خطب ومحاضرات
مفهوم الحكمة في الدعوة
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا[البقرة:269]، وقد جعل الله تعالى الحكمة من وسائل الدعوة، فيحتاج المسلمون إلى تعلم الحكمة؛ لأنها أولاً خير كثير، كما أخبر الحكيم الصادق بذلك، ومن أصدق من الله حديثاً، ويحتاجون أيضاً إلى تعلمها لأنها وسيلة من وسائل دعوتهم وقد أمرهم الله جميعاً بهذه الدعوة، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر عن نفسه وعن أتباعه بأنها طريقه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي[يوسف:108]؛ فاحتاج الناس إلى تعلم هذه الحكمة نظراً وتطبيقاً.
ولا يمكن أن يكون الإنسان حكيماً بمجرد النظر، ولا يمكن أن يكون حكيماً إلا بعد التطبيق؛ لأن الحكمة علم وخبرة؛ فجانبها العلمي هو الازدياد من الحجة؛ فإن الحجة تحصل بها الحكمة؛ ولذلك أطبق أهل التفسير على أن تفسير قول الله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا[البقرة:269] أن معنى ذلك: أن من أوتي العلم فقد أوتي خيراً كثيراً، وكذلك في الآيات التي عطفت الحكمة فيها على الكتاب أطبق أهل التفسير على أن المقصود بالحكمة فيها السنة كقول الله تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ[الأحزاب:34]، وكقوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[آل عمران:164]، فالحكمة في هذه الآيات إنما يقصد بها السنة، فلذلك يحتاج المسلم من الناحية النظرية إلى تعلم العلم ليكون حكيماً.
ومن الناحية التطبيقية يحتاج إلى ممارسة حكمة العلم التي بها يتم نوره وبها تتنزل السكينة في قلبه، ومن لم يمارس ذلك على يد مدرب قلما ينجح فيه.
إن الحكمة التي أرشدنا الله إليها هي وسيلة من وسائل الدعوة السبع التي بينها في كتابه، وهي من أنجح هذه الوسائل وأحسنها ولهذا ابتدأ الله بها في هذه الآية فقال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125]؛ فقد ذكر فيها ثلاث وسائل ابتدأها بالحكمة؛ إيذاناً بشرفها وتوصيلها إلى المقصود منها، وقد نص أهل العلم على أن الحكمة هنا في هذه الآية المقصود بها: وضع الشيء في موضعه، بأن يوضع الجد في موضعه والهزل في موضعه والسيف في موضعه ولين الكلام في موضعه.
لا شك أن للإنسان في أي مجال من مجالات الكلام ثلاث مقامات:
فالمقام الأول هو مقام الابتداء، وهو في أول مقابلته للإنسان أو تكلمه في مسألة؛ فهذا المقام لا بد فيه من اللين؛ فهو المناسب له، ولهذا قال الله تعالى لـموسى و هارون حين أرسلهما إلى طاغية الأرض فرعون : فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[طه:44]؛ ولذلك افتتح موسى دعوته لـفرعون باللين ثم جاءت الشدة بعد اللين، وهكذا تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بعد أن أنزلت عليه هذه الآية؛ فقد كان في دعوته لقريش وأهل مكة أخذ باللين في بداية الأمر وافترض الله عليه ذلك؛ ولهذا قال للأنصار حين قال له العباس بن نضلة ليلة العقبة: ( يا رسول الله! لو شئت ملنا عليهم بسيوفنا؛ فقال: ما أمرت بذلك )، وأنزل الله عليه: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[الجاثية:14].
ثم بعد ذلك فرض عليه الجهاد في سبيل الله وأمر بالغلظة على المشركين والمنافقين؛ فخاطبه الله تعالى بقوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ[التوبة:73]، وأمر المؤمنين بذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً[التوبة:123]؛ فإنما محل هذه الغلظة بعد اللين الذي هو في مقام الابتداء.
ثم يلي مقام الابتداء مقام التردد وهذا تشرع فيه الموعظة الحسنة بعد المعاملة بالحكمة في مقام الابتداء تأتي الموعظة الحسنة التي تزيل اللبس وتهيئ القلوب لقبول الحق.
ثم يأتي بعد ذلك المقام الأخير الذي هو مقام المكابرة والإنكار وهذا يحتاج فيه إلى الجدل؛ ولهذا رتب الله هذه المقامات الثلاثة في وسائل الدعوة؛ فقال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ[النحل:125]، وهذا في مقام الابتداء، ثم قال: وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] وهذا في مقام التردد، ثم قال: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وهذا في مقام الإنكار والمكابرة، ثم بعد المجادلة تأتي مرحلة أخرى وهي مرحلة المجاهدة.
إن من لم يتدرج هذا التدرج في الدعوة كان كمن تعجل الشيء قبل أوانه فربما عوقب بحرمانه، ولم يسلك بذلك طريق الأنبياء الذين بدءوا بهذا التدرج ولم يتعدوا مرحلة إلى الأخرى قبل أن يحين وقتها، والإنسان بطبعه بلي على هذا التدرج فقد خلق الله البشرية أطواراً كما قال نوح في نذارته، ويتجلى ذلك في الفرد الواحد الذي يمر بتسع مراحل من مراحل الخلق بينها الله تعالى في قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[المؤمنون:12-16]؛ فهذه تسع مراتب خلق الله الإنسان مدرجاً فيها ولم يتعجل مرحلة من مراحلها ولم يكن هذا الكون البديع ليتم لولا هذا التدرج في الصنيع؛ ولهذا فإن بدايات كل شيء إنما يكون فيها الضعف البين ثم تأتي بعد الضعف القوة والشدة ثم يأتي بعد ذلك الضعف الذي كتبه الله على الدنيا؛ فقد كان حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه؛ فلهذا خلق الإنسان من ضعف ثم بعد ذلك انتقل إلى القوة بتمام شبابه وأيده، ثم يعود إلى الضعف والشيبة، كما أخبرنا الله بذلك.
إن هذا التدرج في الدعوة يحتاج إليه الإنسان في دعوة نفسه؛ فما من أحد إلا وله حظ من الطغيان، وهو محتاج إلى أن يعالج ذلك في نفسه، لكنه إن أخذ نفسه بالشدة والقوة في بداية الأمر فلا بد أن يصاب بتطرف، ولا يمكن أن تستقيم له نفسه عندما يأخذها بالشدة؛ ولهذا قال البخاري في الصحيح: حدثنا عبد السلام بن مطهر ، قال: أخبرنا عمر بن علي ، عن معن بن محمد الغفاري ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين إلا غلبه ) ) وفي رواية: ( ولن يشاد الدينُ إلا غلبه )، وفي رواية: ( ولن يشاد الدينَ أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( مه! اكلفوا من الأعمال ما تطيقون )، وذلك في حديث الحولاء بنت تويت رضي الله عنها عندما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في بيت عائشة فعرفته بها تذكر من صلاتها وصيامها؛ فقال: ( مه! اكلفوا من الأعمال ما تطيقون )، وحض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام على العمل وبين أن: ( المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى )، وقال: ( إن الدين يسر فأوغلوا فيه برفق )، وحض صلى الله عليه وسلم على الاعتدال والتوازن كما في حديث عبد الله بن عمرو فقال: ( إن لعينك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً؛ فآت كل ذي حق حقه )؛ ولذلك حين سأل رجال عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوه؛ فقال أحدهم: ( أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، وقال الآخر: وأما أنا فأصوم النهار ولا أفطر، وقال الثالث: وأما أنا فلا أتزوج النساء، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب حتى عرف الغضب في وجهه، فقال: إن أعلمكم بالله وأخشاكم لله أنا، وإني أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ).
إن الشدة على النفس مدعاة للملل ومدعاة كذلك لأن يصاب الإنسان بإحباط فلن يكون ملكاً، فما هو إلا بشر يخطئ ويصيب، وخير الخطائين التوابون، وقد شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه تباين أحوالهم عندما يكونون بحضرته فترق قلوبهم وترف إلى لقاء الله وتشتاق إليه وتأنس به، وعندما يخرجون من حضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعودون إلى لذات الدنيا وشهواتها؛ فقد أخرج مسلم في الصحيح أنهم قالوا: ( يا رسول الله! نكون عندك فنكون كما ترى، فإذا رجعنا إلى البيوت عافسنا النساء على الفرش؛ فقال صلى الله عليه وسلم: لو تدومون على ما تكونون عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن ساعة وساعة ).
يحتاج الإنسان إلى الحكمة في دعوة نفسه ومجاهدتها، فلا ينبغي للإنسان الذي هو في بداية شبابه أن يأخذ نفسه بالإعراض عن الشهوات والملذات مطلقاً؛ لأن هذا سيؤدي به إلى الرهبانية التي لن يطيقها ولن يتحمل أداءها، ولا ينبغي للإنسان أن ينقطع عن طلب العمل مطلقاً وعن الكسب وجمع ما يحتاج إليه في حياته من المال فإن ذلك أيضاً مدعاة لأن يكون كلاً على الآخرين وعبئاً عليهم، ولا ينبغي للإنسان أن ينقطع للدعوة وأن لا يشارك في أمور الحياة الأخرى؛ فإن ذلك أيضاً سيكلفه أعباءً ويؤدي به إلى الرجوع في أدراجه أو أن يكون كلاً عل الآخرين؛ فلا بد أن يتوسط الإنسان في التعامل مع نفسه فلا يلقي لها الحبل على الغارب؛ فإنها مثل الصبي إن أحست بالإهمال تمادت واستمرت على ما هي عليه وإن أحست من الإنسان كذلك بالحكمة والمعالجة وبالترغيب والترهيب وبمحاولة الإصلاح انقادت له.
ولهذا فإن نفوسنا مثل البهائم التي لا تتعود على العمل كثيراً ولكنها إن أخذها أهلها كلفوها من العمل ما لا تطيق؛ فإذا جاء موسم ذلك العمل نفرت ولم يستطيعوا إمساكها إلا بمجاهدة، وذلك أننا لم نسلك الطريق المعتاد في تربية النفوس بالتدرج والترغيب والترهيب، وإذا جاءت شرة استغلها الإنسان واغتنمها وإذا جاء تراجع حاول الإنسان تذكر أحوال أهل الآخرة وتباين منازلهم وراجع مع نفسه أحوال أهل النار وهم فيها وأحوال أهل الجنة وهم فيها، وعرض نفسه كذلك على هذا الكتاب المبين وعلى هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ فستنقاد له نفسه وتستقيم، ولينتهز حينئذ نشاطها للطاعة فليبادر إلى الطاعة ما دامت نفسه موتية لذلك.
أما إذا وجد تعباً ونصباً فلا يجهد نفسه في ذلك الوقت، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا كان أحدكم يصلي من الليل فغلبته عيناه فلينم؛ فإنه ما يدري لعله يريد أن يذكر الله فيسب نفسه )، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم من غلبته عيناه في قيام الليل عن الاستمرار على القيام وأمره أن ينام، وليحتسب ذلك عند الله فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إني لأحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي).
ثم بعد هذا في دعوة الآخرين وأقربهم إليك أبواك؛ فلا بد من اللطف واللين في التعامل معهما وفي دعوتهما وإرشادهما وتذكيرهما؛ فقد أمرك الله أن تخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وهذا التدرج في دعوتهما أمر لا بد منه لأنك لا يمكن أن تؤثر فيهما وتغير ما هما عليه مما لا يرضيك إلا بعد الحصول على مرضاتهما وبعد حصول الثقة منهما، والإنسان محتاج إلى ثقة والديه وأهله؛ لأنه إذا وثق به الأدنون فذلك مدعاة لأن يثق به من سواهم، وثقة الأقربين بالإنسان مقتضية للتأثير فيهم ولحملهم على ما يريده؛ فلهذا يحتاج الإنسان إلى اللين في التعامل مع الأقربين في بداية الأمر؛ ليكون ذلك مدعاة لاتباعهم لأمره وقناعتهم بصدقه وحصول الثقة بما يقول.
ثم بعد هذا لا بد من هذه الحكمة في التعامل مع العلماء الذين يحملون الحق إلى الناس ويضيئون الطريق لهم، فما هم إلا قوم من الناس يخطئون ويصيبون، ولهم أحاسيس كما عند من سواهم، ولكن الله شرفهم بما ائتمنهم عليه من الوحي وامتحنهم بذلك أيضاً؛ فإذا أراد الإنسان أن يعاملهم لأخذ العلم منهم فلا بد أن يتواضع في بداية الأمر، وإذا رأى ما يخالفه أو ما ينكره فليكن إنكاره ذلك بلين ويسر، ولا ينبغي أن يتشدد مع من يأخذ منه فلم يكن ذلك من الهدي القويم، بل إن جبريل علمنا طريقة الأخذ عن العلماء عندما جاء يعلمنا ديننا، فقد دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وخاطبه بسؤال متأدب، وكان في ذلك الحال حسن الهيئة نظيف الثياب نظيف الشعر.
وكذلك فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تدربوا على هذا الهدي في التعامل معه فقد قال عروة بن مسعود يوم الحديبية: ( والله لقد زرت كسرى في ملكه و قيصر في ملكه و النجاشي في ملكه؛ فما رأيت أصحاب ملك يعظمونه كما يعظم أصحاب محمد محمداً؛ فوالله ما يرفعون إليه أبصارهم إجلالاً له، ولا يبصق إلا وقعت في كف أحدهم فدلك بها وجهه، ولا توضأ إلا كادوا يقتتلون على وضوئه، وإنهم ليبتدرون إلى أمره، فإذا تكلم كأنما على رءوسهم الطير ) فهذه المهابة تعلمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقلوها إلى من دونهم، وسار الناس على هذا الهدي وبه استقامت شئون هذه الأمة.
وكذلك في التعامل مع السلاطين في دعوتهم؛ فإنهم يملكون من القوة ما لا يملكه من سواهم، وقد امتحنهم الله بذلك وابتلاهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها ندامة يوم القيامة وإنها نعمت المرضعة وبئست الفاطمة )، فهي نعمت المرضعة أي: ما دام الإنسان يرتضع درارها ولبانها فإنه سيسر بذلك، لكنها بئست الفاطمة عند فطامها؛ فإن الحساب سيكون عسيراً، لكن مع ذلك لا بد من إحسان التعامل والحكمة في الدعوة فالذي يدعو من واقع حرصه على الهداية ومن واقع حرصه على تبليغ رسالات الله وحرصه على هداية الناس لا يمكن أن يكون منفراً، بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيها الناس! إن منكم منفرين ).
وكذلك حض على التبشير فقال: ( بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا )، وقال لـمعاذ و أبي موسى حين أرسلهما إلى اليمن: ( يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا )، فكان لكل واحد منهما فسطاط يزوره فيه صاحبه، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء )؛ فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الشدة، وبين أن أصحابها لا يكونون من الشفعاء ولا من الشهداء؛ فلذلك لا بد أن يأخذ الإنسان بحظه من الحكمة في التعامل مع الناس عموماً، وليعلم أنه ليس هو الملك المكلف بالكتابة عليهم؛ فإن عليهم كراماً كاتبين، يعلمون ما يفعلون، يحصون أعمالهم، وإنما هو من واقع حرصه عليهم، وسعيه لهدايتهم مبلغ مؤتمن، فيبلغ إليهم رسالات الله بأسلوب لا يقتضي نفرتهم منها فلا يعين الشيطان عليهم، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إعانة الشيطان على الناس، فإن الإنسان إذا نصح في الملأ اعتبر ذلك فضيحة لا نصيحة، وأخذته العزة بالإثم، فأعنت الشيطان عليه، مع أنه بالإمكان أن تنصحه بأسلوب آخر فيكون ذلك أبلغ تأثيراً، ومحل هذا إن أمكنك كذلك، فإن لم يمكن ذلك لم يبق إلا ما لا بد منه فلا بد مما ليس منه ضد.
فإذا تعود الإنسان على هذه الحكمة استطاع بذلك أن يبلغ كل ما يريده من الحق بأسلوب مناسب ولم يثر الناس ولم يثر حساسياتهم ولم يتعرض لما يكرهون، فقد نهانا الله تعالى عن سب آلهة المشركين لئلا يكون ذلك ذريعة لما هو أكبر من ذلك؛ فقال: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ[الأنعام:108]، ومن هنا فإن لكل طائفة أمراً تتعصب عليه؛ فإذا جاء الإنسان الطبيب المعالج الداعية حاول تزهيدهم فيما يتعصبون عليه من الباطل بالتدرج، وإذا جاء صاحب الاستعجال الذي لا يأخذ بالحكمة؛ بادر إلى سب آلهتهم؛ فحصل ما يكره ولم ينتفعوا بدعوته.
فلهذا ينبغي للإنسان أن يعلم أن كل طائفة لديها ما تتعصب عليه من الباطل وينبغي أن تؤخذ بالتدريج وأن لا يبادر الإنسان إلى سب الآلهة؛ فإن ذلك مدعاة للتعصب على غير الحق وللعمى عنه، نعم إذا احتيج إلى بيان ذلك في وقت الحاجة فليبادر إليه، لكن ذلك في المقام الثاني أو الثالث؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حين حاصر بني قريظة بعد غدرهم قال لهم: ( يا إخوان القردة والخنازير )؛ فما عهدوا منه هذا الكلام فقالوا: ( يا أبا القاسم! والله ما عهدناك فحاشاً ) ما كانوا من قبل يعرفون منه هذا الكلام، لكنه قد حان وقته؛ فحان أخذهم بهذه الشدة، ومثل ذلك ما قال أبو بكر الذي عرف بالحياء والتواضع عندما خاطب عروة بن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا محمد! إن قومك قد لبسوا جلود النمور وصحبوا العوذ المطافيل، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبداً، وما أرى معك إلا أشابة من الناس جدير أن يفروا عنك ويتركوك. انتفض أبو بكر فقال: ويلك! امصص بظر اللات! أنفر ونترك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذا؟ قيل: ابن أبي قحافة ، فقال: أما إن لك علي يداً؛ فهذه بتلك )، فلم يجبه عما قال.
فلهذا لا شك أن الشدة في موضعها من الحكمة، ولسنا ندعو لتركها، بل قد أخذ بها الأنبياء في وقتها، وطبقها رسولنا صلى الله عليه وسلم وأمره الله بالغلظة فقام بذلك، وطبقها أصحابه في الوقت المناسب، لكنه في غير هذا الوقت المناسب في مقام الابتداء ولا بد أيضاً من لين يكون بين يدي النجوى مقدمة، ولعل الله يهدي القلوب بذل اللين؛ فإذا قامت الحجة وحصلت المكابرة لم يبق إلا الغلظة والشدة.
إن هذه الحكمة تقتضي من الإنسان ترتيب الأولويات في الدعوة، فالذي يأتي قوماً أهل شرك فيبدأ مباشرة في مجادلتهم في تعدد الزوجات أو في ستر رءوس النساء أو نحو ذلك؛ هذا لم يأخذ بهذه الحكمة، ولا اتجه الاتجاه المناسب، فالذي يدعو النصارى للإسلام إذا بدأ بدعوتهم مثلاً إلى تعدد الزوجات أو إلى تغطية رءوس النساء أو نحو ذلك، لا يعد موفقاً في دعوته؛ لأنه يدعو قوماً أهل شرك؛ فينبغي أن يخرجهم أولاً من الشرك ثم إذا استجابوا لذلك دعاهم إلى ما دونه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسوله: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم استجابوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، وإياك وكرائم أموال الناس، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )، فهذه نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسوله الذي أرسله للدعوة، فلذلك لا بد أن يأخذ بها رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوابه الذين يدعون إلى سبيل الحق الذي جاء به.
دور الترتيب في بلوغ الأهداف
وليعلموا كذلك أن ترتيب الأولويات معين جداً على الوصول إلى الأهداف؛ لأن الإنسان إذا جادل طائفة قد تعصبت على باطل فابتدأ بأعظم ما لديها من الباطل فتراجعت عنه فقد اقتربت من الحق، وبذلك يستطيع هدم الحلقة الموالية، أما إذا ابتدأ بحلقة ضعيفة فإنه بالإمكان أن ينهزم هو؛ لأن حجته في الحلقة الضعيفة أضعف من حجته في الحلقة القوية؛ فلذلك ينبغي أن يبدأ معهم بأهم أمر على خلاف ما تسمعون اليوم في المفاوضات السياسية؛ فالمفاوضات في فلسطين تبدأ بأقل شيء فائدة، وتؤخر الملفات الحساسة كقضية الأقصى وقضية المبعدين وقضية المياه وغيرها تترك لآخر شيء، وهي التي ينبغي أن تكون في المقدمة، في أول ما يقع الخلاف فيه لأنها الفاصلة؛ فطريق الدعوة على خلاف طريق المفاوضات السياسية يبدأ فيها بالأهم ثم الذي يليه.
ترتيب الأولويات في خطورة أعداء الدعوة
وكذلك فإن ترتيب الأولويات هنا يقتضي ترتيب العداوات أيضاً، أي: وضع مسطرة الخطورة للأعداء؛ فإن المؤمن لا يمكن أن يفتح جميع الجبهات على نفسه في وقت واحد؛ فلذلك ينبغي أن يصنف المخالفين له؛ فالمخالفون له في أصل التوحيد وفي أصل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله في الدرجة الأولى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ولا ينبغي أن يبدأ وهو يجد اليهود والنصارى والعلمانيين الملحدين وغيرهم بالذين يختلف معهم في أمر من أمور الدين الخلافية الفرعية كجلوس الاستراحة وكالقبض وغيرها من سنن الصلاة؛ فمن بدأ بالخلاف مع الذين يخالفونه في هذه المسائل فإنه ليس لديه من القوة إلا قذائف قليلة، وقد قذف بها إخوانه الذين يقفون معه في غالب الأمر ولا يختلفون معه إلا في مسائل فرعية قليلة، وبقي أعداؤه ليس لديه سلاح يواجههم، أنت يا عبد الله سلاحك قليل وزادك يسير وأعداؤك كثير، فابدأ بأخطر الأعداء، ابدأ بأهل الشرك، ثم بالذين يلونهم ثم بالذين يلونهم، وليكن آخر همك الخلافات الفقهية في مسائل الغالب والمغلوب فيها، كلاهما يرجى له الخير ويرجى له السلامة من النار.
إن الخلاف الفقهي أمره يسير جداً، ولا يمكن أن تحسمه أنت، فالأدلة فيه من قديم الزمان تتعارض، وأهل العلم تختلف أفهامهم فيها، والأمر فيها ميسور، وإذا لم يبق من الخلاف بين المسلمين إلا الخلافات الفقهية، فالحمد لله ليس بين المسلمين خلافات، لكن ابدأ أولاً بالخلافات في أمر التوحيد الذين تختلف معهم في كل شيء من أعداء الله من اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين، فليكن سلاحك اليسير موجهاً إلى هؤلاء في البداية، ثم بعد ذلك لا نمانع في إنكارك للمنكر، بل عليك أن تنكر المنكر مطلقاً من أي وجه صدر، ولكن لا تجعله منيتك الوحيدة وبغيتك الوحيدة في جهادك في سبيل الله، وإني لأعجب من بعض الذين يدعون إلى سبيل الحق من الذين تفقهوا وعرفوا بعض أحكام الدين وأدلتها والأمة بحاجة إلى قوتهم وشدتهم، وفيها أنواع مما يحتاج إلى التغيير من الشركيات والبدع والمنكرات الشيء الكثير، فلا يتجهون إلا إلى كبار السن الذين اعتزلوا الدنيا واشتغلوا في المساجد بذكر الله تعالى وانقطعوا عن الدنيا وهم أهل زهد وعبادة، واشتغلوا ببعض الفروع الفقهية، فيجعلون غالب همهم الرد على أولئك المعتزلين للعبادة الذين لو ماتوا على ما هم عليه لرجي لهم الخير، والقدر الذي لديهم من الابتداع أو من مسائل الخلاف يمكن أن تكفره حسناتهم الكثيرة الطائلة، وليسوا أخطر أعداء الله ولا أخطر الناس على الإسلام، وأنت ترى أهل عداوة الدين الذين لا شك أن الحقد قد بلغ أنوفهم، وهم يعملون كل الحل من أجل هدم الإسلام؛ فكيف لا تقاتلهم قبل أولئك الضعاف المساكين الذين اعتزلوا شئون الدنيا وانقطعوا لعبادة الله سبحانه وتعالى؟!
ليس معنى هذا أن تسكت على باطل أولئك أو أن تقر لهم ببدعهم؛ لا، بل أنكر المنكر ممن صدر ولكن لا تتشدد على الضعاف، واجعل شدتك على الأقوياء الذين يخاف منهم الغائلة على دين الله، وابدأ بهم قبل من سواهم، واعلم أن الجهاد يكون في أهم جهة، والجهاد كله مشروع، لكن ينبغي أن يكون في أهم جهة؛ ولذلك لا بد من وضع مسطرة الخطورة لأعداء الله حتى لا تنفق كل ما لديك من قوة في مكان كان بالإمكان أن يصلح بأقل من ذلك الجهد الذي بذل فيه.
وليعلموا كذلك أن ترتيب الأولويات معين جداً على الوصول إلى الأهداف؛ لأن الإنسان إذا جادل طائفة قد تعصبت على باطل فابتدأ بأعظم ما لديها من الباطل فتراجعت عنه فقد اقتربت من الحق، وبذلك يستطيع هدم الحلقة الموالية، أما إذا ابتدأ بحلقة ضعيفة فإنه بالإمكان أن ينهزم هو؛ لأن حجته في الحلقة الضعيفة أضعف من حجته في الحلقة القوية؛ فلذلك ينبغي أن يبدأ معهم بأهم أمر على خلاف ما تسمعون اليوم في المفاوضات السياسية؛ فالمفاوضات في فلسطين تبدأ بأقل شيء فائدة، وتؤخر الملفات الحساسة كقضية الأقصى وقضية المبعدين وقضية المياه وغيرها تترك لآخر شيء، وهي التي ينبغي أن تكون في المقدمة، في أول ما يقع الخلاف فيه لأنها الفاصلة؛ فطريق الدعوة على خلاف طريق المفاوضات السياسية يبدأ فيها بالأهم ثم الذي يليه.
وكذلك فإن ترتيب الأولويات هنا يقتضي ترتيب العداوات أيضاً، أي: وضع مسطرة الخطورة للأعداء؛ فإن المؤمن لا يمكن أن يفتح جميع الجبهات على نفسه في وقت واحد؛ فلذلك ينبغي أن يصنف المخالفين له؛ فالمخالفون له في أصل التوحيد وفي أصل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله في الدرجة الأولى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ولا ينبغي أن يبدأ وهو يجد اليهود والنصارى والعلمانيين الملحدين وغيرهم بالذين يختلف معهم في أمر من أمور الدين الخلافية الفرعية كجلوس الاستراحة وكالقبض وغيرها من سنن الصلاة؛ فمن بدأ بالخلاف مع الذين يخالفونه في هذه المسائل فإنه ليس لديه من القوة إلا قذائف قليلة، وقد قذف بها إخوانه الذين يقفون معه في غالب الأمر ولا يختلفون معه إلا في مسائل فرعية قليلة، وبقي أعداؤه ليس لديه سلاح يواجههم، أنت يا عبد الله سلاحك قليل وزادك يسير وأعداؤك كثير، فابدأ بأخطر الأعداء، ابدأ بأهل الشرك، ثم بالذين يلونهم ثم بالذين يلونهم، وليكن آخر همك الخلافات الفقهية في مسائل الغالب والمغلوب فيها، كلاهما يرجى له الخير ويرجى له السلامة من النار.
إن الخلاف الفقهي أمره يسير جداً، ولا يمكن أن تحسمه أنت، فالأدلة فيه من قديم الزمان تتعارض، وأهل العلم تختلف أفهامهم فيها، والأمر فيها ميسور، وإذا لم يبق من الخلاف بين المسلمين إلا الخلافات الفقهية، فالحمد لله ليس بين المسلمين خلافات، لكن ابدأ أولاً بالخلافات في أمر التوحيد الذين تختلف معهم في كل شيء من أعداء الله من اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين، فليكن سلاحك اليسير موجهاً إلى هؤلاء في البداية، ثم بعد ذلك لا نمانع في إنكارك للمنكر، بل عليك أن تنكر المنكر مطلقاً من أي وجه صدر، ولكن لا تجعله منيتك الوحيدة وبغيتك الوحيدة في جهادك في سبيل الله، وإني لأعجب من بعض الذين يدعون إلى سبيل الحق من الذين تفقهوا وعرفوا بعض أحكام الدين وأدلتها والأمة بحاجة إلى قوتهم وشدتهم، وفيها أنواع مما يحتاج إلى التغيير من الشركيات والبدع والمنكرات الشيء الكثير، فلا يتجهون إلا إلى كبار السن الذين اعتزلوا الدنيا واشتغلوا في المساجد بذكر الله تعالى وانقطعوا عن الدنيا وهم أهل زهد وعبادة، واشتغلوا ببعض الفروع الفقهية، فيجعلون غالب همهم الرد على أولئك المعتزلين للعبادة الذين لو ماتوا على ما هم عليه لرجي لهم الخير، والقدر الذي لديهم من الابتداع أو من مسائل الخلاف يمكن أن تكفره حسناتهم الكثيرة الطائلة، وليسوا أخطر أعداء الله ولا أخطر الناس على الإسلام، وأنت ترى أهل عداوة الدين الذين لا شك أن الحقد قد بلغ أنوفهم، وهم يعملون كل الحل من أجل هدم الإسلام؛ فكيف لا تقاتلهم قبل أولئك الضعاف المساكين الذين اعتزلوا شئون الدنيا وانقطعوا لعبادة الله سبحانه وتعالى؟!
ليس معنى هذا أن تسكت على باطل أولئك أو أن تقر لهم ببدعهم؛ لا، بل أنكر المنكر ممن صدر ولكن لا تتشدد على الضعاف، واجعل شدتك على الأقوياء الذين يخاف منهم الغائلة على دين الله، وابدأ بهم قبل من سواهم، واعلم أن الجهاد يكون في أهم جهة، والجهاد كله مشروع، لكن ينبغي أن يكون في أهم جهة؛ ولذلك لا بد من وضع مسطرة الخطورة لأعداء الله حتى لا تنفق كل ما لديك من قوة في مكان كان بالإمكان أن يصلح بأقل من ذلك الجهد الذي بذل فيه.
استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
خطورة المتاجرة بكلمة الحق | 4830 استماع |
بشائر النصر | 4289 استماع |
أسئلة عامة [2] | 4133 استماع |
المسؤولية في الإسلام | 4060 استماع |
كيف نستقبل رمضان [1] | 4000 استماع |
نواقض الإيمان [2] | 3947 استماع |
عداوة الشيطان | 3934 استماع |
اللغة العربية | 3931 استماع |
المسابقة إلى الخيرات | 3908 استماع |
القضاء في الإسلام | 3897 استماع |