق يهم، أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن.

[ عن جعفر بن أبي المغيرة ].

جعفر بن أبي المغيرة ، صدوق يهم، أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير.

[ عن سعيد بن جبير ].

سعيد بن جبير ، ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن ابن عباس ].

هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والحديث فيه حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي الذي هو شيخ أبي داود ، وفيه أيضاً الذي يروي عن سعيد بن جبير وهو جعفر بن أبي المغيرة ، وفي روايته عن سعيد بن جبير كلام.

قوله: [ قال أبو داود : رواه نصر المجدر عن يعقوب القمي وأسنده مثله].

نصر المجدر صدوق أخرج له أبو داود .

[ عن يعقوب القمي وأسنده مثله ].

يعني أنه في الإسناد مثل الذي قبله.

قوله: [ قال أبو داود : حدثناه محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا نصر المجدر عن يعقوب مثله ].

أي: أشار إلى هذا التعليق الذي أشار إليه، ومحمد بن عيسى الطباع هو ثقة أخرج حديثه البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي وابن ماجة .

إسناد آخر لحديث إطالة رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة في راتبة المغرب وتراجم رجاله

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي قالا: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه مرسلاً ].

أورد الحديث أبو داود من طريق أخرى، وفيه نفس الإسناد في آخره، إلا أنه مرسل من طريق سعيد بن جبير يضيفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن التابعي إذا أسند الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: مرسل.

قوله: [ حدثنا أحمد بن يونس ].

هو أحمد بن يونس الكوفي ، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[ وسليمان بن داود العتكي ].

هو: أبو الربيع الزهراني ، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .

[ قالا: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير ].

وجعفر وسعيد بن جبير مر ذكرهم.

[ عن النبي صلى الله عليه وسلم ].

يعني أنه مرسل، وليس بمتصل.

قوله: [ قال أبو داود : سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كل شيء حدثتكم عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مسند عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ].

محمد بن حميد هو الرازي ، ضعيف، أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة .

و يعقوب هو: القمي الذي مر في الأسانيد السابقة.

و جعفر بن أبي المغيرة وسعيد بن جبير مر ذكرهما

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب ركعتي المغرب أين تصليان.

حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال: حدثني أبو مطرف محمد بن أبي الوزير حدثنا محمد بن موسى الفطري عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: هذه صلاة البيوت) ].

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى [باب: ركعتي المغرب أين تصليان] وهما الركعتان اللتان تكونان بعد المغرب، ومن المعلوم أن الركعات التي هي رواتب اثنتا عشرة ركعة كما سبق بذلك الحديث عن أم حبيبة وعن عائشة رضي الله تعالى عنهن وعن الصحابة أجمعين، وهي أربع قبل الظهر، واثنتان بعدها، واثنتان بعد المغرب، واثنتان بعد العشاء، واثنتان قبل الفجر، وهذه الترجمة في الركعتين اللتين بعد المغرب أين تصليان؟

والجواب أنهما تصليان في البيوت، ويجوز أن تصلى هذه الراتبة في المساجد ولا بأس بذلك، ولكن الأولى هو صلاتها في البيوت لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة) .

ولكونه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصلوات رجع إلى بيته وصلى ركعتين بعد المغرب، وكذلك الركعتان بعد الظهر كما جاء بذلك الحديث عن عائشة الذي فيه التفصيل لسنن الرواتب الاثنتي عشرة، والذي بينت فيه عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعلها جميعاً في البيوت.

وأورد أبو داود رحمه الله في هذه الترجمة حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل، ولما صلى رأى أناساً يسبحون بعد الصلاة، أي: يتنفلون؛ لأن التسبيح المراد به التنفل، ويقال للنافلة: سبحة، ويقال للذي يتنفل: يسبح، وقد مرت أحاديث عديدة فيها التعبير بهذه العبارة التي هي إطلاق النافلة على السبحة.

قوله: [ (فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: هذه صلاة البيوت) ].

يعني أن الصلاة التي هي النافلة الأفضل أن تكون في البيوت، ولا يعني ذلك أنها لا تجوز في المساجد، ولكن الأفضل والأولى أن تكون في البيوت؛ لأن الأجر يكون أعظم، والثواب يكون أكبر، وسبق أن مر بنا الحديث في سنن أبي داود في أن صلاة النافلة أو التطوع في البيت أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن الإنسان إذا تمكن من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ،ولكنه أراد أن يصلي في بيته بعدما تنتهي الصلاة فذلك أعظم أجراً، وإن صلاها في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تكون بألف صلاة، ولكنه لو صلاها في بيته تكون أكثر من ذلك وأعظم، لهذا الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة).

والحديث في إسناده ضعف، وهناك من تكلم فيه، ولكن معناه صحيح؛ لأنه جاءت الأحاديث الكثيرة على وفقه وعلى مقتضاه، من ناحية الأحاديث التي هي حكاية فعله، كما سبق أن مر في حديث عائشة ، ومن ناحية التشريع العام للناس، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة).

قوله: [ حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود ].

أبو بكر بن أبي الأسود هو: عبد الله بن محمد ، ثقة، أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي .

[ حدثني أبو مطرف محمد بن أبي الوزير ].

هو ثقة أخرج له أبو داود والنسائي .

[ حدثنا محمد بن موسى الفطري ].

محمد بن موسى الفطري صدوق، أخرج له مسلم وأصحاب السنن.

[ عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ].

سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن.

[ عن أبيه ].

هو إسحاق بن كعب بن عجرة ، وهو مجهول الحال، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي .

[ عن جده ].

هو كعب بن عجرة رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

والإسناد ضعيف، ولكن الشواهد تدل على صلاة الركعتين في البيت، وحديث: (صلاة المرء في البيت أفضل إلا المكتوبة). يدل على جوازها في المساجد، وإنما الصلاة في البيوت أفضل.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي حدثنا طلق بن غنام حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد) ].

أورد أبو داود رحمه الله حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد، ومعناه أنه كان يصلي ركعتي المغرب في المسجد، وأنه يطيلهما، وهذا مخالف لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان يصلي النوافل في البيت كما في حديث عائشة وحديث ابن عمر ، فإنهما يدلان على أنه كان يصلي ركعتي المغرب بعد المغرب في بيته صلى الله عليه وسلم، وكذلك بقية السنن الرواتب، كما جاء في حديث عائشة أنه كان يصليها في البيت، سواءٌ أكانت قبل الصلاة كالأربع قبل الظهر والاثنتين قبل الفجر، أم بعد الصلاة كالاثنتين بعد المغرب والاثنتين بعد العشاء، والاثنتين بعد الظهر، فإنه كان يصلي ذلك في البيت، وهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، وأنه أطال القراءة حتى تفرق أهل المسجد، أي: انتهوا من المسجد وخرجوا وهو يصلي، وهذا يخالف ما جاء في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من أنه كان يصلي في بيته، وأيضاً لا يطيل الصلاة، وإنما كان يقرأ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) في الركعتين بعد المغرب.

فالحديث لا يصح ولا يستقيم مع تلك الأحاديث الأخرى، وفي إسناده من هو متكلم فيه.

قوله: [ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ].

حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي مقبول، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة .

[ حدثنا طلق بن غنام ].

طلق بن غنام ، ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن.

[ حدثنا يعقوب بن عبد الله ].

يعقوب بن عبد الله ، صدوق يهم، أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن.

[ عن جعفر بن أبي المغيرة ].

جعفر بن أبي المغيرة ، صدوق يهم، أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير.

[ عن سعيد بن جبير ].

سعيد بن جبير ، ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن ابن عباس ].

هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والحديث فيه حسين بن عبد الرحمن الجرجرائي الذي هو شيخ أبي داود ، وفيه أيضاً الذي يروي عن سعيد بن جبير وهو جعفر بن أبي المغيرة ، وفي روايته عن سعيد بن جبير كلام.

قوله: [ قال أبو داود : رواه نصر المجدر عن يعقوب القمي وأسنده مثله].

نصر المجدر صدوق أخرج له أبو داود .

[ عن يعقوب القمي وأسنده مثله ].

يعني أنه في الإسناد مثل الذي قبله.

قوله: [ قال أبو داود : حدثناه محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا نصر المجدر عن يعقوب مثله ].

أي: أشار إلى هذا التعليق الذي أشار إليه، ومحمد بن عيسى الطباع هو ثقة أخرج حديثه البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي وابن ماجة .

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي قالا: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه مرسلاً ].

أورد الحديث أبو داود من طريق أخرى، وفيه نفس الإسناد في آخره، إلا أنه مرسل من طريق سعيد بن جبير يضيفه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن التابعي إذا أسند الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: مرسل.

قوله: [ حدثنا أحمد بن يونس ].

هو أحمد بن يونس الكوفي ، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[ وسليمان بن داود العتكي ].

هو: أبو الربيع الزهراني ، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .

[ قالا: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير ].

وجعفر وسعيد بن جبير مر ذكرهم.

[ عن النبي صلى الله عليه وسلم ].

يعني أنه مرسل، وليس بمتصل.

قوله: [ قال أبو داود : سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كل شيء حدثتكم عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مسند عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ].

محمد بن حميد هو الرازي ، ضعيف، أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة .

و يعقوب هو: القمي الذي مر في الأسانيد السابقة.

و جعفر بن أبي المغيرة وسعيد بن جبير مر ذكرهما