خطب ومحاضرات
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 67
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان. جعلنا منهم، وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم. آمين.
نداء أمس كأن يأمرنا الله تعالى فيه بأن نصلي ونسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ إذ قال تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب:56]. اللهم صل على محمد وسلم تسليماً.
وعرفنا أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بحكم هذا الأمر الذي نادانا من أجله واجبة وجوباً حتمياً، وأن الذي يقول: لا أصلي عليه يكفر، ويخرج من ملة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم عرفنا أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لها صيغ بلغت نيفاً وثلاثين صيغة.
وعرفنا أن أكملها وأتمها هي الصيغة الإبراهيمية، والإبراهيمية نسبة إلى إبراهيم، وصيغتها هي التي بعد التشهد والسلام على الرسول التي نصلي بها، وصيغتها التي هي أكمل صيغة هي: ( اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ). هذه هي أكمل صيغة وأتمها. وأدناها وأخصرها: هي التي فرضها الله علينا في هذا النداء، وجعلها خفيفة وسهلة وقصيرة؛ نظراً لأحوال البشرية في قرونها وعصورها، وهي: اللهم صل على محمد وسلم تسليماً. وهذه لا يعجز عنها أحد، ومن قال هذا يريد طاعة ربه فقد أطاع الله؛ إذ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]. ومعنى صلوا عليه أي: قولوا: اللهم صل على محمد، ومعنى وسلموا تسليماً أي: قولوا: وسلم تسليماً، أي: أن ندعو الله عز وجل أن يصلي على نبينا ويسلم عليه تسليماً، فنقول: اللهم صل على محمد وسلم تسليماً. هذا هو ما وجب أن نعرفه وقد عرفناه.
المواضع التي تتأكد فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً: في الصلاة قبل أن نسلم منها بقولنا: السلام عليكم، فإذا تشهدنا في الفريضة والنافلة فقبل أن نسلم نصلي الصلاة الإبراهيمية على نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم نسلم أو ندعو بما شاء الله لنا من ذلك.
ثانياً: عند ذكره صلى الله عليه وسلم، فإذا قيل: قال رسول الله فقل: صلى الله عليه وسلم، أو قيل: محمد رسول الله فقل: صلى الله عليه وسلم، ويدلكم على هذا عامة كتب السنة من المصنفات والمسانيد والصحاح، مثل الموطأ وصحيحي البخاري ومسلم ، فلا يذكر رسول الله إلا قالوا: صلى الله عليه وسلم، ولنا فيهم قدوة، فنحن نقتدي بهم، وهذه كتبهم مخطوطة بالقلم ومطبوعة، وهم لا يذكرونه صلى الله عليه وسلم إلا قالوا: صلى الله عليه وسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (آمين) عندما قال له جبريل: (رغم أنف امرئ )، أي: إنسان ذكراً كان أو أنثى (ذكرت عنده ولم يصل عليك. قل: آمين، قلت: آمين!). ومن دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالذل والهون لم يرتفع عنه إلا بالتوبة.
ثالثاً: عندما نشرع في دعائنا لربنا سائلين حاجاتنا، ومن الآداب أن نبتدئ الدعاء بحمد الله والثناء عليه، ونصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم نسأل الله ما أردنا سؤاله، فإذا فرغنا نختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا سهل واضح، والرسول صلى الله عليه وسلم في روضته سمع رجلاً يقول: يا رب! فقال لأصحابه: ( لقد عجل هذا )، أي: استعجل، ( إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليحمد الله، وليثن عليه، وليصل على نبيه، ثم يسأل حاجته ). لا أن يقول من أول مرة: رب أعطني! وكأنك تأمره، بل تملق أولاً وتزلف إليه.
وفي سورة الفاتحة علمنا ربنا كيف ندعو، فأولاً: قال: قولوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]. وهذا حمد لله، ثم قولوا: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]. وهذا ثناء الله، ثم قولوا: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]. وهذا تمجيد، ثم تملقوا إليه وقولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، أي: لا نعبد إلا أنت، ولا نستعين إلا بك، ثم اسأل حاجتك: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]. فعلمنا كيف نسأل حاجاتنا، بأن نبدأ نحمده ونثني عليه ونمجده، ثم نتملقه، ثم نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]. إذ حاجتنا هذه، ومن هداه إلى الإسلام ومشى فيه نجا، ومن لم يوفق لذلك خسر خسراناً أبدياً. وأرجو ألا تُنسى هذه، فقيمتها غالية. وهناك ملايين يقرءون الفاتحة ولا يعرفون لها معنى أبداً، ولا يخطر ببالهم هذا، وهذا من تعليم الله عز وجل.
رابعاً: بدء الخطبة، فالخطباء والمدرسون يبتدئون دائماً خطبهم وتدريسهم بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم.
خامساً: عند الفراغ من الأذان، وهذه جائزة عظمى، ومحرومون أولئك الذين حرموها، وإن استغنوا بالمال والذرية، وإن وصلوا إلى عنان السماء، فمن يفقد هذه الجائزة فهو محروم، ولا يوجد بين المسلمين من يعرفها ويأخذ بها ولا (1%). وهذه الجائزة يقول فيها الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إذا أذن المؤذن ) في أي وقت، سواء الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر ( فقولوا مثلما يقول ) في أنفسكم وليس جهراً، إلا إذا قال: حي على الصلاة فقل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا قال: حي على الفلاح فقل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولو كان لنا بين الناس حول وقوة لما سمع أحد النداء وتركه، بل لكان أجاب، ولكنه لا يتحول إلا بإذن الله، ولا يقوى على أن يأتي إلا بإذن الله.
ثم إذا فرغ المؤذن وفرغنا فنصلي عليه صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية؛ إذ علمهم هذه الصلاة، لأنها الجائزة العظمى. فإذا فرغنا من الصلاة عليه فنقول سائلين ضارعين داعين ربنا لنبينا: اللهم - أي: يا الله!- رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة! آت محمداً - أي: أعطه- الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. والوسيلة: درجة في الجنة لا تنبغي إلا لواحد فقط من البشرية كلها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( وأرجو أن أكون أنا هو ). وطلب من أمته أن يسألوا الله له ذلك. فمن قال هذا حلت له الشفاعة المحمدية، ووجبت له شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان من أهل النار خرج بالشفاعة من النار، وإن كان في الموقف وتأخر فقد يقدم حسابه بشفاعته، وقد يدخل في الجنة في منزلة دون، فيرفعه الله منزلة أعلى بهذه الشفاعة، فلا غنى لأحد منا عن هذه الشفاعة. فافهموا هذا. وبلغوه للمسلمين والمسلمات، ولا تقولوا: ليس هناك حاجة إلى ذلك، ومن علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيماً. والناس يعملون ما هو مستحيل من أجل السمعة والذكر والخلود، وأنتم تعرفون عظماء أوروبا، والعظيم عندنا من عظم أمره في السماء، لا بين الملاحدة والفجرة والكفار، وهو من علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيماً، وإن شاء الله تحملون هذه الأمانة، وتقولونها في البيوت، ويسمعها الأبناء والجيران، ولو كنا مرتفعين والله لما تخلفنا الليلة، لكننا هبطنا، فليس هناك همم ولا رغبة ولا غير ذلك.
وأعطيكم صورة للعلو والهبوط، فهذه أم الفضل امرأة العباس عم سيد الناس وأم عبد الله بن عباس تقول: ( صليت المغرب وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقرأ بالمرسلات عرفاً، فحفظتها ). ولو أتيتم اليوم بعوام المسلمين والعرب أجمعين وقرأتم عليهم المرسلات عشر مرات وحفظها واحد منهم أعطيكم ما أملك. وهذه امرأة سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بها فحفظتها؛ لأنهم كانوا مرتفعين، ونحن الهابطون عندنا يسمع الرجل أكذوبة طويلة عريضة يعيدها بالحرف الواحد من أول مرة سمعها والله العظيم. ويسمع الشاب أو الشابة الأغنية من أغاني الممثلات والراقصات التي فيها الخلاعة والدعارة ويعيدانها بالنغم، وليس بالكلمات فقط، بل باللحن، وهذا هو الواقع. ولذلك هبطنا، فيسمع الرجل قضية ويفهمها ولا يعمل بها لو علمها، ومن عمل بها لا يعلمها غيره، ولا يرغب في تلك الجائزة، ولا هم له فيها، ولا تقولوا: الشيخ يعتب علينا، بل أنا واحد منكم، فإن رحمنا رحمنا جميعاً، وإن عذبنا عذبنا جميعاً، ولكن هذا واقع الأمة، فقد هبطت.
سادساً: الإكثار منها يوم الجمعة وليلة الجمعة، فقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن نكثر من الصلاة عليه والسلام يوم الجمعة وليلتها. وحد الكثرة لا يتم إلا بما فوق الثلاثمائة.
عدد صيغ الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند كتابة اسمه
هناك مسائل منها: أنه يتأكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع، وهي:
أولاً: في الصلاة قبل أن نسلم منها بقولنا: السلام عليكم، فإذا تشهدنا في الفريضة والنافلة فقبل أن نسلم نصلي الصلاة الإبراهيمية على نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم نسلم أو ندعو بما شاء الله لنا من ذلك.
ثانياً: عند ذكره صلى الله عليه وسلم، فإذا قيل: قال رسول الله فقل: صلى الله عليه وسلم، أو قيل: محمد رسول الله فقل: صلى الله عليه وسلم، ويدلكم على هذا عامة كتب السنة من المصنفات والمسانيد والصحاح، مثل الموطأ وصحيحي البخاري ومسلم ، فلا يذكر رسول الله إلا قالوا: صلى الله عليه وسلم، ولنا فيهم قدوة، فنحن نقتدي بهم، وهذه كتبهم مخطوطة بالقلم ومطبوعة، وهم لا يذكرونه صلى الله عليه وسلم إلا قالوا: صلى الله عليه وسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (آمين) عندما قال له جبريل: (رغم أنف امرئ )، أي: إنسان ذكراً كان أو أنثى (ذكرت عنده ولم يصل عليك. قل: آمين، قلت: آمين!). ومن دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالذل والهون لم يرتفع عنه إلا بالتوبة.
ثالثاً: عندما نشرع في دعائنا لربنا سائلين حاجاتنا، ومن الآداب أن نبتدئ الدعاء بحمد الله والثناء عليه، ونصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم نسأل الله ما أردنا سؤاله، فإذا فرغنا نختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا سهل واضح، والرسول صلى الله عليه وسلم في روضته سمع رجلاً يقول: يا رب! فقال لأصحابه: ( لقد عجل هذا )، أي: استعجل، ( إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليحمد الله، وليثن عليه، وليصل على نبيه، ثم يسأل حاجته ). لا أن يقول من أول مرة: رب أعطني! وكأنك تأمره، بل تملق أولاً وتزلف إليه.
وفي سورة الفاتحة علمنا ربنا كيف ندعو، فأولاً: قال: قولوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]. وهذا حمد لله، ثم قولوا: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]. وهذا ثناء الله، ثم قولوا: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]. وهذا تمجيد، ثم تملقوا إليه وقولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، أي: لا نعبد إلا أنت، ولا نستعين إلا بك، ثم اسأل حاجتك: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]. فعلمنا كيف نسأل حاجاتنا، بأن نبدأ نحمده ونثني عليه ونمجده، ثم نتملقه، ثم نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]. إذ حاجتنا هذه، ومن هداه إلى الإسلام ومشى فيه نجا، ومن لم يوفق لذلك خسر خسراناً أبدياً. وأرجو ألا تُنسى هذه، فقيمتها غالية. وهناك ملايين يقرءون الفاتحة ولا يعرفون لها معنى أبداً، ولا يخطر ببالهم هذا، وهذا من تعليم الله عز وجل.
رابعاً: بدء الخطبة، فالخطباء والمدرسون يبتدئون دائماً خطبهم وتدريسهم بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم.
خامساً: عند الفراغ من الأذان، وهذه جائزة عظمى، ومحرومون أولئك الذين حرموها، وإن استغنوا بالمال والذرية، وإن وصلوا إلى عنان السماء، فمن يفقد هذه الجائزة فهو محروم، ولا يوجد بين المسلمين من يعرفها ويأخذ بها ولا (1%). وهذه الجائزة يقول فيها الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إذا أذن المؤذن ) في أي وقت، سواء الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر ( فقولوا مثلما يقول ) في أنفسكم وليس جهراً، إلا إذا قال: حي على الصلاة فقل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا قال: حي على الفلاح فقل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولو كان لنا بين الناس حول وقوة لما سمع أحد النداء وتركه، بل لكان أجاب، ولكنه لا يتحول إلا بإذن الله، ولا يقوى على أن يأتي إلا بإذن الله.
ثم إذا فرغ المؤذن وفرغنا فنصلي عليه صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية؛ إذ علمهم هذه الصلاة، لأنها الجائزة العظمى. فإذا فرغنا من الصلاة عليه فنقول سائلين ضارعين داعين ربنا لنبينا: اللهم - أي: يا الله!- رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة! آت محمداً - أي: أعطه- الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. والوسيلة: درجة في الجنة لا تنبغي إلا لواحد فقط من البشرية كلها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( وأرجو أن أكون أنا هو ). وطلب من أمته أن يسألوا الله له ذلك. فمن قال هذا حلت له الشفاعة المحمدية، ووجبت له شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان من أهل النار خرج بالشفاعة من النار، وإن كان في الموقف وتأخر فقد يقدم حسابه بشفاعته، وقد يدخل في الجنة في منزلة دون، فيرفعه الله منزلة أعلى بهذه الشفاعة، فلا غنى لأحد منا عن هذه الشفاعة. فافهموا هذا. وبلغوه للمسلمين والمسلمات، ولا تقولوا: ليس هناك حاجة إلى ذلك، ومن علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيماً. والناس يعملون ما هو مستحيل من أجل السمعة والذكر والخلود، وأنتم تعرفون عظماء أوروبا، والعظيم عندنا من عظم أمره في السماء، لا بين الملاحدة والفجرة والكفار، وهو من علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيماً، وإن شاء الله تحملون هذه الأمانة، وتقولونها في البيوت، ويسمعها الأبناء والجيران، ولو كنا مرتفعين والله لما تخلفنا الليلة، لكننا هبطنا، فليس هناك همم ولا رغبة ولا غير ذلك.
وأعطيكم صورة للعلو والهبوط، فهذه أم الفضل امرأة العباس عم سيد الناس وأم عبد الله بن عباس تقول: ( صليت المغرب وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقرأ بالمرسلات عرفاً، فحفظتها ). ولو أتيتم اليوم بعوام المسلمين والعرب أجمعين وقرأتم عليهم المرسلات عشر مرات وحفظها واحد منهم أعطيكم ما أملك. وهذه امرأة سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بها فحفظتها؛ لأنهم كانوا مرتفعين، ونحن الهابطون عندنا يسمع الرجل أكذوبة طويلة عريضة يعيدها بالحرف الواحد من أول مرة سمعها والله العظيم. ويسمع الشاب أو الشابة الأغنية من أغاني الممثلات والراقصات التي فيها الخلاعة والدعارة ويعيدانها بالنغم، وليس بالكلمات فقط، بل باللحن، وهذا هو الواقع. ولذلك هبطنا، فيسمع الرجل قضية ويفهمها ولا يعمل بها لو علمها، ومن عمل بها لا يعلمها غيره، ولا يرغب في تلك الجائزة، ولا هم له فيها، ولا تقولوا: الشيخ يعتب علينا، بل أنا واحد منكم، فإن رحمنا رحمنا جميعاً، وإن عذبنا عذبنا جميعاً، ولكن هذا واقع الأمة، فقد هبطت.
سادساً: الإكثار منها يوم الجمعة وليلة الجمعة، فقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن نكثر من الصلاة عليه والسلام يوم الجمعة وليلتها. وحد الكثرة لا يتم إلا بما فوق الثلاثمائة.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 72 | 4031 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 49 | 3686 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 68 | 3673 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 47 | 3651 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 41 | 3503 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 91 | 3477 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 51 | 3472 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 50 | 3465 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 60 | 3422 استماع |
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 75 | 3373 استماع |