القرآن والحياة [2]


الحلقة مفرغة

الحمد لله جل جلاله، وعز جاهه، وتقدست أسماؤه، وعظمت صفاته، بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، من سأله أعطاه، ومن التجأ إليه كفاه، ومن توكل عليه حماه.

نحمده سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه، حمداً نلقى به أجراً، ويمحو الله به عنا وزراً، ويجعله لنا عنده ذخراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، ختم به الأنبياء والمرسلين، وجعله سيد الأولين والآخرين، وكثرنا به من بعد قلة، وأعزنا به من بعد ذلة، وأشهد أنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، ووفقنا جميعاً لاتباع سنته، وحشرنا يوم القيامة في زمرته، وجعلنا من أهل شفاعته، وصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن الوحي والرسالة والدين والإيمان خطب جليل، وحمل ثقيل لابد من أخذه بقوة ومن حمله بأمانة ومن أدائه بكفاءة، ولذلك الخطاب للرسل والأنبياء وأقوامهم وأممهم أن يأخذوا دين الله بقوة، وأن يكون الدين عظيماً في القلوب والنفوس، مقدماً في الواقع والممارسة. وهذا الحديث له أهميته بالنسبة لنا جميعاً، لا يختلف في ذلك رجل عن امرأة، ولا شاب عن شيخ، ولا عالم عن عامي؛ لأننا جميعاً مسلمون، ولأننا جميعاً مكلفون، ولأننا جميعاً من بعد بين يدي الله محاسبون كل بحسبه وكل وفق طاقته وقدرته، كما قال جل وعلا: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].

إنها الطريق إلى القوة في الدين، فكيف نصل إلى هذه المرتبة؟ وكيف نعالج ضعف اهتمامنا بديننا وقلة غيرتنا عليه وعدم استنفاد طاقتنا في سبيله؟ هذه معالم أحسب أن فيها شيئاً من الذكرى والعظة.

أولاً: معرفة عظمة الدين:

إن كل أمر يكون اهتمامك به بقدر عظمته، وبقدر كماله، وبقدر ما فيه من النفع والفائدة المعنوية والحسية، فهل هناك ما هو أعظم من دين الإسلام؟! قال عز وجل: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] فهذه آية عظيمة سبقها إشهاد الله سبحانه وتعالى ملائكته، وإقراره جل وعلا بشهادته سبحانه وتعالى بوحدانيته، ثم بالتثبيت والتوكيد على أن الدين عنده هو الإسلام، والمقصود أن الدين المقبول عند الله عز وجل هو الإسلام، كما قال سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، هذا الدين أكمله الله سبحانه وتعالى وأتم به النعمة، كما قال عز وجل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، فهل هناك أعظم مما أكمله الله جل وعلا وأحكمه؟ وهل هناك أفضل وأنفع وأصلح مما اختاره الحق سبحانه وتعالى ورضيه؟ فما بال القلوب والعقول لا تلتفت إلى هذا التعظيم؟

قال عز وجل حاكياً عن يعقوب عليه السلام: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة:132]، فهذا الدين هو اختيار الله لنا، وهو هدايته إلينا، وهو الذي أراد به فلاح دنيانا ونجاة أخرانا، فذلك أعظم نعم الله على الإطلاق، وذلك أجل وأكمل وأبلغ فضل من الله عز وجل علينا؛ لأن هذا الدين هو الدين الخاتم الذي أراد الله عز وجل به لنا كل ما يبحث عنه غيرنا ممن ضل عن هذا الدين أو ممن فرط في التمسك به وتعظيمه وتقديمه، قال عز وجل: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الأنعام:125].

ولا تعرف النعم إلا بأضدادها، فانظر إلى الناس من حولك، وانظر إلى الكفرة والفجرة البعيدين عن حياض الإيمان وظلال الإسلام، أليسوا قد ملكوا متع الدنيا وشهواتها؟! أليس بأيديهم أسباب السعادة الدنيوية بكل ألوانها؟! ثم من بعد ألا ترى ضيق صدورهم؟! ألا ترى كدر وجوههم؟! ألا ترى شقاء حياتهم؟! ألا ترى فقدان أمنهم؟! ألا ترى انحلال أخلاقهم؟! ألا ترى ضياع أبنائهم؟! ألا ترى سواد وجوههم وحياتهم؟! قال عز وجل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:124-126].

إنها مسألة مهمة؛ لأن الله جل وعلا قد ساقها لنا في سياق المقارنة فقال: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر:22] فانتبه لهذا المعنى، وتدبر هذه المقارنة، قال سبحانه: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22] إن نعمة الإسلام انشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وسكينة النفس، ونور البصيرة، ومعرفة الحق، واكتشاف التباس الباطل، إنه كل ما يريده الإنسان من راحة باله، وسعادة نفسه، ولذة روحه، إنه الذي يبحث عنه كل إنسان حي في هذه الحياة الدنيا ليجد ما تسكن به نفسه ويطمئن به قلبه.

ثم انظر إلى المقابلة التي جاءت في سياق عطف مباشر في قوله عز وجل: فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22] فمن لم يأخذوا هذا الإسلام فهم قساة قلوب غلاظ أكباد، لا يعرفون حقيقة حقوق الإنسان، ولا يقيمون العدل ولا يلتفتون إليه، تتكشف بذلك الحقائق، وتتعرى هذه الحقائق عن بهارجها وزخارفها وأقوالها الباطلة ودعاياتها المضللة، ثم يخبرنا الحق سبحانه وتعالى بأن هذا المصير وهذا المسلك هو الضلال المبين الواضح، فكم نحن في نعمة من الله سبحانه وتعالى، بل قد جاء المثل القرآني بأبلغ تصوير وأجل وأدق تشبيه في قوله عز وجل: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122] ذلك هو مثل ما من الله به علينا، ومثل العظمة والمنة التي ساقها الله إلينا، يوم شرح صدورنا بالإسلام، فأصبحنا أحياء قلوب ونفوس، وغيرنا أحياء بالأجساد والأشباح، وقلوبهم مظلمة، ونفوسهم ميتة، ولذلك يسيرون متخبطين في ظلمات بعضها فوق بعض، لا يرون الحق والهدى، ولا تنكشف لهم أنوار البصر والبصيرة.

إذا أدركنا ذلك فإننا نستحضر المزيد والمزيد من عظمة ديننا، ومن عظمة منة الله عز وجل علينا بهدايتنا لهذا الدين.

أفلا يستحق هذا الدين العظيم أن نعلق به قلوبنا، وأن نجعله نصب أعيننا، وأن نجعله قائدنا في مسيرتنا، وحاكمنا وضابطنا في تصرفاتنا كما ينبغي أن يكون الدين الحق في حياة أمة الإسلام والمسلمين؟! فالأمر أوسع من أن تحيط به كلمات.

ولنقف مع عظمة القرآن، وكلام رب الأرباب وملك الملوك جبار السموات والأرض، قال عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] وقال عز وجل: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ [الإسراء:82] فالقرآن شفاء حيرة العقول، وشفاء اضطراب القلوب، وشفاء شقاء النفوس، وشفاء أمراض الأبدان، كل ذلك في القرآن الذي هو بين أيدينا مطبوع في أحسن الحلل، مسموع بشتى الأصوات، لكن أين مكانه؟! وأين وجوده في واقع حياتنا؟! وأين تعظيمه إذا تلي علينا وإذا سمعنا أمره ونهيه؟! ألم نستمع لقول ابن مسعود رضي الله عنه: (إذا سمعت ( يا أيها الذين أمنوا ) فأرعها سمعك فإنها إما أمر تؤمر به أو نهي تنهى عنه)؟!

ألم نعرف ما قاله الحسن البصري رحمه الله: (إن القرآن رسائل من الله إليكم، فاقرءوا رسالته وعظموها حق قدرها)؟! وهذا باب واسع.

ثم لابد من معرفة عظمة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، النعمة المسداة، والرحمة المهداة، خير خلق الله، وخاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم، أليست هذه منة عظمى من الله علينا أن بعث فينا ولنا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه من خلقه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (فأنا خيار من خيار من خيار)، والذي قال الله عز وجل في حقه: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]؟!

ألا نقدر جهاد رسولنا قدره؟! ألا نعرف كيف بلغنا دينه وكيف نقل لنا كلام الله عز وجل؟! وكيف كانت شفقته العظيمة، وقلبه الرقيق الرحيم، كما قال عنه عز وجل: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]؟! أفليست عظمة رسولنا صلى الله عليه وسلم جديرة بأن نعظم أمره ونهيه وسنته ودينه الذي حمله إلينا وقرآن الله جل وعلا الذي بلغه إيانا، أم أننا نريد الانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد ذكره أو مدحه، أو بمجرد ذكر بعض مناقبه ومآثره عليه الصلاة والسلام؟!

إن الأمر أعظم من ذلك، وإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإن آل بيته الأطهار عندما كانوا معه فعلوا الأعاجيب، ذادوا عنه بصدورهم، وجعلوها دروعاً وتروساً تتلقى الرماح والسهام والسيوف، وأحدهم يقول: نحري دون نحرك يا رسول الله. كذلك فعلوا، ولقد شرقوا وغربوا وبلغوا دينه وحملوا رسالته وأقاموا سنته وحاربوا كل من نقض دينه، أليس هذا هو الذي فعله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟! فهذا تابعي يخاطب حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين: كيف كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أي: كيف كانت حياتكم معه. قال: (كنا -والله- نجهد) أي: نتعب. فلم تكن المسألة سهلة، ولم يكن غرضهم وفرحهم بمجرد وقوفهم إلى جانبه صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يبحثون عن فخر ظاهري، بل كانوا يعلمون أن صحبته لها ضريبة، وأن الانتساب إلى أمته له شرف لابد من أدائه، قال: (كنا نجهد) فقال ذلك التابعي بغلبة حب وفيض عاطفة: (والله لو كنا معه ما تركناه يمشي على الأرض) أي: لحملناه على أعناقنا. لقد كان يعبر بصدق، فقال له حذيفة : (لو كنت معنا يوم الأحزاب، يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأتيني بخبر القوم. فلم يقم أحد، وفي القوم أبو بكر وعمر ، فقال: من يأتيني بخبر القوم وأضمن له الجنة. فلم يقم أحد، وفي القوم أبو بكر وعمر، حتى قال رسول الله: قم يا حذيفة. فلم أجد بداً من ذلك) إنها مراحل عصيبة وأوقات رهيبة ومحن ممحصة دخل فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا معه، وكان في مقدمتهم.

وهذه العظمة كلها في دين الله، وفي كتاب الله، وفي ذات وشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تستحق أن تكون أعظم شيء في حياتنا، وأن تكون هي شغلنا الشاغل ومحور حياتنا الذي تدور فيه كل مجالات حياتنا وخواطر عقولنا ومشاعر نفوسنا وجهدنا في أبداننا وأوقاتنا وغير ذلك؟!

أنتقل إلى أمر ثانٍ، وهو معرفة حقارة الدنيا وحقيقتها، فما الذي ينافس ديننا؟ وما الذي يشغلنا عن قرآتنا؟ وما الذي يصرفنا عن هدي وسنة وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم؟ أليس الصفق في الأسواق؟!أليس اللهو والبحث عن الشهوات؟! أليس التنافس على فتات الدنيا؟! قال عز وجل: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ [الحديد:20] ثم ماذا من بعد ذلك كله؟ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا [الحديد:20] ثم ما هو الأمر من بعد الدنيا كلها؟ آخرة وحساب وثواب أو عقاب، جنة أو نار، فهل تساوي هذه الدنيا أن تكون هي المقدمة وهي التي سكنت النفوس وتربعت على عروش القلوب؟ وهل يصح عندك -أيها المؤمن! يا من سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)- أن تكون الدنيا أوكد همك وأعظم شغلك؟ ألم تستمع لحديث المستورد بن شداد رضي الله عنه عندما يخبره النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا كلها ومتاعها لو أن الله أعطاها كل من سألها من بر وفاجر لا تنقص من ملك الله إلا كما يغمس أحدكم المخيط في ماء البحر ثم يخرج به)؟ أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل لأصحابه من نفسه وضربه في المواقف المتنوعة فقال: (ما لي وللدنيا؟ إنما أنا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم قام وتركها)؟! أليس هو الذي صلى فتعجل في صلاته صلى الله عليه وسلم، ثم سلم وانفتل وخرج مسرعاً وغاب شيئاً من الوقت، ورجع فرأى السؤال على وجوه أصحابه، فقال: (ذكرت شيئاً من تبر -أي: من ذهب- فخشيت أن يحبسني، فأنفقته في سبيل الله)؟! أليس هو الذي مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي؟!

فهل هناك من هو أعظم أو أشرف من محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الذي لو أراد أن يدعو الله فيحيل له الصفا والمروة ذهباً لاستجاب الله له؟! أليس هو الذي قد جاء فيما صح في لحظات وفاته قوله: (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)؟! ألم يخير بين هذه الدنيا وزينتها واللحاق برفيقه الأعلى سبحانه وتعالى فاختار أن يكون إلى جوار خالقه ومولاه سبحانه وتعالى؟! فما بال الأمور تغيرت؟! وما بال الأحوال تبدلت؟! ألسنا نحتاج إلى مثل هذه المحاكمة النفسية والعقلية والقلبية لنتدبر أمورنا ونلتفت إلى أحوالنا؟! ولو أردنا أن نفيض لوجدنا الكثير، ولرأينا كيف بكى عمر رضي الله عنه في موقف من المواقف المؤثرة المعبرة، يوم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خير خلق الله قاطبة، فإذا به مضطجع على حصير ليس بينه وبينه شيء، فلما قام إذا الحصير له أثر في جنبه، فبكى عمر رضي الله عنه -أي: لأن هذا العظيم على هذه الحالة- فقال صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك يا عمر ؟! قال: ملوك فارس والروم في النعيم المقيم والدنيا المزينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير يؤثر في جنبه! -لقد رأى ذلك عمر فعز عليه مع عظمة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يكون هذا حاله- فقال له عليه الصلاة والسلام: (أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم) فهو المعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولم يكن شيء عنده عظيماً إلا أمر الله ودين الله ورسالة الله، وما وراء ذلك قيمته متأخرة، وحقيقته كما شبه ونبه وذكر أصحابه عندما مر بجدي ميت أسك -أي: مقطوع الأذن- فقال: (من يشتري هذا بدرهمين؟ فلم يتكلم أحد، فقال: من يشتريه بدرهم؟ فتكلم بعض الصحابة وقالوا: يا رسول الله! لو كان حياً لكان عيبه مانعاً من شرائه. فقال: والله للدنيا على الله أهون من هذا على أحدكم) لقد صور النبي ذلك تصويراً بليغاً بلسان الحال ولسان المقال وبضرب المثال، وبعد ذلك كله احسب كم من أوقاتنا لدنيانا؟! وكم من فكرنا وشغلنا لدنيانا؟! وكم من همنا وغمنا وحزننا لدنيانا؟! وكم في مقابل ذلك لديننا وأمتنا ودعوتنا؟! أحسب أنها قسمة ليست عادلة، وأنها مرجوحة إلى ما لا ينبغي أن يكون راجحاً.

ننتقل إلى أمر ثالث، وهو معرفة سنن الله سبحانه وتعالى.

فلا ينبغي أن يدب اليأس إلى النفوس بحال من الأحوال إذا تعلقت القلوب بالله وإذا عرفت سنته الماضية، قال عز وجل: وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140] فليس هناك لأمة الإسلام هزيمة ماحقة ولا استئصال تام أبداً قطعاً ويقيناً، فقد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء الذي دعا به لربه ومولاه أن لا يستأصل أمته بسنة بعامة، ثم كذلك الشرط مربوط بمشروطه، وذلك في قوله عز وجل: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:7]، وقوله سبحانه: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:81]، وقوله: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [الرعد:17] .

فنحن نستطيع أن نغير وجه الدنيا كلها، ونستطيع أن نقيم أعلام ديننا وننشر راياته في شرق الأرض وغربها، ونستطيع أن نواجه كل الأعداء مهما بلغت قواهم إذا أخذنا بهذه السنن، قال عز وجل: وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر:43] وقال سبحانه: وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الأحزاب:62] إنها مسألة مهمة تجعلنا أقوى ارتباطاً بديننا، وأشد تمسكاً به، وأعظم يقيناً بنصره وعزه وانتشاره، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى لا يكون بيت شجر ولا حجر ولا مدر إلا ودخله الإسلام، بعز عزيز أو بذل ذليل) ذلك هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] وهذه مسألة مهمة في قوة ديننا ويقيننا بديننا بإذن الله سبحانه وتعالى.

الأمر الرابع -وهو مهم جداً- معرفة سير الأنبياء والعلماء والدعاة والصالحين.

أولئك الذين جعلوا أرواحهم على أكفهم، أولئك الذين سخروا أموالهم لدينهم، أولئك الذين جعلوا حياتهم كلها نموذجاً مثالياً لأمر الله ولأمر وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى رسل الله وإلى أنبيائه، ألم يقف موسى عليه السلام وأمامه البحر ومن خلفه فرعون وجنوده في لحظة من اللحظات التي سدت فيها الأبواب وأظلمت الدنيا وانقطعت الأسباب؟ فقال قومه وهم ليسوا على مثل إيمانه ويقينه: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61] وجاءوا بالصيغة المؤكدة، أي أنه لا مجال للنجاة مطلقاً، فجاء جواب اليقين ولسان الإيمان: كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62] أي: لن تكون هذه هي النهاية؛ لأن وعد الله لم يتم، ولأن سنته لا تكون كذلك، فأي شيء كان بعد؟ قال عز وجل: اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء:63] فنجا موسى ومن معه، وغرق وهلك فرعون ومن معه في لحظات؛ لأن القوة الإيمانية واليقينية عند موسى عليه السلام كانت تمثل هذه القوة التي نبحث عنها وندعو إليها ونتواصى بها ليعود البحر من جديد فينفلق؛ لأن سنة الله واحدة، وإن تغيرت الصور والأشكال.

وهذه قضية مهمة، وليس ذلك في شأن الرسل والأنبياء فقط، لكننا نأخذ العبرة الأولى منهم، قال عز وجل عن نوح عليه السلام: وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [الصافات:75] فلمَ كانت الإجابة؟ لأن نوحاً عليه السلام دعا ألف سنة إلا خمسين عاماً، ولأن نوحاً دعا سراً وجهاراً، ولأن نوحاً لقي العناء وصبر، ولأن نوحاً عليه السلام لم يكن معه إلا قلة قليلة، وثبت على دين الله ونسي دنياه، ومع ذلك جاءته النتيجة الخاتمة لهذا كله كما قضى الله سبحانه وتعالى، وهكذا نمضي فنرى هذا على ما هو عليه.

نسأل الله عز وجل أن يعظم الإيمان واليقين في قلوبنا، وأن يجعل ديننا وإسلامنا أوكد همنا، وأعظم شغلنا، وأعظم ما نُعنى به؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

أما بعد:

فيا أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من أجل وأبرز صور التقوى أن يكون الدين مقدماً على كل شيء معتنىً به، وهو الذي ينبغي أن يكون كذلك في واقع حياتنا، ولعلي أشير إشارة خاتمة في هذا المقام هي بمثابة ما يذكرنا بما مضى كله، ويعيننا عليه بإذن الله عز وجل كله، إلا وهو حسن الصلة بالله إخلاصاً وتجريداً لتوحيده سبحانه وتعالى، وصدقاً في التوكل عليه، ودواماً في الإنابة إليه، واستحضاراً لمراقبته إيانا، وحياءً من مخالفتنا إياه، كل هذه المعاني هي التي تجعل الدين والقرآن والسنة في قلوبنا حية حاضرة، فإذا جاءت النقمة أو حلت الفتنة فلا صارف لها إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل عن يوسف عليه السلام: فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ [يوسف:34] وكلما عظمت الخطوب أو اشتدت الكروب فلا فارج لها إلا الله، كما قال عز وجل: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50] وقال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ [النمل:62] كلا والله!

فينبغي أن نعظم الإيمان به سبحانه وتعالى، وأن نجرد التوحيد له جل وعلا، فلا تعلق بغيره، ولا دعاء ولا استعانة ولا استغاثة بغيره، ولا تعويل ولا توكل ولا اعتماد ولا ثقة بغيره سبحانه وتعالى، ولا خوف ولا رهبة ولا رجوع إلا من خوفه سبحانه وتعالى، ويوم نجاهد أنفسنا في ذلك ونستعين الله عز وجل فيه يكون لنا أثر عظيم في كل ما سبق، ولا شك أن من حسن الصلة بالله حسن عبادته، فلماذا المساجد قد خوت من المصلين؟! ولماذا المصاحف قد جانبها القارئون والتالون؟!

وهكذا لعلنا نراجع أنفسنا ونحن نعلم اشتداد الخطوب وتعاظم الكروب، ولكننا نوقن أن التغيير لا يكون إلا وفق منهج الله عز وجل، ووفق ما جاء وفعله رسوله صلى الله عليه وسلم يوم ربى وغرس الإيمان في القلوب، واصطفت وراءه الصفوف بالصلاة، وصبر وكظم غيظه يوم لم تكن عنده قوة، ثم أنزل الله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج:39]، فانبرى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلاء كلمة الله ونشر دين الله ورفع راية الجهاد في سبيل الله، ففتح الله عز وجل له القلوب، كما فتح له الدور والبلاد.

وهكذا تدور الدورة مرة أخرى، وهي تبدأ حقيقة من الأم التي ترضع ابنها وتغذيه وتعلمه وتربيه على معاني الإيمان والإسلام، إنها حينئذ تعد أسلحة أقوى من الأسلحة الذرية التي يخوفوننا بها؛ لأنها تعد أسلحة الإيمان واليقين، وأسلحة الإسلام والخلق، وأسلحة العمل الصالح، وأسلحة الدعاء المستجاب، إنها حينئذٍ تجعل لنا في كل بيت ثكنة إيمانية إسلامية عظيمة لا يمكن بحال من الأحوال أن تهزم في مواجهة أو ميدان.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعظم الإيمان في قلوبنا، وأن يعيد اليقين في نفوسنا، وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً، وأن يأخذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وأن يلهمنا الرشد والصواب.

اللهم! طهر قلوبنا، وزك نفوسنا، واهد بصائرنا، وحسن أقوالنا، وأصلح أعمالنا، وخلص نياتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين، واكتبنا في جندك المجاهدين، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم! إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

اللهم! اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.

اللهم! اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأحسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا رب العالمين.

اللهم! إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى، وان تجعلنا هداة مهديين.

اللهم! تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وأقل عثراتنا، وامح سيئاتنا، وضاعف حسناتنا، وارفع درجاتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا يا رب العالمين.

اللهم! أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين.

اللهم! من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه.

اللهم! إنا ندرأ بك في نحور أعدائنا، ونعوذ بك -اللهم- من شرورهم.

اللهم! من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميراً عليه.

اللهم! عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك.

اللهم! اقذف الرعب في قلوبهم، واجعل الخلف في صفوفهم، وفرق كلمتهم، واستأصل شأفتهم، ودمر قوتهم، ورد كيدهم في نحرهم، واجعل بأسهم بينهم.

اللهم! يا رب العالمين! انزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، أرنا فيهم عجائب قدرتك وعظيم سطوتك، وانتقم لنا منهم، واشف فيهم صدور قوم مؤمنين، عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.

اللهم! أقر أعيننا بنصر الإسلام والمسلمين.

اللهم! رحمتك ولطفك بعبادك المؤمنين والمضطهدين والمعذبين والمشردين والمبعدين والأسرى والمسجونين والجرحى والمرضى في العراق وفي فلسطين، وفي كل مكان يا رب العالمين.

اللهم! امسح عبرتهم، وسكن لوعتهم، وفرج همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وزد إيمانهم، وعظم يقينهم، وقو وحدتهم، وأعل رايتهم، وسدد رميتهم، وقو شوكتهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

اللهم! اجعلنا من عبادك الصالحين، واكتبنا من ورثة جنة النعيم.

اللهم! اجعل بلدنا آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأصلح -اللهم- أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله استجابة لأمر الله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] وترضوا على الصحابة الكرام، أخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح - عنوان الحلقة اسٌتمع
القرآن والحياة [1] 2074 استماع
القرآن والحياة [3] 1361 استماع