قصة موسى والخضر [6]


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

سنبدأ إن شاء الله في سيرة الإمام البخاري ، وكنا وعدنا أن نبدأ في درس أو ترجمة من تراجم علماء الأمة، عسى أن يحفز بعض الشباب الغيور ليقلد هؤلاء، وفي السنوات القادمة نجد من يسد الفراغ إذا مات عالم، أو من يجيب الناس بعلم صحيح إذا أرادوا علماً.

وبكل أسف! نظراً لخلو الساحة من العلماء الحقيقيين تجد حكم الله عز وجل الميسر منه لا يصل إلى الناس، وتجد الناس يستبشعون أحياناً الأحكام الشرعية، بحجة أنها ثقيلة، ويقولون: هذا حرج، ولا نستطيع أن نفعل هذا، وكيف هذا والله عز وجل يقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78] إذاً: دين الله عز وجل الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام النبي عليه الصلاة والسلام الذي قاله لا يمكن أن يكون فيه حرج، وإنما الحرج يأتي من ناحيتين اثنتين:

أسباب وقوع الحرج على الأمة

الناحية الأولى: أن نفس السائل خبيثة، والنفوس الخبيثة تستصعب السهل، فالصلوات الخمس لا مشقة فيها، ولكن كثيراً من الناس يقول: هذه مشقة، وأنا لا أترك عملي مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، (يسروا ولا تعسروا) مع أنه لا دخل لهذا بالعسر ولكن النفس خبيثة تستصعب السهل.

الناحية الثانية: أن الذي بلغ الفتيا بلغها خطأ، لم يحصل أصول العلم، فتكون فتواه خطأ، فدين الله عز وجل يضيع بين الإفراط والتفريط، رجل يشدد جداً بدعوى الاحتياط وأنه يجب أن نتورع وهي عبارة عن تشديدات على النفس، فيجد الإنسان نفسه يأخذ في كل شيء بالأشد والأشد، حتى يجد أن النهاية ترك الدين.

ورجل آخر يقول: بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا، ويترك الحبل على الغارب، بالذات في مسائل الطلاق، فيسأله شخص فيقول: يا شيخ! أنا طلقت امرأتي وأنا غضبان، فيقول له: هات عشرين جنيهاً واذهب وهات قارورة سمن، وهذه أنا رأيتها بعيني، فإذا ما أعطى له عشرين جنيهاً فلن ترجع له امرأته، فيكون دخوله بها زنا.

وهذا منتشر وموجود، ومثلاً: لجنة الفتوى في الأزهر -وهذا شيء رأيته بعيني- واحد قال: طلقت امرأتي، فقال له: هذا شيء ما أحد يعمله، كيف لا أحد يعمله؟ أليس تسأله أولاً أنت طلقت بطهر أو بحيض أما ماذا؟ أما أن يقول له: أنت كنت غضباناً، فيقول له: نعم، إذن مرة أخرى لا تعملها، مثلاً.

فهذا يعتبر خطأً جسيماً؛ لأن الرجل قد يطلق امرأته ثلاث مرات فتكون بائنة بينونة كبرى.

ذهب العلماء الربانيون، فإن العالم الرباني لا يتكلم عن الله عز وجل إلا بعلم لا عن اجتهادات، ونحن نطمع أن الساحة القادمة يكون فيها هذا النمط المفقود في الأمة المسلمة.

قراءة سير العلماء من أسباب وجود أمثالهم

لا شك أن سير العلماء من أكبر الدوافع على الوصول إلى هذا الهدف، واقرأ السيرة النبوية مثلاً تجد أنك تستمتع وتشعر أحياناً باندفاع عنيف لا تملك فيه الدموع وأنت تقرأ مثلاً موقف صحابي في غزوة، فمثلاً: الواقعة المشهورة التي كان فيها أحد الصحابة قال: (لما انتهينا من الغزوة ذهبت أتفقد أخي فصادفته بين الجرحى، وهو يقول: ماء ماء، يريد أن يشرب ماءً، وكان بجانبه أفراداً من جرحى المسلمين الذين يكابدون الموت، وكل منهم يقول: أريد ماء، فلما همَّ أن يسقي أخاه قال: سل الذي بجانبي لعله أشد ظمأً مني، فسأله فقال: سل الذي بجانبي، حتى ذهب إلى العاشر، فقال: سل غيري لعله أشد مني عطشاً.

فرجع إلى أخيه فوجده قد مات، فرجع إلى بقية الجرحى فوجدهم قد ماتوا، فأي إيثار يمكن أن يصل بالإنسان إلى أن يموت من العطش، فهو يعاني وروحه تخرج، ومع ذلك في هذا الموقف الذي لا إيثار فيه وكل إنسان يبحث عن روحه وعن حياته يؤثر أخاه على نفسه، وهذا الموقف عندما تقرؤه يؤثر فيك، وتجد أنك لا تستطيع أن تتمالك دمعك، وعندما تقرأ أن ابن عمر كان يمشي ومعه رغيف واحد ليس معه غيره فأعطاه لمسكين، مع أن الموقف الآخر يؤثر أكثر.

وعندما ترى مثلاً رجلاً كـعمرو بن الجموح ، رجل أعرج شديد العرج، يريد أن يحارب الكفار، وكانت الحرب في الزمن الماضي تدل على مدى شجاعة الرجل، ولا يدخلها رجل جبان إذا أفزعه أحد أو رأى ظلاً أو خيالاً يموت خوفاً، ومع ذلك يمكن أن يهدم مدينة بكاملها وهو قاعد في قاعدة صاروخ يضرب فيقتل مثلاً مائة ألف.

بل الحرب في الزمان الماضي كان لها مقياس آخر غير اليوم، ولذلك يقول الله عز وجل في اليهود: لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر:14] فهؤلاء (الحرب) بمعنى المواجهة الشخصية لا توجد عندهم، والحرب عند العرب كانت مواجهة شخصية، وهذا إقبال على الموت أشد من كون الشخص يركب دبابة أو يختبىء خلف جبل.

ففي الماضي كانت صورة الجهاد أوضح وأحسن، لأنه إذا دعي للمبارزة مثلاً فأقل حركة أو أقل سهو يمكن أن يطير برأسه.

فهذا عمرو بن الجموح الأعرج يريد أن يحارب ويريد أن يفر ويكر، وكان له مجموعة من الأولاد يقاتلون في جيوش المسلمين، فقالوا: (يا أبانا! إنك ممن عذر الله) الأعرج والأعمى والمريض ليس عليهم حرج في مسائل الجهاد خاصة، فلا يقول قائل: إنه ليس عليه حرج في الصلاة ونحوها ويترك العمل، بل ليس عليه حرج في الجهاد فقط الذي يحتاج إلى كر وفر.

فبكى الرجل وقال: (أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة) دعوني، فذهب يشتكي بعينيه الدامعتين للنبي عليه الصلاة والسلام، وقال: (أريد أن أقاتل وأولادي يمنعونني) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فكان من أوائل الذين قتلوا، قال عليه الصلاة والسلام: (لقد رأيته في الجنة وما بعرجته من عرج).

فوطئ الرجل بعرجته الجنة، فهذا الرجل قلبه قلب شاب، وكثير من الشباب اليوم يكون عمره اثنين وعشرين سنة وقلبه قد شاخ، لا يريد أن يفعل شيئاً.

وانظر إلى ذاك الرجل الذي كان سنه (85) سنة أو أكثر وأسلم وهو في مكة ، وبطبيعة الحال لن يستطيع أن يهاجر إلى المدينة لضعفه، إلا أن قلبه قلب شاب وإن كان جسمه كبر، ففي يوم من الأيام قال: ( وما الذي يقعدني بين ظهراني الكفار؟ والله لأخرجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مع أن السفر من مكة إلى المدينة (500)، يريد أن يمشيها ليكون عند مصدر الضوء والنور.

فخرج رغماً عن أولاده، ثم لما كان في منتصف المسافة أو في ربعها أدركه التعب الذي يدرك العباد فغلبه، فأوشك أن يموت، فلما استشعر هذا ضرب كفاً على كف، وقال: (اللهم هذه بيعتي لك، اللهم هذه بيعتي لنبيك) ومات الرجل، فنزل فيه قوله تعالى: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [النساء:100] وإذا وقع أجرك على كريم فليس هناك حساب؛ لأن الله لا يتعامل مع عباده بحساب، إنما يقول: وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة:212].. إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ [ص:54].

عندما تقرأ سير السابقين الصالحين تجد أن عندك اندفاعاً لأن تكون مثل هؤلاء، لأجل هذا لابد من مراجعة السيرة النبوية، وكيف كان الصحابة يتصرفون في أشد المواقف.

أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما أسلم محمد ابنه إلا بعده بفترة، فلما تقابلا في بدر، كان محمد بن أبي بكر يقول لأبيه بعد ما أسلم: (لقد كنت أقابلك وأروغ منك خشية أن أقتلك).

لأن ابنه كان في صفوف الكفار وأبو بكر في صفوف المسلمين، فابنه بعدما أسلم يقول له: أنا في الغزوة الفلانية كنت أتحاشاك حتى لا يصيب سيفي رأسك فأقتلك، فقال له أبو بكر : ( أما والله لو رأيتك لقتلتك ).

عندما ترى هؤلاء الذين لا يجعلون أي إنسان مقدماً على دينهم ولا على حب نبيهم صلى الله عليه وسلم تعلم أن حقيقة الحب لله ورسوله أن تلتزم وتعيش حياتك حياة مسلمة.

لأجل هذا أؤكد على السيرة النبوية فيما يتعلق بالرعيل والجيل الأول، وكيف نشأ هذا الجيل، حتى ملكوا الدنيا كلها، حتى قال هارون الرشيد في القرن الثاني الهجري وقد جلس على المنبر فرأى سحابة في السماء، فقال لها: (أيتها السحابة، أمطري هنا أو أمطري هناك فسوف يأتيني خراجك)، هذا هو عز المسلمين، أمطري هنا أو أمطري في آخر مكان في العالم فإن خراجك سيأتيني؛ لأن الإسلام هو الذي كان مسيطراً على الأرض آنذاك.

واجب الوالد في إصلاح بيته

القصد من سير العلماء وسير الصحابة هو الدعوة للتمسك بالإسلام، والوالد يجب عليه بمنتهى الحزم مع الرفق أن يرجع بيته إلى الله عز وجل، ولا يترك الحبل على الغارب؛ لأن الرجل مسئول، وضياع الأسر كلها إنما هو بسبب رب البيت.

إذا كان رب البيت بالدف ضاربـاً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

إذا كان رب البيت يضرب بالطبل فلا ألوم الولد أبداً أن يرقص، وقد أنشد بعض الشعراء حول هذا البيت من غيظه من أولئك الآباء الذين لا يربون أبناءهم، فقال:

إن كان رب البيت جحشاً مبردعـاً فشيمة أهل البيت كلهم الرفس

أي: إذا كان هذا جحشاً مبردعاً، إذاً: دعهم يرفسون أفضل.

فرب البيت هو الذي عليه العمل الأكثر، ولا يوجد شيء اسمه أن الأب يقول: إن ابني صديقي، وأنا أعامله كصديق، بل هذا من أخطاء التربية الفادحة؛ لأن معنى صديق: أنني لا أستطيع أن أقوم خطأه وزلاته، ومعنى صديق: أنه يمكن أن يعمل معي أي حركة يفعلها مع صاحبه، وقد رأيت ولداً يقول لوالده: يا عُبَدْ وبهذه الصورة، بل أكثر من هذا.

وهذا من جراء هذه التربية التي ليست إسلامية، بل الأب يجب أن يبقى أباً طيلة عمره، ولا يوجد شيء اسمه أن الولد صديق أبيه، والمعاملة بالطف ليس معناها أنها صداقة، بل الوالد يجب أن يبقى والداً له هيبته طوال عمره، ولا يأتي بالدنايا أمام أولاده أبداً؛ لأنه هو القدوة.

فالمقصود أن الآباء عندما يسمعون هذا يجب أن يرجعوا أولادهم وبيوتهم إلى الله (الهوينا)، وأرجو التدقيق على كلمة (الهوينا)، لا يكون مفرطاً في حق بيته وحق أسرته عشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة ثم يريد أن يرجعهم إلى الله في يوم، فبطبيعة الحال أن هذا سيسبب مشاكل كثيرة.

متى يكون الرجل أباً لابنه؟

سمعت بعض المشايخ تأويلاً لطيفاً جداً أحببت أن أنقله لفضله، قال: (يولد المولود على الفطرة، فأبواه إما يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) فهذا الشيخ سأل سؤالاً لطيفاً جداً قال: هل أنت اليوم أبو ابنك؟

فأجاب: طبعاً لا، أبوه التلفاز، وأبوه الشارع، وأبوه الأفلام، وأبوه السينما، هؤلاء كلهم يشتركون في تربيته، إذاً: لست أنت وحدك أبا ابنك، فمتى تصير والداً لابنك؟

إذا جنبته كل هذا تصير أبوتك لابنك كاملة.

فيجب إذا أردت أن أصلح بيتي أن أخرج منه كل عوامل الفساد بحزم، وعامل الأهل والأولاد بلطف، لكن لا أبقي التلفاز في البيت يدمر دين الرجل ودين المرأة، لكن مع مراعاة أن يفصله بالهوينا أيضاً.

وإذا تربى الرجل على الإسلام الحقيقي فرأى امرأة كاشفة لشعرها في الشارع يقشعر ويشمئز؛ لأنه منكر، والفطرة ركبت على هذا، ومن تيسير الله على الناس أنه ركب الفطرة على تعاليمه، فإن أمر بشيء فالفطرة تقبله: هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103] صنع الشيء ثم جعل تشريعاً للشيء دون أن يوجد تضاد، والإنسان إذا تربى على أن هذا منكر، فالمنكر يبقى منكراً، تشمئز منه نفسه.

ومما يقتل الغيرة التلفاز، أرى مسلسلاً وأرى مواقف الخمر والفجور وأرى الشاب والشابة وهي تقابله، وبعد ذلك يخرجون يتنزهون، كل هذا أنا أراه، وابنتي تراه أيضاً بجانبي، وفي النهاية يهربون، ثم يزني بها، ثم تطلب منه أن يصلح خطأه، فيرفض ويتركها تواجه حظها، والمجتمع كله يتعاطف مع من؟

مع التي زنت، بل لو حصل أن الأب سيذهب يأتي بالولد الهارب الذي زنى بابنته من أجل أن ينتقم منه تجد أن الموجودين متعاطفين مع الولد الذي زنى ويدعون: يا رب لا يجده، يا رب لا يمسكه، وهكذا، في أول الأمر يمكن أن ينكر الرجل، إذا رأى رجلاً يقبل امرأة، ثم بعد ذلك في المرة الثانية لو وقف المسلسل على موقف خطير ينتظره يمكن أن يؤجل مواعيده بسبب مسلسل.

كل هذا كيف جاء؟ كيف استمرأت المنكر؟

كل هذا لم يجئ مرة واحدة، إنما جاء تباعاً بعدما قتل هذا الجهاز في نفسك الغيرة والحياء والدين وأنت لا تدري، قال الله عز وجل للناس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21] ليس لا تتبعوا الشيطان، بل خطوات الشيطان، فهو لا يأخذك ويرميك في الكفر مرة واحدة، إنما يأخذك درجة درجة.

ويحضرني قصة حدثت فيما مضى، وهي أن رجلاً راهباً كان لا يخرج من صومعته، فتزين له الشيطان ذات مرة بصورة رجل وأحضر معه امرأة، ثم قال للراهب: أنا على سفر وأختي هذه لن أجد في الأرض آمن عليها منك، فسأجعلها في الصومعة المجاورة وأنا سأترك لها المال.

فقال: لا. أنا ليس لي علاقة بها، إنما ضعها هناك.

فأتاه الشيطان يوماً فقال له: أليس من الدين أن تسأل عن جارك؟ لا يأتيه الشيطان يقول له: اعصِ، بل يأتيه من مسالك الدين، فيقول: اسأل عن جارك، وهذا ليس من الرحمة في شيء، بل كذا، ويوسوس له حتى يقول: نعم هذا صحيح.

فذهب وطرق على الباب وظهره للباب، فقال لها: هل تحتاجين شيئاً؟ قالت له: لا.

وهو لم يرها حتى الآن، فقال له: أنت تسأل عليها مرة في اليوم فقط، اسألها مرتين في اليوم وهذا كله خير وثواب، حتى يستشعروا أن الذين يعبدون الله أناس طيبون وليسوا بمتعنتين، فأصبح يسأل عن المرأة أكثر من مرتين.

ثم قال له: الخير كثير، لماذا لا تضع أمامها طعاماً، فذهب ووضع اللحم أمام الباب وطرق ولم يدخل، ثم قال: يا أخي! لماذا لا ترى وجهك؟ الدنيا بخير ولم يحصل شيء، فقل لها: تفضلي لكي تستشعر أن هناك أنساً ووداً.

ثم قال: يا أخي هي جالسة لوحدها لم لا تسليها؟ أليس فيك رحمة؟ وفي النهاية وقع بها وزنى بها.

فعندما يظل الإنسان وراء هذه الخطوات لا يستشعر إطلاقاً أن هناك شراً قادماً، بل يرى أن هذا كله من باب الدين والرحمة ولا توجد مشاكل.

وهذا هو الذي عناه الله عز وجل بقوله: لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21] خطوة بعدها خطوة وأنت لا تدري، حتى يقع المرء في الشرك.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


استمع المزيد من الشيخ أبو إسحاق الحويني - عنوان الحلقة اسٌتمع
قصة موسى والخضر [8] 2657 استماع
قصة موسى والخضر [4] 2172 استماع
قصة موسى والخضر [7] 1626 استماع
قصة موسى والخضر [1] 1562 استماع
قصة موسى والخضر [5] 1514 استماع
قصة موسى والخضر [2] 1470 استماع
قصة موسى والخضر [3] 1371 استماع