Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

حين يرحم الإنسان الحيوان وهو يقسو على الإنسان يكون منافقاً في ادعاء الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان

الحد الفاصل بين سعادة الزوج وشقائه هو أن تكون زوجته عوناً على المصائب أو عوناً للمصائب عليه

الذين يسيئون فهم الدين أخطر عليه من الذين ينحرفون عن تعاليمه

المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها ولكان نعمة لا نقمة

لا تحتقرن أحداً مهما هان؛ فقد يضعه الزمان موضع من يُرتجى وصاله ويُخشى فعاله

إذا لم يمنع العلم صاحبه من الانحدار كان جهل ابن البادية علماً خيراً من علمه

لا يكن همّك أن تكون غنيَّا، بل أن لا تكون فقيراً، وبين الفقر والغنى منزلة القانعين

الإيمان يعطينا في الحياة ما نكسب به قلوب الناس دائماً: الأمانة، والصدق, والحب، وحسن المعاملة

إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله فانظر: أين أقامك؟ وبمَ استعملك؟

المؤمن حر ولو كُبِّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له البنود

إذا أمرضك فأقبلت على الله فقد منحك الصحة، وإذا عافاك فأعرضت عنه فقد أمرضك

إذا كان لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجه الله إنا إذاً لهالكون

إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك

إذا مدك الله بالنعم وأنت على معاصيه فاعلم بأنك مستدرج، وإذا سترك فلم يفضحك، فاعلم أنه أراد منك الإسراع في العودة إليه

لو كنت متوكلاً على الله حق التوكل لما قلقت للمستقبل، ولو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج

لو كنت موقناً بحكمت الله كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره، ولو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين

الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروِّضها، والتربية لا تغيِّر الطباع ولكن تهذِّبها

الفقه أن تفقه عن الله شرعه، وعن رسول الله خُلُقه، وعن صحابته سيرتهم وسلوكهم

في المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف أصالة الآراء، وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق

في المال تنكشف دعوى الورع، وفي الجاه ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة

لا تغرنك دمعة الزاهد فربما كانت لفرار الدنيا من يده، ولا تغرنك بسمة الظالم، فربما كانت لإحكام الطوق في عنقك

احذر الحقود إذا تسلط، والجاهل إذا قضى، واللئيم إذا حكم، والجائع إذا يئس، والواعظ المتزهد (أي الذي يتظاهر بالزهد) إذا كثر مستمعوه

من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وسخاء النفس

من خلق المؤمن: الإغضاء عن الزلَّة، والعفو عند المقدرة، ونجدة الصديق مع ضيق ذات اليد

قيل لخطيب منافق: لماذا تتقلَّب مع كل حاكم؟ فقال: هكذا خلق الله القلب متقلباً، فثباته على حالة واحدة مخالفة لإرادة الله!

إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة، ومن عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلّط عليه الأشرار والظالمين

الفقير ميزان الله في الأرض، يوزن به صلاح المجتمع وفساده

لم يرضهم حكم الله في أموالهم فسلَّط عليهم من يحكم فيها بحكم الشيطان

العواطف تنشئ الدولة، والعقول ترسي دعائمها، والأهواء تجعلها ركاماً

خلود العالِم بعلومه، وخلود الفيلسوف بتأملاته، وخلود القائد بفتوحاته، وخلود النبي برسالته

بعض أصدقائك يريد أن يحسن إليك فيسيء، فإن كانت اجتهاداً فاعف عنه، وإن كانت غفلة فلا تعتمد عليه

خلق الله المال ليكون جواز سفر إلى الجنة، فجعلته أطماع الإنسان جواز سفرٍ إلى جهنَّم

إذا أراد أن يمتحن الله الإنسان في نعمة أيقظ عقله وهواه، فإن غلب هواه عقلَه لم يكن بها جديراً

من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذَّة الخلوة مع الله، ومن تعلق قلبه باللهو لم يجد لذة الأنس بكلام الله

بين الشقاء والسعادة، تذكر عواقب الأمور بين الجنة والنار، تذكر الحياة والموت بين السبق والتأخر، تذكر الهدف والغاية

إذا صحَّت منك العزيمة للوصول إلي الله، مدَّ يده إليك، وإذا صحَّت منك العزيمة للوقوف بين يديه، فرش لك الباسط، ودلَّك بنوره عليه

إذا صدقت الله العزم على دخول الجنة أعطاك مفاتيحها، وإذا صدقته حب رسوله حبب إليك اقتفاء أثره

إن للشيطان مكائد، فمن وفق لمعرفة طرائقه فيها كان من الناجين

من البيوت واحة يستريح عندها الأب الزوج، ومن البيوت فرن يحترق فيها

الصبر على الطاعة في الزوج والولد أعظم عند الله أجراً من الصبر على الطاعة في الزهد والخلوة

الأم أقوى عاطفة نحو الصغير، والأب أقوى إدراكاً لمصلحته، ومن رحمة الله به توفيرهما معاً له

اثنان لا تخالف رأيهما أبداً: الطبيب الحاذق حين يعالجك، والحكيم المجرب حين ينصحك

إياك ومصاحبة المغرور، فإنه إن رأى منك حسنة نسبها إليه، وإن بدت منك سيئة نسبها إليك

من خانك في صداقتك فقد أراحك من عبء واجباتك نحوه، ومن فرَّط في صحبتك فقد أراحك من التفكير في أمره

لا تخدع بطيب الطعام حتى تتبين فائدته، ولا ببكاء الزاهد حتى تتبيَّن استقامته

لا تخدع بتظلُّم الزوجة حتى تستمع إلى زوجها، ولا بصلاة العابد حتى ترى معاملته، ولا بوقار الشيخ حتى تشهد مجلس أنسه وسمره

قوة الأشرار بلاء، وقوة الأخيار دواء، وقوة المؤمنين شفاء

الظلم ثلاث: ظلم الإنسان لنفسه بأن لا ينصحها،وظلم الإنسان لأمته بأن لا يخدمها، وظلم الإنسان للحقيقة الكبرى بأن لا يعترف بربه {إن الشرك لظلمٌ عظيم}

كل مؤلف تقرأ له، يترك في تفكيرك مسارب وأخاديد، فلا تقرأ إلا لمن تعرفه بعمق التفكير، وصدق التعبير، وحرارة القلم، واستقامة الضمير

لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك تعيش بقلب أسود

رأيت الناس بين مريض في جسمه سليمٍ في قلبه، صحيح في جسمه مريض في قلبه، وقلَّ أن رأيت صحيح الجسم والقلب معاً

للخير طريقان: بذل المعروف أو نيَّته، ومن لم يكن له نصيب في هذا ولا ذاك فهو أرض بوار

لك من حياتك: طاعة الله، وطلب المعرفة، وبذل الخير، وبر الأقرباء والأصدقاء، ودفع الأذى عن جسمك، وما عدا ذلك فهو عليك

لا تهجر أخاك لأخطائه ولو تعددت، فقد تأتيك ساعة لا تجد فيها غيره

من استعان بماله على حفظ كرامته فهو عاقل، ومن استعان به على تكثير أصدقائه فهو حكيم، ومن استعان به على طاعة الله فهو محسن {إن رحمت الله قريب من المحسنين}

نحن كالأطفال: نكره الحق لأننا نتذوق مرارة دوائه، ولا نفكر في حلاوة شفائه، ونحب الباطل لأننا نستلذ طعمه، ولا نبالي سمَّه

لولا الهوى لصلح مَنْ في الأرض جميعاً، ولو صلحوا جميعاً لما استحقوا الموت، ولو عاشوا جميعاً لما وسعتهم الأرض

إذا فهمت عن الله في الضراء كما تفهم عنه في السراء فقد صدقت في حبه

احذر أن تضنَّ بالقليل على عباد الله، فيأخذ الله منك القليل والكثير

لو أيقن الظالم أن للمظلوم ربًّا يدافع عنه لما ظلمه، فلا يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه

الجزاء على الحسنة قد يؤجَّل إلى الآخرة، ولكن العقوبة على السيئة تكون في الدنيا قبل الآخرة

اصبر على ما يشيعه عنك مبغضوك من سوء، ثم انظر فيما يقولون، فإن كان حقًّا فأصلح نفسك، وإن كان كذباً فلا تشك في أن الله يظهر الحق ولو بعد المدى {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}

العاقل من يرى فيما يقال عنه تنبيهاً لأخطائه، والأحمق يرى فيها محض إيذائه

احمل أخطاء الناس معك دائماً محمل الظن إلا أن تتأكد من صدق الإساءة

لو أنك لا تصادق إلا إنساناً لا عيب فيه لما صادقت نفسك أبداً

إذا لم يكن في إخوانك أخ كامل فإنهم في مجموعهم أخ كامل يتمم بعضهم بعضاً

لا تعامل الناس على أنهم ملائكة فتعيش مغفلاً, ولا تعاملهم على أنهم شياطين فتعيش شيطاناً، ولكن عاملهم على أن فيهم بعض أخلاق الملائكة وكثيراً من أخلاق الشياطين

لا تكن ممن يرى نفسه دائماً، فيكرهك الناس ويستثقلك إخوانك

كثير من الناس يكونون داخل بيوتهم من أفظِّ الناس وأغلظهم، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم

لا تندم على حسن الخلق ولو أساء إليك الناس، فلأن تحسن ويسيئون خير من أن تسيء ويسيئون

قلَّ أن رأيت إنساناً اجتمع له العلم الغزير والمال الكثير مع سلامة من المهالك وبسطة في عمل الخير، ولكن قرأت عن مثل هؤلاء في التاريخ

أنفع ثروة تخلفها لأولادك: أن تحسن تربيتهم وتعليمهم،وأبقى أثر منك ينتفعون به بعد موتك: علمك وخدمتك للناس

عامل القدر بالرضى، وعامل الناس بالحذر، وعامل أهلك باللين، وعامل إخوانك بالتسامح، وعامل الدهر بانتظار تقلباته، تسلم أعصابك من التلف والانهيار

العاقل من يأخذ بحظه من سعة العيش ويحسب لتقلبات الأيام حساباً، والأحمق من يتوسع في عيشه آمناً من غدرات الزمان

من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصفُ له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم، فانسَ ما استطعت النسيان

مَنْ برَّ والديه فقد حكم لهما بالإحسان في ولادتهما له، ومن عقَّهما فقد حكم عليهما

لا تصاحب المسرف فيتلف لك مالك، ولا تصاحب البخيل فيتلف لك مروءتك

اكتم على جارك ثلاثاً: عورته، وثروته، وكبوته، وانشر عن جارك ثلاثاً: كرمه، وصيانته، ومودته

أربعة أشياء تكشف عن أخلاق الرجال: السفر، والسجن، والمرض، والمخاصمة

لا تمتدح إنساناً بالورع حتى تبتليه بالدرهم والدينار، ولا بالكرم حتى ترى مشاركته في النكبات

لا تمتدح إنساناً بالعلم حتى ترى كيف يحل مشكلات المسائل، ولا بحسن الخلق حتى تعاشره، ولا بالحلم حتى تغضبه، ولا بالعقل حتى تجربه

رب متكلم يبدو لك أنه من أحكم الحكماء، فإذا عالج الأمور كان من أسخف السخفاء

الإخوان ثلاثة: أخ يفتح لك قلبه وجيبه فشدَّ يدك عليه، وأخ يفتح لك قلبه فاستفد منه، وأخ يغلق عنك قلبه وجيبه فلا ترحل إليه

إذا اجتمعت إلى حكيم فأنصت إليه، وإذا اجتمعت إلى عاقل فتحدث معه، وإذا اجتمعت إلى سخيف ثرثار فقم عنه وإلا قتلك!

التجارب تنمي المواهب، وتمحو المعايب، وتزيد البصير بصراً، والحليم حلماً، وتجعل العاقل حكيماً، والحكيم فيلسوفاً،وقد تشجع الجبان، وتسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي

جمال النفس يسعد صاحبها ومن حولها، وجمال الصورة يشقي صاحبها ومن حولها

عش مع أهلك وسطاً بين الشدَّة واللين، وعش مع الناس وسطاً بين العزلة والانقباض، وعش مع إخوانك وسطاً بين الجد والهزل

عش مع بطنك وسطاً بين الشبع والجوع، وعش مع جسمك وسطاً بين التعب والراحة

لا تشته الزهد كيلا تبتلى بالرياء, ولا تشته الجاه كيلا تبتلى بالكبرياء، ولا تشته المرض كيلا تبتلى بالتبرُّم بالقضاء ولكن سل الله دائماً ما هو خير لك عنده وأبقى

نفسك مطيتك فارفق بها، من عني بصحته في شبابه لم يدركه الهرم ولو عاش مائة عام

كن معتدلاً في أكلك ومعيشتك، وفرحك وحزنك، وعملك وراحتك، ومنعك وعطائك، وحبك وبغضك، لا تعرف المرض أبداً: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً}

إذا ضقت ذرعاً بمرضك، فاذكر أن هنالك مرضى يتمنَّون ما أنت فيه لعظم ما أصابهم من الأمراض، وبذلك تهدأ نفسك وترضى عن ربك

من لم يمتنع باختياره عما يضرّه من لذة، فسيضطر إلى ما يكره من دواء

لا تصاحب الأحمق بحال، فإنك لا تستطيع التحامق معه، وهو لا يستطيع التعاقل معك، والأول شرٌّ لك، والثاني خارج عن طبيعته

احذر ثلاثاً في ثلاث عند ثلاث: الزهو بعلمك عند المناقشة، والفخر بعملك عند الذين يعرفونك، والتقصير في الخير عند سنوح فرصته

إذا خوفك الشيطان من الفقر، فردَّه بالرزق المكتوب {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}

إذا أيأسك الشيطان من الجنة فتذكر مغفرة الله وإذا أيأسك من النجاة بتقصيرك فتذكر فضل الله

يقولون لي: أرح فكرك لتُشفى، ومعنى ذلك: ادفن نفسك لتسلم

بين الأسباب والتوكل خذ بالأسباب وثق بأن نتائجها بيد الله وحده

ما رأيت شيئاً يغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله

اللهم هيئ لأحفادنا أمهات عاقلات صالحات، فإن الأم إما أن تجعل من ابنها رجلاً، وإما أن تجعل منه شريراً، وإما أن تجعل منه مغفلاً

لا يلقي الشر سلاحه حتى يلفظ آخر أنفاسه؛ فهو لا يعرف الصلح والمهادنة أبداً

لا تستعجل الرئاسة؛ فإنك إن كنت أهلاً لها قدَّمك زمانك، وإن كنت غير أهل لها كان من الخير لك أن لا ينكشف نقصانك

سبحان من خضد شوكة الإنسان بالجوع، وأذلَّ كبرياءه بالمرض، وقهر طغيانه بالموت

إذا وصل إليك من ربك العطاء فليصله منك الشكر، وإذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر

لا تقصِّر في حق إخوانك اعتماداً على محبتهم؛ فإن الحياة أخذ وعطاء

لا تقصر في حق ربك اعتماداً على رحمته؛ فإن انتظار الإحسان مع الإساءة شيمة الرقعاء

لا تنتظر من إخوانك إن يبادلوك معروفاً بمعروف؛ فإن التقصير من طبيعة الإنسان، وانتظر من ربّك أن يكافئك على الخير خيراً منه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

عامل ربك بالخضوع، وعامل أعداءه بالكبرياء، وعامل عباده بالتواضع

نصف الذكاء مع التواضع أحبُّ إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور

المغرور يتوهم لنفسه من الفضائل ما يذهب بفضائله الحقيقية

لا تستخفَّنَّ بنعمة مهما قلّت؛ فإن القليل من الكريم كثير

لا تهملنَّ العناية بالنعمة مهما صغرت؛ فقد يأتي يوم تكبر فيه بحاجتك إليها

نعم الله عليك لا تحصى، ومن أوَّلها حياتك، ثم عدّد إن استطعت صاعداً

أصل الشرِّ في العالم ثلاثة: إبليس والمرأة والمال، وأصل الخير في العالم ثلاثة: العقل والمرأة والمال

كل محبوب عذاب على مُحبِّه إلا الله عزَّ وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم

أقنع دعاء قول الله تعالى: {ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}

أجمع دعاء، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم"

اتهم نفسك في موضعين: في الزيادة على ما أمر الله به أو نهى عنه، وفي التقصير فيما أمر به أو نهى عنه

من أيقن بحكمة الله وعدالته، وصبر على قضائه وقدره، كان إماماً في المتقين

بلاء الله للمؤمن أثر في رحمته، معافاته قد تكون أثراً من عقوبته

من قام بواجبه نحو أمته وأهله وولده في إنكار المنكر، ثم لم ينجح، فقد أعذر إلى الله

إذا ادَّعت نفسك حب الله فاعتبر بموقفها من أوامره ونواهيه، وبرغبتها ورهبتها من جنته وناره

إذا ادَّعت نفسك حب رسوله فاعتبر بموقفها من سنته في أخلاقه وآدابه، ومن آل بيته في حبهم وموالاتهم، ومن صحابته في إكبارهم وحسن الظن بهم، ومن دياره وآثاره في الشوق إليها والخشوع عندها

يكفيك من عزِّ الطاعة أنك تسر بها إذا عرفت عنك، ويكفيك من ذل المعصية أنك تخجل منها إذا نسبت إليك

موطنان ابكِ فيهما ولا حرج: طاعة فاتتك بعد أن واتتك، ومعصية ركبتك بعد أن تركتك

موطنان افرح فيهما ولا حرج: معروف هُديت إليه، وخير دُلِلت عليه

موطنان أكثر من الاعتبار فيهما: قوي ظالم قصمه الله، وعالم فاجر فضحه الله

موطنان لا تطل من الوقوف عندهما: ذنب مع الله مضى، وإحسان إلى الناس سلف

موطنان لا تندم فيهما: فضل لك جحده قرناؤك، وعفو منك أنكره عتقاؤك

موطنان لا تترك الخشوع فيهما: تشييع الموتى، وشهود الكوارث

ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق

أقبح أنواع الجبن، الخوف من الجهر بالحق خشية من ألسنة المبطلين

إن ما يبدو اليوم رجعية وجموداً وتخلُّفاً، سيكون في الغد القريب إصلاحاً وتجديداً وتقدماً

لا يأسرني جمال الصورة كما يأسرني جمال النفس في الإنسان، ولا يستهويني جمال اللون كما يستهويني جمال العبير في النبات

جمال الروح يهوِّن عليك المصائب، وجمال النفس يسهِّل لك المطالب، وجمال العقل يحقِّق لك المكاسب، وجمال الشكل يسبب لك المتاعب

من كانت فيه خصلتان أحبه جيرانه: البشاشة، وكرم المعاملة

من كانت فيه خصلتان أحبه إخوانه: تذكُّر معروفهم، ونسيان إساءتهم

من كانت فيه خصلتان أحبه تلامذته: بذل الجهد في إفهامهم، ولين الجانب لهم ومن كانت فيه خصلتان أحبه أساتذته: سرعة الفهم عنهم، وتوفير الاحترام لهم

لو كبَّرت قلوب المسلمين كما تكبِّر ألسنتهم بالعيد، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائماً كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزموا جحافل الأعداء

اجتهد أن يفرح أولاد جارك بالعيد، كما يفرح أولادك؛ لتتم لأولادك فرحتهم

حين تصبح الأعياد الدينية تقاليد قومية، تفقد في النفوس معناها، وفي المجتمع آثارها، وتصبح فرصة للراحة أو العبث

الأولاد حظوظ الآباء من الدنيا، فمن رزق أولاداً سيئين كان سيئ الحظ ولو اجتمع له المال والجاه

جنِّب ولدك قرين السوء، كما تجنِّبه المرض المعدي، وابدأ ذلك منذ طفولته، وإلا استشرى الداء، ولم ينفع الدواء

القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد، والدلال في تربيته يعلِّمه الانحلال، وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة

الولد كالمهر إذا أعطي كل ما يريد نشأ حروناً يصعب قياده، وإذا منع كل ما يريد نشأ شرساً يكره كل ما حوله، فكن حكيماً في منعه وعطائه

يحبون الصبيان ويكرهون البنات، أما أنا فرأيت في أكثر من عرفت، بناتهم أسعد لهم من صبيانهم

إذا يئس الولد من عطف أبيه عليه نشأ عاقاً، وإذا طمع في عطفه عليه نشأ كسولاً، وخير الآباء من لم يؤيس ولده من حنانه، ولم يطمعه في الاعتماد على إحسانه

إفراطك في القسوة على ولدك، يقطعه عنك، وإفراطك في تدليله يقطعك عنه، فكن حكيماً وإلا أفلت من يدك الزمام

لأن ترى ولدك يقاسي متاعب الحياة وهو يعمل لها، خير من تراه غارقاً في النعيم وهو يعتمد عليك

إياك أن تترك لأولادك ثروة إذا كانوا فاسدين، فإنهم يُتْلِفُون في أيام ما جمعته في أعوام، ثم هم يشوِّهون سمعتك، ويثلمون شرفك، ويسلمونك إلى من هو سريع الحساب

ولد صالح يدعو لك، ويذكرك الناس به بكل خير، أبقى لك من ولد ينساك ويسيء إليك بما يسيء في الحياة من سلوك

لو أن كل أب خصص جزءاً من يومه لرعاية ولده لما تعب الآباء في أبنائهم كثيراً

الأب الجاهل يفرح بجمال صورة ولده، ولا يبالي بقبح أخلاقه، والأب العاقل يفرح بجمال أخلاق ولده ولو كان من أقبح الناس

الأب العظيم من يحاول أن يجعل ولده أعظم منه، والأب العاقل من يحاول أن يجعل ولده مثله، ولا أتصور أن أباً يحاول أن يجعل ولده أقل منه

فرحة الأب بولادة ولده، تذهب بها غصته بسوء نشأته، فمن استطاع أن تتمَّ له فرحتا الولادة والنشأة فقد فرح بولادته مرتين

حين يخلفك ولد صالح تولد عند موتك، وحين يخلفك ولد سيِّئ تموت ميتتين

لا ينسى الأب شقاءه في سبيل ولده، إلا أن يراه بارًّا مستقيماً، ولا يجعله نادماً على ولادته وتعبه فيه، إلا أن يراه عاقًّا منحرفاً

جهاد الآباء في ميدان التريبة، أشق من جهاد الأبطال في ميدان الحروب

أكثر ما يعيق الأب عن تربية ولده كما يريد هو تقدم السن، فباكر ما استطعت إلى الزواج

الولد مفطور على حبِّ التقليد، وأحب شيء إليه أن يقلِّد أباه ثم أمه، فانظر كيف يراك في البيت معه ومع أمه، وكيف يراك في المعاملة معه ومع الناس

من أدخل الشَّر إلى بيته فقد دعا زوجته وأولاده ليشاركوه فيه، ولو زعم أن يقصيهم عنه

يولد الولد معه طباعه، فأبواه لا يستطيعان تبديلها ولكن يستطيعان تهذيبها، أما أخلاقه فهي بنت البيئة والتربية، وهنا يؤدي الوالدان دورهما الكبير في سعادته أو شقائه

الابن يتأثر بالأب أكثر، والبنت تتأثر بالأم أكثر، والأمهات الجاهلات طريقهن في التربية: الشتيمة والدعاء بالموت والهلاك، والآباء الجاهلون طريقهم في التربية: الضرب والاحتقار

أعن ولدك على برك بثلاثة أشياء: لطف معاملته، وجميل تنبيهه إلى زلاَّته، وحسن تنبيهه إلى واجباته

اسلك في تربية ولدك طريق الترغيب قبل الترهيب، والموعظة قبل التأنيب، والتأنيب قبل الضرب، وآخر الدواء الكي

لا تستعمل الضرب في تأديب ولدك إلا حين تخفق الموعظة والتأنيب، وليكن ضربك له ضرب تربية لا ضرب انتقام، وتجنَّب ضربه وأنت شديد الغضب منه، واحذر موطن الأذى من جسمه، وأشعره وأنت تضربه أنك لا تزال تحبُّه

من أنست نفسه بالله لم يجد لذة في الأنس بغيره، ومن أشرق قلبه بالنور لم يعد فيه متَّسع للظلام

لست أرى في الدنيا فرحة تعدل فرحة الحجيج بعد أدائهم مناسك الحج، ومن شكَّ فليجرب

تظهر أخلاق الأمة على حقيقتها في موطنين: في الأغاني التي تحبُّها، وفي الأعياد والمواسم

حيث يكون الماء تكون الخضرة، وحيث يكون الإيمان يكون العمل الصالح

أمران متلازمان حيث يكون الماء تكون الخضرة وحيث يكون الإيمان يكون العمل الصالح

أيهما أصل الثاني هل الأغاني هي التي توجِّه الأمة؟ أم الأغاني هي التي تعكس مشاعر الأمة؟

إذا واتاك وقت للسرور المباح وأنت محزون أو مريض فاغتنمه؛ فإنك بذلك تنقص ساعة من ساعات حزنك وألمك، وساعات السرور قد لا تعود

أكل الطيبات من غير سرف والاستجمام من غير إفراط واستعمال النعمة من غير ترف فيه معنى الشكر ويؤدي إلى النشاط لعمل الخير

لولا إيماننا بالقضاء والقدر لقتلنا الحزن ولولا إيماننا برحمة الله لقتلنا اليأس ولولا إيماننا بانتصار المثل العليا لجرفنا التيَّار

لولا إيماننا بخلود الحق لحسدنا أهل الباطل أو كنا منهم ولولا إيماننا بقسمة الرزق لكنا من الجشعين ولولا إيماننا بالمحاسبة عليه لكنا من البخلاء أو المسرفين

لولا إيماننا بعدالة الله لكنا من الظالمين ولولا رؤيتنا آثار حكمته لكنا من المتحيِّرين

رأيت كثيراً من الآباء أفرطوا في تدليل أبنائهم ردّة فعل لقسوة آبائهم معهم وهكذا يؤدي عدم الحكمة في التربية إلى متاعب جيلين فأكثر

إلهي نعوذ بك منك ونفرُّ منك إليك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك

حظوظ الزوجات حظوظ الأزواج في الدنيا ومهما حاول الزوج حسن الاختيار فإن حظَّه في زوجته من صنع الأقدار

السعادة الزوجية لا تتم إلا بأن تفهم زوجتك وتفهمك زوجتك وتتحمَّلها وتتحملك فإن لم تفهمك فافهمها وإن لم تتحمَّلك فتحملها

إذا عظمت مساوئ زوجتك في عينك فاذكر محاسنها وقلَّ أن توجد زوجة ليس فيها بعض المحاسن

الغضب لله حمية ترفع الأقدار والغضب للدنيا نار تعرِّضك للدمار

إذا ساءتك زوجتك بأشياء وسرَّتك بأشياء، فلست بمغبون واجعل ما ساءك لقاء ما سرك تكن غير مديون والزوج المحظوظ هو الذي يكون مع زوجته لا دائناً ولا مديناً

الزوجة الذكية تحل لك المشاكل والزوجة العاقلة تخفِّف عنك المتاعب والزوجة الحمقاء تزيد المشاكل

قلَّة عقل الأم تنشئ الأولاد طائشين وقلة دينها تنشّئهم فاسقين وقلة أمانتها تنشئهم خائنين

إذا ابتليت بولدٍ بليد وأنت ذكي فلا تفهمه أنه بليد ولا تجزع من بلادته فولد بليدٌ بارٌّ أنفع لك من ولد ذكي عاق وكم جرَّ ذكاء الأولاد العاقِّين لآبائهم من متاعب تمنَّوا معها ألا يكونوا والدين

معاملة الزوجة بالحسنى تزيد العاقلة طاعة والحمقاء تمرُّداً، فأكثر مع الأولى وأقلل مع الثانية

الزوج الكريم يستر مساوئ زوجته حتى عن أوليائها والزوج اللئيم يتحدَّث عن مساوئ زوجته حتى لأعدائها

أكثر الأزواج يطالبون زوجاتهم بحقوقهم عليهنَّ أكثر مما يطلبون أنفسهم بحقوقهن عليهم والله تعالى يقول: {ولهنَّ مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة}

المجتمع الجاهل يغتفر للرجل انحرافه ويقتل المرأة على انحرافها مع أن الشريعة أوجبت على كلٍ منهما الاستقامة وأنكرت من كلٍ منهما الانحراف وأوجبت لكلٍ منهما الستر حين الزلل وحتَّمت عقوبة كلِّ منهما حين تثبت الجريمة

من أكبر المصائب مصيبة الرجل العاقل بزوجة حمقاء ومصيبة المرأة العاقلة بزوج أحمق فذلك هو الداء الذي لا ينفع معه علاج

الرجل العاقل يؤثر الصمت إلا في مجلسٍ يفيد فيه أو يستفيد والمرأة العاقلة تؤثر الكلام إلا في موطن تؤذي فيه أو تتأذى

كل ما يبنيه الأب العاقل في تربية أولاده في أعوام تهدمه الأم الجاهلة في أيام

الزوجات ثلاث عاقلة كريمة المنبت فتلك أكرم الزوجات وصالحة رضيَّة النفس فتلك أرضى الزوجات وجاهلة سيِّئة الأخلاق فتلك أتعب الزوجات

قد يكون الرجل بمفرده من أحسن الناس فإذا كان مع الجماعة كان من أسوئهم

ليست المرأة أنقص عقلاً من الرجل ولكنها تغلِّب عاطفتها على عقلها والرجل يغلِّب عقله على عاطفته

بالحرِّ والبرد نعرف فضل الرطوبة والدفء وبالظلم والعجز نعرف فضل العدل والحزم وبالأولاد نعرف ما لاقاه آباؤنا في سيبلنا وبالمرض وبالشيخوخة نعرف فضل الصحة والشباب

حين تعمل التربية على إنشاء جيل يقوم بواجبه سينشأ هذا الجيل على أن ينسى نفسه ويذكر أمته وحين تعمل التربية على إنشاء جيل يشبع رغباته سينشأ هذا الجيل على أن يذكر نفسه وينسى أمته

المرأة التي ترى سعادتها في صيانة شرفها تعرف كيف تربي أولاداً يصونون شرف الأمة والمرأة التي ترى سعادتها في إشباع لذائذها تربي أولاداً أسهل شيء عليهم أن يخونوا شرف الأمة في سبيل إشباع أهوائهم وشتان بين جيل يصون شرف الأمة وجيل يخونه

نحن لم نفتح الدنيا بأمَّهات ماجنات متحلِّلات ولكننا فتحناها بأمهات عفيفات متدينات ولم نرث خلافة الأرض بأدب الجنس الشره الجائع ولكننا ورثناها بأدب الخلق الثائر والتهذيب الوادع

لكل إنسان نصيبه من الألم والحزن والهم فمن رضي وصبر كان له الأجر ومن سخط وتبرَّم، نفذ عليه القضاء وكان عليه الوزر

لا تطلق لفظ "العدوِّ" إلا على الأجنبي المحارب، أما المواطن الذي تختلف معه فهو "خصم"

العدو لا يمكن أن يُحَب، ولكن يمكن أن يعدل معه، فالأمر بحبه خيال، والأمر بالعدل معه إنسانية وكمال

من اتَّكل على الله في أمر معيشته، وسعى لذلك، كفاه أمرها، ومن اتكل على ذكائه ووسائله، أرَّقه همُّها، وأرهقته همومها

السعيد: من سعى وتوكل على الله، والشقي: من سعى واغتر بنفسه، الذليل: من ترك السعي تواكلاً وكسلاً

الإصلاح الحقيقي أن يبدأ بالضرب على المتاجرين بالدين وروحانيته وأخلاقه، فهم حجر عثرة في سبيل كل إصلاح نافع، وهم الأعداء الحقيقيون للمصلحين المخلصين

كلنا نحب الدنيا، ولكن منَّا من يحب مع الدنيا حب النجاة في الآخرة، ومنَّا من لا يبالي في أي واد هلك

ساعة يتذكر فيها المؤمن عظمة الله وروعة صنعه، تنسيه من الهموم والآلام، أكثر من أيام يستمع فيها الغافلون إلى جميل الأصوات والأنغام

لا يجزع من الموت إلا من ساء عمله وطال أمله، ولا يخشى من الفقر إلا من ساء بالله ظنُّه، وتقاعست عن السعي عزيمته

لا يشكو جحود الناس لفضله إلا من كان همُّه ثناء الناس عليه، ولا يزهد في ثناء الناس إلا من كانت وجهته الله، ورغبته في رضوانه

من أحب الله تقرَّب إليه بصالح الأعمال، ومن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم، تحبَّب إليه بمحاسن الأحوال، ومن أحب الجنة، هجر سيئ الأقوال

ثلاثة تقوِّي أضعف الأمم العقيدة الصحيحة، والعلم النافع، والأخلاق القوية وثلاثة تضعف أقوى الأمم تبذّل المرأة، وطغيان الحاكم، واختلاف الشعب

لا يقاس الحق والباطل بقلَّة الأنصار أو كثرتهم، ففي كل عصور التاريخ بلا استثناء كان الباطل أكثر أتباعاً {وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله}

لو كان تألب الناس على الحق دليلاً على بطلانه، لكان حقنا في فلسطين باطلاً، فإسرائيل لا تزال تخدع الرأي العام العالمي بوجهة نظرها، ومع ذلك فنحن لن نتراجع عن حقِّنا بكثرة أنصارها، وقلة أنصارنا

الذين يتخذون من اتجاهات أهل الحضارة اليوم مقياساً للصحيح والفاسد، يخطئون؛ فالحضارات القديمة، وحضارة اليوم، كان انهيارها نتيجة اتجاه الجماهير نحو الانحلال أو الفوضى

الحق أقل أتباعاً وأقوى أنصاراً، والباطل أكثر أتباعاً وأضعف أنصاراً

لا يروعنَّك تهافت الجماهير على الباطل، كتهافت الفراش على النار، فالطبيب الإنساني هو الذي يؤدي واجبه، مهما كثر المرضى، فإذا استطعت أن تهدي واحداً فحسب فقد أنقصت من عدد الهالكين

إنما يضيع الحق بين ثلاث شهوات: شهوة الجاه والشهرة، وشهوة المال والمنفعة، وشهوة اللذة والمتعة

ثلاثة يضيعون الحق في ثلاثة مواطن مخلص يسكت عند قوم مبطلين، وعالم يسكت بين قوم جاهلين، ومنافق يتقرَّب إلى قوم ظالمين

من ليس له دين يردعه عن الكذب؛ لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى

من لم ينصف ربه بطاعته له، ولم ينصف نفسه بكفها عما يضرها، ولم ينصف إخوانه بتقدير فضائلهم، ولم ينصف الناس بتقدير ظروفهم، لا يرتجى منه الإنصاف في الخصومات

من استعبده هواه لم يتحرر من الرق أبداً، وهو مستعبد لأسخف الآلهة الكاذبة، وأشدها قوة وضراوة

أكثر المشكلات والخصومات بين الناس، إنما هي من صنع أهوائهم وأطماعهم

وراء كل خصومة شيطان يضحك، ووراء كل مشكلة ظالم يتحفز، ووراء كل فتنة مستغلُّون يتقاسمون منافعها

إذا كان الذين يخضعون لإبليس يسرعون إلى ما يأمرهم به دون مبالاة بالنتائج، أفلا يكون الذين يؤمنون بالله أشدُّ إسراعاً لأمره، مع أن نتيجتهم الجنة؟ {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم}

من أبرز أخلاق العلماء تواضعهم، فإذا رأيت فيهم مغروراً متكبراً،؛ فثق بأن عنده من الجهل بقدر ما عنده من الكبر والغرور

من أبرز ثمرات العلم التصاون واحترام النفس، فمن وجدته يفعل ما لا يليق، ويهين نفسه لأهل الجاه والنفوذ، فثق بأنه أرض بور لا تثمر ولا تزهر

تسامح في حق نفسك، وتشدد في حق أمتك، تكن عند الله عبداً كريماً، وفي المجتمع مواطناً مستقيماً

الهجرة النبوية جمعت بين روعة الكفاح والفداء واللقاء، وعظيم الأثر في تحويل مجرى التاريخ، لا جرم أن كان عمر والصحابة بعيدي النظر، حين اعتبروا الهجرة بدء التاريخ الإسلامي

ليست الهجرة بدء التاريخ الإسلامي فحسب، بل هي بدء التاريخ الإنساني الذي ولد فيه الإنسان ولادة جديدة

بعض حوادث التاريخ الخالدة، يصنعها أفراد قلائل، ويعيش بفضلها مئات الملايين على مر الدهور، وهم لا يشعرون

لولا الهجرة إلى المدينة لما كانت دمشق وبغداد، وقرطبة والزهراء، ولولا الهجرة لما كان خلود العرب في التاريخ، ولولا الهجرة لما استيقظ الغرب بعد سبات عميق

لا تستبطئ الإجابة ربما كان بطء القدر في استجابة الدعاء وتحقيق الرجاء، رحمة بالمبتلى تدفع عنه مزيد البلاء، أو كرامة تدخر له في يوم الجزاء

لكل شيء محبوب ثمن، فثمن الحرية بعض القيود، وثمن الاستقامة بعض الحرمان، وثمن الكرامة بعض الاضطهاد، وثمن الثراء بعض الحسد، وثمن السلامة بعض الأذى

لا تسبتطئ وعد الله ربما كان فيما تستعجل من الخلاص من الآلام والأمراض، تعرض لمحنة أقسى، وبلاء أشد؛ فلا تستبطئ وعد ربك بالرحمة؛ فإنه وعدك بما يراه هو رحمة لك، لا بما تراه أنت رحمة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون

كثيراً ما تلهفنا للحصول على أمور نحبها، ثم تبين لنا فيما بعد أن فواتها كان محض الخير والفائدة لنا

من أيقن بحكمة الله ورحمته رأى يد الله تقوده إلى كل خير، وتبعده عن كل أذى

أكثر الناس يفرقون من أذى أجسامهم، ولا يبالون بأذى أرواحهم وقلوبهم، أيها الغافل تدبر: إنما أنت بالروح والقلب والضمير، لا باللحم والدم والعظم إنسان

من أنت أيها الإنسان ! حتى تتبرم بالقدر، وتتسخط من الله، وتملي عليه شروطك؟ لو أُعطينا أمانينا لو أُعطي كل إنسان ما تمنى لأكل بعضنا بعضاً

لكل فضيلة ثمرة تدلُّ عليها، فثمرة الإيمان العمل، وثمرة الحب الخضوع، وثمرة العلم الخشوع، وثمرة الأخوة التراحم، وثمرة الإخلاص الاستقامة وثمرة اليقين التسليم، فإن لم تكن مع هذه الفضائل ثمارها كانت دعاوى

من علامة الزهد، أن تعرض عن الدنيا وهي مقبلة عليك ومن علامة الورع، أن تتوقى الشبهات ومن علامة الكرم، أن تكون للبذل فيما لا يتحدث عنه الناس أسرع منك للبذل فيما يشتهر أمره بينهم

من علامة التقوى، أن تحسن معاملتك للناس ومن علامة حسن الأخلاق، أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً ومن علامة الإخلاص، أن يهمك الرضا من ربك عما تعمل، قبل أن يهمك الرضا من الناس

من علامة الصبر، ألا تكثر من الشكوى للناس ومن علامة الشكر، أن تخجل من التقصير مع من أحسن إليك ومن علامة صدق المؤمن في إيمانه، بذله لله من أمواله

من علامة لطف الله بعبده، أن يسهل له العسير، ويرضيه باليسير، ويقرب له البعيد، ويجنبه من الآلام ما لا يستطيع تحمله

من علامة الحقيقة، أن تكون بسيطة يدركها العالم والجاهل، فإذا كانت معقدة لا تفهم إلا بعناء، كانت خيالاً ووهماً

لا يروعنك انخداع الناس بمن تعلم عنهم السوء، فلا بد من أن يظهرهم الله للناس عراة ولو بعد حين

للمخلصين ثناء الناس، وتقدير التاريخ، وثواب الله وللمخادعين توبيخ التاريخ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين

الثبات على الصبر أشد من الصبر نفسه، والرضا بالحرمان أشد من الحرمان نفسه، وما كل صابر ثابت، ولا كل محروم راض

أفد الناس من علمك، وأشركهم في مالك، وسعهم بخلقك، يحبوك كثيراً و بصِّر الناس بعيوبهم، وحُلْ بينهم وبين شهواتهم، وهاجم سيئ تقاليدهم يبغضونك كثيراً

التي لا تُميل الرياح أغصانها شجرة ميتة الجذور، كذلك النفس التي لا تهزها المآسي نفس ماتت فيها معاني الإنسانية

لا يغرنك من يتواضع بلسانه وبانحناء ظهره وانخفاض رأسه؛ فقد يكون من أشد الناس كبراً وغروراً، جربه إذا شئت، بالمساس قليلاً بكبريائه ينكشف لك أمره في الحال

احذر المحروم الذي لاذ بالفضيلة لعدمه، ثم واتته النعمة؛ فإنه يكون أشد انهياراً، وأكثر إضراراً من ذي نعمة لم يدع الفضيلة قط

الذين يلبسون لبوس الدين ثم يستغلونه، أشد خطراً على الدين ممن يكشفون عن وجوههم فيحاربونه

مصيبة الدين في جميع عصوره بفئتين: فئة أساءت فهمه، وفئة أتقنت استغلاله، تلك ضلَّلت المؤمنين به، وهذه أعطت الجاحدين حجة عليه

الدين الحق هو الذي يعطيك فلسفة متكاملة للحياة، ونظاماً وافياً بحاجات المجتمع، كالمهندس الماهر يبني لك بيتاً متين الدعائم، مستوفي المنافع

في الإسلام خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض، وفي الحضارة الغربية ليس الإنسان إلا حيواناً متطوراً

الدين الذي لا ينظم شؤون الدنيا لا ينفع للدنيا، والدين الذي لا يعترض لشؤون الآخرة لا ينجي في الآخرة، فخير الأديان ما كفل لك السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة

من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال

من ادَّعى التحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال، ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو جاهل أو محتال

من آمن بوجود الله لم يكن من المتحيِّرين، ومن آمن برحمته لم يكن من اليائسين، ومن آمن بحكمته لم يكن من المترددين، ومن آمن بجبروته لم يكن من المتمرِّدين

من آمن بمراقبة الله لم يكن من المخادعين،ومن آمن برزقه لم يكن من الطامعين ومن آمن بعدالته لم يكن من الظالمين، ومن آمن بوعده لم يكن من المتقاعسين، ومن آمن بوعيده لم يكن من المخالفين

الإعراض عن الحقِّ مع نصوع برهانه صنيع الغافلين، والسكوت عن الحق مع القدرة على بيانه صنيع الشياطين، والاستعلاء على الحقِّ مع تطاول بنيانه صنيع المغرورين والاستخفاف بالحق مع كثرة أعوانه صنيع المستبدِّين الهالكين

خمسة لا يفلحون أبداً: طاغية جاهل كذاب، وولد عاق لوالديه، ومغرور مبتلى بحب الشهرة، وحقود حسود حجود، ومتزهِّد اتخذ الزهد شباكاً

الأخلاق أولاً ثم العلم والكفاءة، هذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير

كلما عظم نفع الرجل لقومه كثر حاسدوه وكثر محبُّوه أيضاً

ما يلقاه الرجل من حسد أقرانه أشد مما يلقاه من كيد أعدائه

مشكلة الدعوة الإسلامية أنّ لها أعداداً هائلة من الأنصار لا قادة لهم، أو أن كثيراً من قادتهم ليسوا على مستوى الأحداث

سرُّ عظمة النبوَّة في محمد صلى الله عليه وسلم أنه ترك من بعده خلفاء عنه في قيادة الدعوة، يفهمون شريعته كما يفهمها، ويتخلقون بأخلاقه كما أدَّبه ربُّه، فاستمرَّت الدعوة من بعده، وأدَّت رسالتها في التاريخ

دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم دراسة عميقة واعية، ألزم ما تكون لقادة الدعوة من الجنود والأنصار

بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما أروع سيرتك، وما أعظم بركتها، إنها المدرسة الإلهية لكل قائد وكل زعيم، وكل رئيس، وكل حاكم، وكل سياسي، وكل زوج، وكل أب

إذا أردت أن تلحق بالعظماء فعش معهم، وخير عظيم في التاريخ الإنساني كله تعيش معه هو محمد صلى الله عليه وسلم، فاقرأ سيرته بإمعان وتدبُّر كل يوم إن استطعت، وزره كل عام إن قدرت

ليس الخلود أن يتحدَّّث التاريخ عن الخالدين، ولكن أن تسري أرواحهم في الأحياء المتعاقبين، وأن تعمل أخلاقهم عملها في كل عصرٍ على مرِّ التاريخ، ولم يجتمع ذلك لعظيم كما اجتمع لمحمد صلى الله عليه وسلم

لم يتفرَّد محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يمثِّل الكمال الإنساني المطلق من جميع نواحيه فحسب، بل هو يمثل النجاح المعجز، في تربية النماذج الإنسانية الكاملة من الأفراد، والأمة الإنسانية الكاملة من بين الشعوب، فمن مثل محمد صلوات الله وسلامه عليه؟ من مثل محمد؟

كن مثل محمد صلى الله عليه وسلم ما استطعت، تلحق به في ركب الخالدين، كن صورة موجزة عنه، فمثل محمد تماماً ما كان ولن يكون في التاريخ

لم يخلِّف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده ابناً يرث رداءه، ولكنه خلَّف من بعده، ما بقيت الأرض، أجيالاً تحمل لواءه، كلنا أبناء محمد وبناته، كلنا آله وورثته

لم يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا ليكون ملكاً عليها، فنرث عنه الملك، ولكنَّما جاء ليكون قائداً لها، فنحن نرث عنه القيادة

حسن الظنِّ فضيلة، إلا إذا صادمه الواقع الملموس، فإنه يصبح بلهاً وغفلة

لا تيأس إذا استعصى عليك أمر تريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تحصى طرائقه وأعزُّ من أن ينال كله

لا أزال أؤمن بحكمة الله وعدالة قدره، مهما استعصى مرضي على الشفاء، واستشرى في أمتي تحكُّم الظالمين ودجل الكذابين

إذا وقعت في مشكلة أو أزمة أو مصيبة، فافرض أسوأ ما يكون منها، فإن وقع ما افترضته لم تفاجأ، وإن لم يقع، رأيت ذلك نعمة ترتاح إليها، وفي كلا الأمرين: تخفيف من قلق نفسك وتعب أعصابك

احذر من مصاحبة الأحمق، فيفسد عليك عقلك، وإذا ابتليت بمصاحبته فلا تتعاقل عليه، ولكن امتحن عقلك ساعة بعد ساعة

الفرق بين العاقل والأحمق: أن العاقل ينظر دائماً إلى مدِّ بصره، والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه

العاجز من يلجأ عند النكبات إلى الشكوى، والحازم من يسرع إلى العمل

عمرك كله: هو اللحظة التي أنت فيها، فأتقن عملك ما استطعت، فقد لا تواتيك فرصة أخرى للعمل

في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين

من لم تملأ مراقبة الله قلبه، على وطن، ولا على فكرة، ولا على قضية، ولا على مال، فإنك لا تدري متى يميل به الهوى، فيخونك وهو يزعم أنه لك وفيٌّ أمين

توضيح معالم الحق يجب أن يسبق الدعوة إليه، وإلا كثر المختلفون الذين يدَّعون أنهم يمثلون الحق، أو يدافعون عنه، وأكثرهم مبطلون أو مستغلُّون

لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في عاقل لا يسيِّره عقله، ولا عالم لا يهديه علمه، ولا قوي لا يستبدُّ به عدله

إذا اشتكيت إلى إنسان مرضك أو ضائقتك، ثم لم يفعل من أجلك شيئاً، إلا أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا تشتكِ إليه مرة أخرى، فلو كان أخاً حميماً لأرَّقه ألمك، ولو كان رجلاً شهماً لبادر إلى معونتك، فوفِّر حظَّك من الشكوى لمن كان له حظ من المروءة

الشكوى إلى غير أخ صادق، أو مواسٍ كريم، مهانة يستغلُّها عدو لئيم أو حاسد زنيم، ولو استطعت ألاَّ تشكو إلا إلى الرحمن الرحيم، كان أعظم لثوابك، وأضمن لمودة أصحابك

مهما اشتدَّت آلامك، لفوات ما تحب من صحة أو مال أو خير؛ فإن ما بقي لك من نعم الله عليك، رأس مال كبير لمسرَّات لا تنتهي

أشد الآلام على النفس: آلام لا يكتشفها الطبيب، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض

لا يوجد على وجه الأرض إنساناً "سعيداً" لا يكدر صفو سعادته مكدَّر، إلا أن يكون "مجنوناً"

لا تأتمن على مالك طمَّاعاً، ولا على سرَّك كذاباً، ولا على دينك دجَّالاً، ولا على عقلك مخادعاً، ولا على سلامتك مغامراً، ولا على علمك غبيًّا، ولا على أهدافك ذكيًّا

شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة

أيها المؤمنين: في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم

أيها الباحثون: في أنفسكم وفيما حولكم دليل حكمت الله وقدرته، فلا تغمضوا عيونكم

هذا الكون العظيم كتاب مطوي، لم يقرأ العلماء إلا كلمات من صفحة غلافه

قيمة الإنسان بأهدافه، ومنزلته بأقرانه، وذوقه باختياره، وثروته بما يملك من قلوب، وقوته بما يحطم من هوى، وانتصاره بما يهزم من رذيلة، وكثرته بمن يثبت معه عند الشدائد

لا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك، وكشفت أطماعك، وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة، مرتاح البال

أكثر التقاليد من صنع أناس كان يرميهم المجتمع بالسخف أو الشذوذ، ثم ما لبث أن خضع لسخفهم وشذوذهم

الإفراط في الحزم ظلم، والإفراط في اللين ضعف،والإفراط في العبادة غلو،والإفراط في الضحك خفة، والإفراط في المزاح سفاهة

لا تنتظر جزاءك من أمتك على ما قدمت لها من خدمات، فهي مهما كافأتك، فإنما تكافئك كفرد، وأنت أحسنت إليها كأمة، وانتظر الجزاء بما لا يفنى ممن لا يفنى

اتهامك أمتك بالجحود دليل على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله

زعموا أنهم عرب قوميون، ثم لم نرهم يقولون كلمة واحدة في ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم: ولادة أو هجرة أو فتحاً، كذبوا! لو كانوا عرباً حقًّا لهزتهم ذكرى باعث العرب، ومخلد مجدهم في التاريخ إلى أبد الآبدين

اعتدل في تشجيع ذوي المواهب كيلا يقتلهم الغرور، فقلما اتسعت عقول الأذكياء من الفتيان للشهرة المبكرة،والمديح المغالي

ثلاث ذكريات لا تنقطع حلاوتها: ذكرى الطفولة البريئة، وذكرى الزواج السعيد، وذكرى النجاح في كل ما تحاول من أمر عظيم

لا يعرف الإنسان فضائل بيئته الأولى أو نقائصها إلا بعد أن يعيش في بيئة أخرى، ثم إن له إليها حنيناً دائماً: كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل

لست آسى على شيء فقدناه من ماضينا أكثر من مظاهر احترام الدين والحياء في مجتمعنا

شيئان لا يجتمعان للمرء في ظل حضارة الغرب: رفاهيته المادية وفضائله الخلقية، وشيئان لا يجتمعان للأمة في ظلها أيضاً: تقدمها الحضاري، وتماسكها العائلي

أكثرما يكون الإنسان غفلة عن نعم الله حين يكون مغموراً بتلك النعم

لا يُعرف فضل النعمة إلا بعد زوالها، ولا فضل العالم إلا بعد فقده، ولا موت المصلح إلا بعد موت أقرانه، ولا قيمة العظيم إلا بعد قرون من تفقد المجتمع له

قلَّ من استطاع أن يعيش بين الناس سالماً، إلا على حساب حريته وكرامته، وقلَّ من استطاع أن يعيش بينهم محبوباً، إلا على حساب طموحه ومصلحته

لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة

لا يصلح العلم إلا بثلاث: تعهد ما تحفظ، وتعلم ما تجهل، ونشر ما تعلم

لا يفيد الوعظ إلا بثلاث: حرارة القلب، وطلاقة اللسان، ومعرفة طبائع الإنسان

لا تدوم النعمة إلا بثلاث: شكر الله عليها، وحسن الاستفادة منها، ودوام العناية بها

لا يجمل المعروف إلا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منة

لا تكمل الرجولة إلا بثلاث: ترفع عن الصغائر، وتسامح مع المقصرين، ورحمة بالمستضعفين

لا ثواب للعبادة إلا بثلاث: إخلاص لله، وحضور مع الله، ووقوف عند حدود الله

من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر

من آمن بوجود الله لم يكن من المتحيِّرين، ومن آمن برحمته لم يكن من اليائسين، ومن آمن بحكمته لم يكن من المترددين

‎الاستخفاف بالحق مع كثرة أعوانه صنيع المستبدِّين الهالكين

مفتاح السعادة: الأخلاق أولاً ثم العلم والكفاءة، هذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير

مشكلة الإنسانية في القديم والحديث والمستقبل، هي مشكلة الأخلاق، وللأديان فضل كبير في تخفيف حدَّة هذه المشكلة

لولا أن التعصُّب الذميم يغطِّي على أبصار هؤلاء الغربيين، لوجدوا في شريعة محمد ﷺ وسيرته ما يأخذ بيدهم إلى الأمن

‎مشكلات الطائر وهو يحلِّق في السماء، لا يفهمها إلا طائر مثله

لم يجئ رسول الله ﷺ إلى الدنيا ليكون ملكاً عليها، فنرث عنه الملك، ولكنَّما جاء ليكون قائداً لها، فنحن نرث عنه القيادة

هكذا الحياة: نبدأ مغمورين، ثم نصبح مشهورين، ثم نمسي مقبورين، وبعد ذلك إما أن نكون مسرورين، وإما أن نكون مقهورين

شريط الحياة مهما تعدَّدت مناظره منذ فجر التاريخ، له بداية واحدة، ونهاية واحدة

حسن الظنِّ فضيلة، إلا إذا صادمه الواقع الملموس، فإنه يصبح بَلَهًا وغفلة

وزِّع حبَّك على الناس، ووزع سخطك على الظالمين؛ فإن الله يحب الذين يحبّون عباده، ويكره الذين يوالون أعداءه

لا تكابر ،تستطيع أن تنكر رؤية الشمس إذا أغمضت عينيك أو سترتهما بيديك، ولكنك لا تستطيع أن تنكر ضوءها

لا تيأس إذا استعصى عليك أمر تريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تحصى طرائقه

نشر رأيك بين الناس في مقال واحد، أنفع لك من مجادلة خصومك المعاندين شهراً كاملاً

‎الحياة صخرة عاتية، وخير لك من محاولة زحزحتها، أن تستفيد من ظلِّها لاتِّقاء حرِّ الشمس، وثورة الأعاصير

احذر من مصاحبة الأحمق، فيفسد عليك عقلك، وإذا ابتليت بمصاحبته فلا تتعاقل عليه

اتّخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن المرض فرصة للعبادة

اتخذ من الفقر وسيلة إلى الكفاح، ومن الآلام باباً إلى الخلود، ومن الظلم حافزاً للتحرُّر

الفرق بين العاقل والأحمق: أن العاقل ينظر دائماً إلى مدِّ بصره، والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه

العاجز من يلجأ عند النكبات إلى الشكوى، والحازم من يسرع إلى العمل

عمرك كله: هو اللحظة التي أنت فيها، فأتقن عملك ما استطعت، فقد لا تواتيك فرصة أخرى للعمل

في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين

لكل إنسان دنياه الواسعة التي تجول فيها أحلامه ومطامعه تصول، والمؤمنون لهم دنيا واحدة محدودة بالحق الذي آمنوا به

لا تأمن من لم تملأ مراقبة الله قلبه، على وطن، ولا على فكرة، ولا على قضية، ولا على مال

لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في عاقل لا يسيِّره عقله، ولا عالم لا يهديه علمه، ولا قوي لا يستبدُّ به عدله

الشكوى إلى غير أخ صادق، أو مواسٍ كريم، مهانة يستغلُّها عدو لئيم أو حاسد زنيم

لو استطعت ألاَّ تشكو إلا إلى الرحمن الرحيم، كان أعظم لثوابك، وأضمن لمودة أصحابك

مهما اشتدَّت آلامك، لفوات ما تحب من صحة أو مال أو خير؛ فإن ما بقي لك من نعم الله عليك، رأس مال كبير لمسرَّات لا تنتهي

أشد الآلام على النفس: آلام لا يكتشفها الطبيب، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض

لا تأتمن على مالك طمَّاعاً، ولا على سرَّك كذاباً، ولا على دينك دجَّالاً، ولا على عقلك مخادعاً

شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة

أيها المحزونون: خلق الله الزهور والرياض، وجمال الكون لكم قبل غيركم

أيها المرضى: خلق الله الشمس والهواء، والماء والغذاء لكم قبل غيركم

أيها المحرومون: خلق الله أنفع الأغذية وأرخصها، لكم قبل غيركم

أيها المضطهدون: خلق الله هذه الأرض الواسعة، لكم قبل غيركم

أيها المظلومون: خلق الله السموات مفتحة الأبواب لدعواتكم قبل غيركم

أيها المتألمون: خلق الله لكم فيما حولكم ما ينسيكم آلامكم وأحزانكم وعبراتكم

أيها الحائرون: كل يوم يخلق الله لكم دليلاً عليه، فاستعملوا عقولكم

أيها الباحثون: في أنفسكم وفيما حولكم دليل حكمته وقدرته، فلا تغمضوا عيونكم

أيها المؤمنين: في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم

جمال الحياة: أن ترضى عما أنت فيه، ويرضى العقلاء عما أنت عليه

هذا الكون العظيم :كتاب مطوي، لم يقرأ العلماء إلا كلمات من صفحة غلافه

يفرح الأب بنمو أطفاله واكتمال فتوتهم وشبابهم، وما يدري أنهم عند ذلك يستعدون لخوض معركة الحياة بمشكلاتها وآلامها وجراحها

حاسب نفسك على عيوبك، قبل أن تحاسب الناس على عيوبهم، وكن صادقاً مع نفسك في معرفة عيوبها، فالرائد لا يكذب أهله

قيمة الإنسان بأهدافه، ومنزلته بأقرانه، وذوقه باختياره، وثروته بما يملك من قلوب

لا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك، وكشفت أطماعك، وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة، مرتاح البال

أكثر التقاليد من صنع أناس كان يرميهم المجتمع بالسخف أو الشذوذ، ثم ما لبث أن خضع لسخفهم وشذوذهم

الكرم الخالص: هو أن تشرك معك في مسراتك من استطعت أن تشركهم من المحتاجين؛ ببعض المال أو الطعام أو اللباس أو المواساة

اتهامك أمتك بالجحود دليل على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله

لا يعجبك من الشهرة حلاوة التصفيق؛ فإن معها مرارة التصفير، ولا مدائح المعجبين؛ فإن فيها مناوح الحاسدين

اعتدل في تشجيع ذوي المواهب كيلا يقتلهم الغرور، فقلما اتسعت عقول الأذكياء من الفتيان للشهرة المبكرة، والمديح المغالي

طموح الحكماء زيادة في عقل الإنسانية، وطموح المغامرين السفهاء زيادة في متاعبها

طموح العبقري المؤمن دفع بعجلة الركب الحضاري نحو الخير والسعادة، وطموح العبقري الفاجر دفع بها نحو الشر والشقاء

يُخيلُ إليَّ أن الإنسان في عصر العلم ألبس أوهامه الجاهلية ثياباً علمية

لا تؤخر الزواج لقلة ذات يدك، أنت لست الذي ترزق زوجك وأولادك، إنما يرزقهم من يرزق الطير في السماء

الزواج والإنجاب ضريبة الحياة، دفعها آباؤنا قبلنا، وندفعها نحن بعدهم، ويدفعها أبناؤنا بعدنا، تلك هي سنة الله وإرادته

ثلاث ذكريات لا تنقطع حلاوتها: ذكرى الطفولة البريئة، وذكرى الزواج السعيد، وذكرى النجاح في كل ما تحاول من أمر عظيم

لا يعرف الإنسان فضائل بيئته الأولى أو نقائصها إلا بعد أن يعيش في بيئة أخرى

كلما اتسع محيط الإنسان، اتسع أفقه الفكري، وكلما ضاق محيطه ضاق تفكيره وسما خلقه

السرور في الحياة ملازم لانعدام الشعور بالمسؤولية، ألست ترى الشباب يفيض بالسرور، والكهولة تفيض بالأحزان؟

لست أُسرُّ لشيء في حاضرنا أكثر من انتشار الوعي في كل شؤون حياتنا

لست آسى على شيء فقدناه من ماضينا أكثر من مظاهر احترام الدين والحياء في مجتمعنا

شيئان لا يجتمعان للمرء في ظل حضارة الغرب: رفاهيته المادية وفضائله الخلقية

شيئان لا يجتمعان للأمة في ظلها أيضاً: تقدمها الحضاري، وتماسكها العائلي

ترى! أيأتي على أطفالنا يوم يرون فيه أيامهم التي يحيونها اليوم، أجمل من أيامهم التي يحيونها غداً؟

الانطلاق من تقاليد المجتمع وتعاليم الدين جميل في أهواء النفس، خطير في أحكام العقل

بعض المتزمتين يرون في رغبات الناس في التمتع بالهواء الطلق، والحدائق العامة، والمنتزهات على الأنهار والبحيرات، انطلاقاً من قيود الأخلاق

الإنسان أشرُّ حيوان في شهواته، وأبرعه حيلة في الوصول إليها

يا ذكريات الطفولة! أنا أعلم أنك لن تعودي، ولكني أشعر أنك لن تفارقيني

لا يُعرف فضل النعمة إلا بعد زوالها، ولا فضل العالم إلا بعد فقده، ولا موت المصلح إلا بعد موت أقرانه

ربما كان الضحك دواء، والمرح شفاء، وقلة المبالاة مناجاة لمن أورثته كثرة الأعباء شدة الأمراض

أكثر الناس لا يرون الماضي إلا في الحاضر، ولا المستقبل إلا بعد الانتهاء منه

قلَّ من استطاع أن يعيش بين الناس سالماً، إلا على حساب حريته وكرامته

قلَّ من استطاع أن يعيش بين الناس محبوباً، إلا على حساب طموحه ومصلحته

إذا لم تحزم أمرك مع زوجك قتلتك رغباتها، وإذا لم تكن معها رفيقاً قتلتها شدتك

لا تكتسب مودة الحكيم إلا بالتعقل، ولا العالم إلا بالملازمة، ولا السفيه إلا بالمداراة، ولا البخيل إلا بالزهد، ولا الزعيم إلا بالطاعة

لا تكتسب مودة المرأة إلا بالإنفاق، ولا الشاعر إلا بالإعجاب، ولا المرح إلا بالابتسام

لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة

لا يصلح العلم إلا بثلاث: تعهد ما تحفظ، وتعلم ما تجهل، ونشر ما تعلم

لا يفيد الوعظ إلا بثلاث: حرارة القلب، وطلاقة اللسان، ومعرفة طبائع الإنسان

لا يثمر الإصلاح إلا بثلاث: دراسة المجتمع، وصدق العاطفة، ومتابعة السير

لا تدوم النعمة إلا بثلاث: شكر الله عليها، وحسن الاستفادة منها، ودوام العناية بها

لا تصدق الأخوة إلا بثلاث: أن تغار على عرضه كعرضك، وأن لا تكتم عنه سرًّا، وأن ترى حقه عليك في نجدته أقوى من حق أولادك في إمساك مالك

لا يجمل المعروف إلا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منة

لا تكمل الرجولة إلا بثلاث: ترفع عن الصغائر، وتسامح مع المقصرين، ورحمة بالمستضعفين

لا يحلو الجمال إلا بثلاث: صيانة عن الابتذال، ومودة للأطهار، وعفة مع الفجار

لا تحصل السعادة إلا بثلاث: صيانة الدين، وصحة الجسم، ووجود ما تحتاج إليه مادة أو معنى

لا ثواب للعبادة إلا بثلاث: إخلاص لله، وحضور مع الله، ووقوف عند حدود الله

لا يتحقق النجاح إلا بثلاث: تحديد الهدف بدقة، واحتمال المشاق والمكاره، والاستهانة بالعوائق والأخطار إلى حد معقول

لا يكون الغضب لله إلا بثلاث: أن لا يفرق فيه بين قريب وبعيد، وأن لا يغير منه ترهيب ولا تهديد، وأن لا يكون للنفس فيه دافع من شهرة أو انتقام

لا ينبل السخاء إلا بثلاث: أن لا يكون جزاء لمعروف، وأن لا يكون ارتقاباً لمعروف، وأن تكون الرغبة في ثواب الله عليه أقوى من ثناء الناس فيه

لا تحمد الشجاعة إلا بثلاث: أن تكون لمصلحة عامة، وأن تكون لغرض كريم، وأن لا تكون أمام جبان لئيم

لا يعظم الشرف إلا بثلاث: بسطة في اليد، ونبل في الخلق، وإشراق في الروح

لا يحفظ المال إلا بثلاث: جمعه من غير ظلم، وإنفاقه في غير سرف، وإمساكه من غير شح

حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكر تمايلاً

المال يكشف زيف النفوس، وزغل القلوب، ومرض الضمائر، وانحلال الأخلاق

من علامة كذب الداعية: غرامه بالترف والرفاهية، وجوعه إلى الشهوة واللذة، والتصاقه بالخائنين والمفسدين

عش مع نفسك وسطاً بين المنع والعطاء، وعش مع ربك وسطاً بين الخوف والرجاء، تكن من السعداء

لا تثقل يومك بهموم غدك؛ فقد لا تجيء هموم غدك؛ وتكون قد حرمت سرور يومك

الخير حمل وديع، والشر ذئب ماكر، فانظر هل يسلم الحمل من الذئب

الذين يتجاوزون حدود الخلق والدين في جمع الأموال، يأكلون أنفسهم وهم لا يشعرون

لا تغتر بكثرة من ترى حولك من المعجبين والمحبين في أيام الرخاء، فقد لا ترى منهم في أيام المحنة

والله ،لا أعرف في الدنيا جزاء يمكن أن يكافئ الولد به أمه

ريحانة الدنيا الزوجة المؤمنة العفيفة، الولودة الودودة لزوجها وأطفالها

الإنسان الذي لم يعرف كيف تبدأ حياته وكيف تنتهي، يريد أن يعرف كنه الله وأين هو؟ ويتساءل: لمَ لا يراه؟ يا لغرور الجاهلين!

أمران يضران كل إنسان: حسد ذوي النعم، والحقد على أهل المواهب

أمران تضر الزيادة فيهما ويحسن النقصان: العادة والتقاليد

أمران تحسن الزيادة فيهما ويضر النقصان: العبادة والإحسان

أمران يضران صاحبهما مادياً وينفعان الناس: بذل المال في المكارم وبذل الحياة في سبيل الله

الذوق موهبة وراء العقل والفطنة والذكاء، وهو لهذه كالملح للطعام، والروح للجسم

النفس الإنسانية تحب اللهو وتكره الجد، وهذا هو السر في ندرة العظماء وكثرة الماجنين والعابثين

خلوة ساعة بينك وبين ربك قد تفتح لك من آفاق المعرفة ما لا تفتحه العبادة في أيام معدودات

كل عسير إذا استعنت بالله فهو يسير، وكل يسير إذا اعتمدت فيه على نفسك أو أحد من خلقه فهو عسير

لا تتم مودتك لأخ حتى تكون إذا أضناه الألم ضويت، وإذا عضه الجوع خويت، وإذا مسه الضر لم تعرف كيف تبيت!

أكثر ما يربط الناس بعضهم مع بعض: حبل سريع الانقطاع، وأكثر ما يحول بين بعضهم عن بعض جدار سريع الانهيار

التجاؤك إلى الله عند النكبات، لا ينافيه الأخذ بالأسباب

لا تحتقر عملاً قدمته بنية خالصة؛ فالقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل

لا تعنت أخاك أو جارك إذا اعتذر إليك بعد أن أساء، فالله الغني عن عباده، القوي على عقابهم، يقبل عذر مسيئهم، وتوبة مخطئهم

بعض الواعظين يخوفونك من الذنوب بأقوالهم؛ حتى تظن أن الله لا يدخل أحداً من عباده الجنة

بعض الواعظين يجرئونك على المعاصي بأفعالهم؛ حتى تظن أن الله لا يدخل أحداً من عباده النار

إذا تحدث الناس عنك بما يسرك فافرح به فرح الشاكرين لا فرح البطرين، واستمع إليه سماع المتواضعين لا سماع المغرورين

لا تروى شجرة الذل إلا بماء الحرص، ولا تنمو إلا في ظلال الجبن، ولا تورق إلا بالنفاق، ولا تثمر إلا مع الكفر بالله أو نسيان حسابه

كن كما هو شأن عباد الله الصالحين: يرضون من العاجل بما يوصل إلى الآجل؛ لا بما يقطع عنه

إذا كان المرض يصحح لك خط سيرك فهو بدء الشفاء، وإذا كان الفقر يجبرك على حفظ النعمة فهو بدء الغنى

إذا كان الألم يصرفك عن التفكير في الشر فهو بدء السعادة، وإذا كان العزل يمنعك من الظلم والإعانة عليه فهو بدء الولاية

تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوده من المحترفين به

الأجيال كانوا يتعلمون مع القرآن العمل به، ثم أصبحوا يتعلمون العمل به، فكيف لا يكون الفرق بين أجيالنا وأجيالهم عظيماً جدًّا؟

ثورة القرآن ضد الظلم والفساد والباطل ما تزال قائمة لم تنته معركتها، ولن تنتهي ما دام في الدنيا ظلم وفساد وباطل

لو عمل المسلمون بآداب قرآنهم للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية، وألف خطاب، وألف كتاب

الناس يؤمنون بالحقائق أعمالاً أكثر مما يؤمنون بها أقوالاً، ويقيسون صدقها ونفعها وثباتها بموقف دعاتها منها إيجاباً وسلباً، وإقبالاً وإعراضاً

شر الدعاة إلى الحق من يكذب بعمله وسيرته ما يدعو إليه بلسانه ومقالته

أكثر اضطراب الأوضاع في المجتمعات ناشئ من مصادمة الفطرة في السلوك الاجتماعي للأفراد والجماعات، أو في التنظيمات والتشريعات

خبث نيَّة القائد تقود الجنود إلى الهزيمة ولو كانت نواياهم حسنة

قيادة الأغرار تؤدي إلى الانهيار، وقيادة الموتورين تشعل النار أو تلحق العار

لا ترج خيراً ممن أدار لك ظهره عند إقبال الدنيا عليه، ولولاك لما صافحته الدنيا

الذي لا وفاء عنده لإخوانه عند نزول المحن بهم، لا وفاء عنده لأمته عندما تحتاج إليه

لو عمل العاملون انتظاراً للجزاء في الدنيا لماتوا همًّا وكمداً

لا تتحدث إلى متخاصمين بما يسخطهما فتسمع منهما ما يجعلك ثالثهما

لا تذكر زوجتك وهي مغضبة بما قدمت لها من خير فتسمع منها إنكار ذلك كله

لا تدل بأبوتك على ولدك العاق الجاهل، فتسمع منه ما تتمنى معه أن لا تكون ولدته!

الناس معادن، خيارهم في اليسر، خيارهم في العسر، وخيارهم في العزل خيارهم في التولية، وخيارهم في الفقر خيارهم في الغنى

أصعب شيء على النفس ما خالف هواها، وأصعب شي على الهوى ما كبح جماحه

أصعب شيء على العقل ما خالف حكمه، وأصعب شيء على المرأة أن تترك زينتها، وأصعب شيء على العالم أن يرى للجهل سلطاناً

أصعب شيء على المتدين أن يرى للملحدين نفوذاً، وأصعب شيء على المصلح أن يرى للفساد دولة

أصعب شيء على الحكيم أن يرى للحمقى صولة، وأصعب شيء على الكريم أن تضيق يده على البذل، وأصعب شيء على الشهم أن يحال بينه وبين فعل المعروف

أصعب شيء على المصلين في هذه الأيام سماع أكثر خطباء المساجد يوم الجمعة

لنا الله من صحب كنا منهم ملء السمع والبصر، فأصبحنا معهم بلا شأن ولا أثر

تأبى كرامة دين الله أن يؤيد من لا يخلص في الدعوة إليه تأييداً يغطي عن العيون حقيقة أطماعه ونواياه

لا يزعجنك نجاح من تعتقد عدم إخلاصهم؛ فإنه نجاح مؤقت يستدرجهم الله به ليكشف ما خفي على كثير من الناس من أخلاقهم على حقيقتها

ليست البطولة أن تقاتل وأنت آمن على ظهرك من الرماح، ولكن البطولة أن تقاتل وأنت تنوشك الرماح من كل جانب

قلَّ أن رأيت إنساناً لا تؤلمه الحقيقة إذا كانت تتعارض مع رغباته، وقل أن رأيت إنساناً لا تؤلمه الصراحة إذا كانت تتكشف عن خطيئاته

قل أن رأيت إنساناً لا يحب الجاه بالرغم من مشكلاته ومزعجاته، وقل أن رأيت إنساناً لا يحب المال بالرغم من منغصاته وآفاته

لو اتبع الإنسان عقله في كل أموره لشقي، ولو اتبع أهواءه فيها كلها لهلك، والعاقل السعيد من لم يتخل دائماً عن موجبات العقل، ولم يجر دائماً وراء الأوهام

الحب الطاهر البريء هو حب الأم لطفلها، وما عدا ذلك من حب الناس بعضهم لبعض، فهو مشوب بالأغراض والمنافع والشهوات

كل علم أو عمل لا يقصد به صاحبه الدنيا فهو خالص لوجه الله تعالى

كل علم أو عمل يحوز به صاحبه الدنيا، فهو عمل لغير الله تعالى، وأكثر الخلق حظًّا منه هو الشيطان

عامة الناس يحبون الصحبة مع من يوافقهم في الأهواء والمنادمة

من أغرب ما يتصف به بعض الناس؛ أنهم يسرقون ويكرهون أن يقال لهم أنتم سارقون، ويخونون ويحاربون من يقول لهم: أنتم خائنون

من اعتز بغير الله ذل، ومن استعان بغيره خاب، ومن توكل على غيره افتقر، ومن أنس بسواه كان في عيشة موحشة

النفوس العالية ترى التعلق بمال الدنيا وزينتها امتهاناً لها لا تقبله

النفوس الدنيئة ترى جمع المال والحرص على الجاه علوًّا لا تتخلى عنه

المرأة تشغل نصف المجتمع من حيث العدد، وأجمل ما في المجتمع من حيث العواطف، وأعقد ما في المجتمع من حيث المشكلات

العاقلة ذات الخلق الحسن والذوق الحسن: دواء للزوج تشفيه من متاعبه النفسية والمادية

الجاهلة الحمقاء: داء للأسرة تلوث جميع أفرادها بجراثيم القلق والنزاع

المرأة المتكبرة المغرورة: مرض للزوج لا يشفى منه إلا بطلاقها أو الزواج عليها وكلا الأمرين مر بغيض

المرأة الصالحة المستقيمة: علاج لكل ما يعانيه المجتمع من شرور وآفات

أنسيت أن عين الله غير غافلة عن الظالمين؟ أم ظننت أنك تخدع الله كما تخدع السذج والمغفلين؟

من يمد يده إلى صدقات مريديه، ويساير الظالمين طمعاً في إرواء ظمئه للمال والجاه عندهم، فقد أسقط برضاه كرامة نفسه

الثابت بالنص القرآني أن الذين يخدعون الله والذين آمنوا؛ ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون

كلنا عباد الله، ولكن فينا من تقر أعماله بهذه العبودية وهم الطائعون

فجور مدعي العلم لا يضره وحده، بل يضر الدين والمتدينين جميعاً

الغني البخيل أفقر من الفقير الكريم، فانظر ما قيمة غنىّ يكون الفقر أغنى منه؟

البخيل يعبد المال أكثر من عبادته لله، ويحب المال أكثر مما يحب نفسه، ويكره الخير أكثر مما يكره المرض والأذى

أسوأ أنواع البخل: بخل الزعماء والرؤساء؛ إلا أن يكون بخلاً بمال الدولة فذلك هو الحرص الذي يحبه الله ورسوله

من فضل لذة بطنه ساعة على حياته سنوات؛ فهو بالبهائم أشبه من بالإنسان

من المرض ما يرفع قدر صاحبه في الدنيا والآخرة، ومن المرض ما يسيء إلى صاحبه في الدنيا والآخرة

أعظم نعم الحياة وأغلاها وأحلاها: نعمة العقل الذي ميز الله به الإنسان على الحيوان

العقل النير يحل المشكلات، والنفس الصافية تترفع عن السخافات، والخلق الحسن يخفف من آثار العداوات

إلهي! ما زلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها، وما زلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها

إلهي! ما زلت تستر من سيئاتنا ما لا نملك معه إلا الطمع بغفرانك لها

الحق جميل في أعين محبيه، قبيح في نظر مبغضيه، وهذا هو سر تعلق أولئك به، ونفرة هؤلاء منه

الحياء من أهم دواعي الألفة بين الناس، فلولاه لأكل الناس بعضهم بعضاً

أيها المنحرفون عن الدين! كل ساعة من أعماركم ستشكوكم إلى ربكم يوم تعرض عليه أعمالكم!

أيها الملحدون في الدين! كل يوم من أيامكم تقضونه تبرهنون به على أنكم منسلخون عن إنسانيتكم

أيها المستخفون بالدين! لولا الدين لما أمنتم على أنفسكم وأعراضكم وأموالكم وحقوقكم

أيها المتشككون في الدين! لو رفعتم عن أعينكم غشاء الأوهام لرأيتم نور الحق يبهر أنظاركم

أيها العاملون بالدين! هنيئاً لكم بطمأنينة أنفسكم، واستقامة سيرتكم، وفرحة اللقاء مع ربكم

أيها العابدون لله! لقد سلكتم طريق الأحرار، والعبيد من سلكوا غير طريقكم

أيها الخاشعون لله! لقد أدركتم عظمة خالقكم، فما أروع خشوعكم! وما أوسع مدارككم!

أيها المراقبون لله! لقد امتدت آفاق أنظاركم إلى هذا الكون العظيم فلم تجدوا فيه غير ربكم

الباطل يغري الناس حتى إنهم ليمجدونه، فإذا تفتحت عقولهم لمكائده أعرضوا عنه حتى إنهم ليلعنونه

الحق يتعب الناس حتى إنهم ليكرهونه، فإذا صفت نفوسهم تعلقوا به حتى إنهم ليقدسونه

إياك والكذب؛ فإن من تكذب عليه إما أن يكون واعياً فيحتقرك، أو خبيثاً فيكذب عليك، أو ساذجاً فيخدع بك

قلوب الدعاة الصادقين شفافة تلمح من صفاء وجوههم، وقلوب الدعاة الدجالين، صلبة تنعكس أشعتها على نظرات عيونهم

من اطمأن إلى القوة فهو مغلوب، ومن اطمأن إلى الجاه فهو مخلوع

في ضجيج الطبول تختنق أصوات الحرية، وفي صخب المواكب تطمس معالم الحقيقة

في المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف أصالة الرأي، وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق

في المال تنكشف دعوى الورع، وفي الجاه ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة

احذر الحقود إذا تسلط، والجاهل إذا قضى، واللئيم إذا حكم، والجائع إذا يئس، والواعظ المتزهد إذا كثر مستمعوه

المنافق :شخص هانت عليه نفسه بمقدار ما عظمت عنده منفعته

تسليط الأشرار والظالمين لم يرضهم حكم الله في أموالهم؛ فسلط عليهم من يحكم فيهم بحكم الشيطان

أمر الله أن يعطي الفقير حقه والغني حقه، فدافع دجاجلة الدين عن حق الغني ولم يدافعوا عن حق الفقير

من عرف قدر نفسه فليس بمغرور، ومن عرف قدر إخوانه فليس بمضيع، ومن عرف فضل أمته فليس بمفرط

الصراع القائم الآن بين شرين: أحدهما يدعي الرحمة وهو يذبحها، والآخر يدعي الدين وهو يحاربه

من لم ينبع تفكيره من مبادئ الشريعة ضل، ومن لم يستمد سلوكه من أخلاقها انحرف، ومن لم يقيد عمله بأحكامها ظلم

أكثر الأشياء ثباتاً في النظر أكثرها اضطراباً في الواقع

لا تطلق لفظ "العدو" إلا على الأجنبي المحارب، أما المواطن الذي تختلف معه فهو "خصم"

العدو لا تنفع معه إلا الشدة، والخصم يفيد معه كثيراً حسن الخلق

مثيرو الفتن يريدون أن ينتقموا من بعض الناس فتنتقم الفتنة منهم

إذا لم تستطع إخماد نار الفتنة فابتعد عنها؛ فإنك إن لم تصبك نارها أصابك دخانها

إذا اختلف الظالمان إذا اختلف الظالمان انكشفت أسرار اجتماعهما أولاً وافتراقهما أخيراً، وفي ذلك مصلحة المظلومين

كل عصر تلتزم السياسة فيه بمبادئ الأخلاق، يكون عصر ازدهار ورخاء وسلام

كل عصر تنفصل فيه السياسة عن الأخلاق، تشيع فيه الفتن وتقع الأزمات

قد تقدم الظروف إنساناً، ولكن كفاءاته ومواهبه هي التي تثبته في المكان الذي قذف إليه

أجهزة الإعلام تجعل من أتفه الناس وأجهلهم مشهورين، ومن أخلص الناس وأعلمهم مغمورين

أراد الله بالإسلام أن يكون ثورة على الفساد، وبناءً للخير، فحقق به المسلمون الأوائل أعظم تقدم بالإنسان نحو إنسانيته الكاملة

أراد المسلمون بالإسلام في العصور الأخيرة مؤيداً للفساد مشوهاً للخير فرجعوا بإنسانيتهم إلى ما قبل عصور الجاهلية الأولى

يأبى الله أن تغل يد الإسلام القوية، وأن يغطى وجهه المنير، وأن يكون ألعوبة تتقاذفه الأهواء ذات الشمال وذات اليمين

لا تدوم جديد اليوم عتيق الغد، ومشهور اليوم مغمور الغد، وحاكم اليوم محكوم الغد، وعزيز اليوم ذليل الغد

لا تجامل الناس على حساب ما يؤذيك في عقيدتك أو شعورك أو جسمك، وتلطف في ذلك بما لا تُذم به

شر النكبات ما سبَّبها سوء الأخلاق، ولازمها سوء التصرف، وأعقبها سوء السمعة

في البيت يجب أن يتعادل العقل والعاطفة، وفي الحب لا مكان للعقل أصلاً

أنت أغنى الناس حين تستغني عن أموالهم، وأقواهم حين تحتقر أطماعهم، وأكرمهم حين تترفع عن مباذلهم

المال سلاح فتاك، فإن كان بيد المؤمنين العامل؛ فهو سلاح ضد الشر والحرمان

المال سلاح فتاك وإن كان بيد السفيه الفاجر؛ فهو سلاح ضد الخير والإحسان

لو أنك تهيبت العمل خوفاً من الناقدين لما عملت أبداً، ولكن اعمل ما تعتقد صحته، وتُرجح فائدته، وترضي به ربك

في الفتن: إما أن يسيطر العباقرة أو السفهاء، ولا مكان فيها لمتوسطي المواهب والمستقيمين الطيبين

أسد هزيل أرهب في النفس من حمار فاره، وفرس مقيدة أنبل في العين من بغل طليق

كسرة خبز يابسة ألذ في فم الرجل الحر من لذيذ الطعام والشراب في فم العبد المهين

الحلية المستعارة بقاؤها غنى مفضوح، واستردادها فقر مُهين، ولا يفتخر بالمستعار إلا المملقون

الناس معادن، خيارهم في السراء خيارهم في الضراء، وخيارهم في التولية خيارهم في العزل

الناس معادن، خيارهم في الجاه خيارهم في الخمول، وخيارهم في القوة خيارهم في الضعف

صديق اليوم قد يكون خصم الغد، وخصم الأمس قد يصبح صديق اليوم، ذلك شأنه في الأفراد والشعوب

اتخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن الظلم حافزاً للتحرر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق

لا تسعد البلاد إلا بثلاث: دين وازع، وسياسة رشيدة، واقتصاد مزدهر

لا تسعد الأمة إلا بثلاث: حاكم عادل، وعالم ناصح، وعامل مخلص

عدالتنا لا تغير وضع الله للأشياء، ولكنها تصحح تغيير الإنسان الظالم لتلك الأوضاع

ليس في قلب المؤمن مكان لغير حبِّ الله ورسوله ﷺ، وليس له أمل أغلى من لقائهما، ولا عمل ألذ من مرضاتهما

إذا ادَّعت نفسك حب الله فاعتبر بموقفها من أوامره ونواهيه، وبرغبتها ورهبتها من جنته وناره

إذا ادَّعت نفسك حب رسول الله فاعتبر بموقفها من سنته في أخلاقه وآدابه، ومن آل بيته في حبهم وموالاتهم

يكفيك من عزِّ الطاعة أنك تسر بها إذا عرفت عنك، ويكفيك من ذل المعصية أنك تخجل منها إذا نسبت إليك

موطنان ابكِ فيهما ولا حرج: طاعة فاتتك بعد أن واتتك، ومعصية ركبتك بعد أن تركتك

موطنان افرح فيهما ولا حرج: معروف هديت إليه، وخير دللت عليه

موطنان أكثر من الاعتبار فيهما: قوي ظالم قصمه الله، وعالم فاجر فضحه الله

موطنان لا تطل من الوقوف عندهما: ذنب مع الله مضى، وإحسان إلى الناس سلف

موطنان لا تندم فيهما: فضل لك جحده قرناؤك، وعفو منك أنكره عتقاؤك

موطنان لا تترك الخشوع فيهما: تشييع الموتى، وشهود الكوارث

موطن واحد لا تعلق قلبك فيه إلا باثنين: عمرك، لا تحب فيه إلا الله ورسوله

وقت واحد لا تفعل فيه إلا شيئاً واحداً: ساعة الموت، لا ترج فيها إلا رحمة الله

إن للشيطان مكائد، فمن وفق لمعرفة طرائقه فيها كان من الناجين

تغيير الرأي كتغيير الرأس عند الجاهلين المعاندين، فلا تحاول أن تقنع جاهلاً معانداً بتغيير آرائه، فتضيِّع وقتك وتتلف أعصابك

صاحب الهوى مريض، فاحتل لعلاجه بما لا ينفر منه، وإلا طرح الدواء واستعصى على الشفاء

داو قساوة قلبك عند الموعظة، كما تداوي عسر هضمك عند الأكل

المرأة الجاهلة الرعناء، لها من أنوثتها "العاطفة"، وليس لها من إنسانيتها "العقل"

الأب كبش للتضحية، يفرح أولاده الصغار بإراقة دمه، وتفرح زوجته الرعناء بأكل لحمه

ما رأيت كالأب، يهدم أولاده بنيانه وهو بهم فرح، وينغِّصون عليه عيشه وهو منهم مسرور

لولا الاستقرار لكان الزواج حمقاً، ولولا العاطفة لكان إنجاب الأولاد جنوناً، ولولا الدين لكان إنشاء البيت عبثاً وسخفاً

من البيوت واحة يستريح عندها الأب الزوج، ومن البيوت فرن يحترق فيها

عبادة العزب مشوبة بانشغال البال مع الشيطان، وعبادة المتزوج مشوبة بانشغال البال مع الرحمن

الصبر على الطاعة في الزوج والولد أعظم عند الله أجراً من الصبر على الطاعة في الزهد والخلوة

ربَّ بسمة من طفل صغير، أحب إلى الله من ركعات يقوم بها عزب في ظلمات الليل البهيم

الأم أقوى عاطفة نحو الصغير، والأب أقوى إدراكاً لمصلحته، ومن رحمة الله به توفيرهما معاً له

اثنان لا تخالف رأيهما أبداً: الطبيب الحاذق حين يعالجك، والحكيم المجرب حين ينصحك

الخير والشَّر متلازمان: وكأن حكمة الله اقتضت أن لا يصل الخير إلا مع شيء من الشر، ولا يكون الشر إلا ومعه نصيب من الخير

إياك ومصاحبة المغرور، فإنه إن رأى منك حسنة نسبها إليه، وإن بدت منك سيئة نسبها إليك

من خانك في صداقتك فقد أراحك من عبء واجباتك نحوه، ومن فرَّط في صحبتك فقد أراحك من التفكير في أمره

ربَّ من تراه اليوم شيطاناً، تعترف له غداً بأنه ملاك، وربَّ من تحني له رأسك اليوم تطؤه بقدمك غداً

ربَّ من تخشاه اليوم يفرق منك غداً، وربَّ من تكبِّله بالأغلال اليوم يتحكم في مصيرك غداً

قوة الأشرار بلاء، وقوة الأخيار دواء، وقوة المؤمنين شفاء

الحقيقة كالمخطوبة الحسناء: كثيرٌ خطابها ولكنها لا تكاد تجد فيهم واحداً تحبه

لا تتأخر عن كلمة الحق بحجة أنها لا تسمع؛ فما من بذرة طيِّبة إلا ولها أرض خصبة

ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك ولكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق

أقبح أنواع الجبن، الخوف من الجهر بالحق خشية من ألسنة المبطلين

إن ما يبدو اليوم رجعية وجموداً وتخلُّفاً، سيكون في الغد القريب إصلاحاً وتجديداً وتقدماً

ربَّ صرخة تذهب اليوم هباءً، تكون في المستقبل القريب عاصفة وبناءً

لولا جرأة المصلحين واستهزاؤهم بهزء الساخرين لما تخلَّص المجتمع من قيوده وأوزاره

هل يشفي المريض المدنف باقة من الزهر، أم حقنة من البنسلين؟ وهل يكفي الجائع لحن مطرب، أم رغيف مشبع؟

هل يخاف العدو إذا كنت تحسن الرقص، أم إذا كنت تحسن صناعة الموت؟

أفكارنا الروحية تصنع لنا مسرَّات لا تنتهي، وأفكارنا الماديَّة تخلق لنا مطالب لا تنتهي، وأكثرها لا يتحقق

لا يأسرني جمال الصورة كما يأسرني جمال النفس في الإنسان، ولا يستهويني جمال اللون كما يستهويني جمال العبير في النبات

جمال الروح يهوِّن عليك المصائب، وجمال النفس يسهِّل لك المطالب، وجمال العقل يحقِّق لك المكاسب

من كانت فيه خصلتان أحبه جيرانه: البشاشة، وكرم المعاملة

من كانت فيه خصلتان أحبه إخوانه: تذكُّر معروفهم، ونسيان إساءتهم

من كانت فيه خصلتان أحبه تلامذته: بذل الجهد في إفهامهم، ولين الجانب لهم

من كانت فيه خصلتان أحبه أساتذته: سرعة الفهم عنهم، وتوفير الاحترام لهم

من كانت فيه خصلتان أحبه أهله: لطف معاملتهم، وتفهم مشكلاتهم

من كانت فيه خصلتان أحبه رؤساؤه: جميل طاعته لهم، وإتقان عمله عندهم

من كانت فيه خصلتان أحبه الله والناس حميعاً: فعل الخير، واجتناب الأذى

العيون الجائعة أشدُّ ضراوة من البطون الجائعة، هذه إذا شبعت اكتفت، وتلك كلما أكلت جاعت

في المجتمع المتماسك، يكون العيد عيداً لجميع أبناء الأمة، وفي المجتمع المتفكك يكون العيد عيداً لأقوام ومأتماً لآخرين

العاقل يرى في العيد فرصة للطاعة، من صلة رحمٍ، وإغاثة ملهوف، وبر فقير، والجاهل يرى في العيد فرصة للمعصية

ليس العيد لمن زاد فيه همومه، ولكنه لمن أنقص منها همًّا، ونستطيع بالإيمان بالقضاء والقدر أن نجعل من كل يوم لنا عيداً

افرحوا بالعيد أيها المرهقون بالآلام! افرحوا بالعيد؛ لأن آلامكم تخفُّ بالمواساة فيه

أيها المثقلون بالأعباء! افرحوا بالعيد؛ لأن أعباءكم ألقيت عن عواتقكم قليلاً

أيها المثخنون بالجراح! افرحوا بالعيد؛ لأن جراحكم قد وجدت من يضمِّدها

أيها المحرومون من النعيم! افرحوا بالعيد؛ لأن أيام حرمانكم قد نقصت فيه بضعة أيام

أيها الموجعون بالأحزان! افرحوا بالعيد؛ لأنه أعطاكم أياماً لا تحزنون فيها

أيها المنهكون بالمصائب! افرحوا بالعيد؛ لأنه يمنحكم أملاً بانتهاء مصائبكم

لو كبَّرت قلوب المسلمين كما تكبِّر ألسنتهم بالعيد، لغيَّروا وجه التاريخ

لو عرف المسلمون مغزى العيد كما أراده الإسلام، لكان عيدهم الأكبر يوم يتمّ لهم تحرير الوطن الأكبر

إن عيداً في الأرض يضحك فيه أناس ويبكي آخرون هو مأتم عند أهل السماء

اجتهد أن يفرح أولاد جارك بالعيد، كما يفرح أولادك؛ لتتم لأولادك فرحتهم

حين تصبح الأعياد الدينية تقاليد قومية، تفقد في النفوس معناها، وفي المجتمع آثارها، وتصبح فرصة للراحة أو العبث

الأولاد حظوظ الآباء من الدنيا، فمن رزق أولاداً سيئين كان سيئ الحظ ولو اجتمع له المال والجاه

جنِّب ولدك قرين السوء، كما تجنِّبه المرض المعدي، وابدأ ذلك منذ طفولته، وإلا استشرى الداء، ولم ينفع الدواء

القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد، والدلال في تربيته يعلِّمه الانحلال، وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة

الولد كالمهر إذا أعطي كل ما يريد نشأ حروناً يصعب قياده، وإذا منع كل ما يريد نشأ شرساً يكره كل ما حوله

يحبون الصبيان ويكرهون البنات، أما أنا فرأيت في أكثر من عرفت، بناتهم أسعد لهم من صبيانهم

إذا يئس الولد من عطف أبيه عليه نشأ عاقاً، وإذا طمع في عطفه عليه نشأ كسولاً

خير الآباء من لم يؤيس ولده من حنانه، ولم يطمعه في الاعتماد على إحسانه

أخطر شيء على الأسرة أن يميِّز الأبوان بعض الأولاد على بعض في الحب والدلال والإغضاء عن الزلاّت

أعن ولدك على برك بثلاثة أشياء: لطف معاملته، وجميل تنبيهه إلى زلاَّته، وحسن تنبيهه إلى واجباته

اسلك في تربية ولدك طريق الترغيب قبل الترهيب، والموعظة قبل التأنيب، والتأنيب قبل الضرب

لو جدَّد المسلمون معاني العبادة في نفوسهم، لجدَّدوا للإنسانية شبابها

إذا كانت الزوجة مريضة في تفكيرها، والزوج مريضاً في جسمه فمن يربِّي الأولاد؟ حسبنا الله وعليه فليتوكل المؤمنون

من مكر الشيطان ببعض جنود الدعوة: أن يهيجهم لإنكار منكرٍ هو عند الله صغير أو أمر يرونه منكراً وهو عند صاحبه طاعة

مشكلة الشباب اليوم: تحديد الهدف، وملء الفراغ، وللثاني صلة وثيقة بالأول

ليس الفنُّ كله شرًّا، بل منه ما هو خير ومنه ما هو شر، والشرُّ منه هو ما يهيج الشر

تظهر أخلاق الأمة على حقيقتها في موطنين: في الأغاني التي تحبُّها، وفي الأعياد والمواسم

لست أدري أيهما أصل الثاني: هل الأغاني هي التي توجِّه الأمة؟ أم الأغاني هي التي تعكس مشاعر الأمة؟

حين يكون الحب محور أدب الأمة، فاعلم أنها أمة أوهام لا أمة حقائق، وأمة منشغلة عن بناء المجد بما يهدم أقوى صروح المجد

حيث يكون الماء تكون الخضرة، وحيث يكون الإيمان يكون العمل الصالح

إذا واتاك وقت للسرور المباح وأنت محزون أو مريض فاغتنمه؛ فإنك بذلك تنقص ساعة من ساعات حزنك و ألمك

ربَّ نزهة قصيرة مع عائلتك، تحلُّ لك كثيراً من المشكلات

لولا إيماننا بالقضاء والقدر لقتلنا الحزن، ولولا إيماننا برحمة الله لقتلنا اليأس

لولا إيماننا بانتصار المثل العليا لجرفنا التيَّار، ولولا إيماننا بخلود الحق لحسدنا أهل الباطل أو كنا منهم

لولا إيماننا بقسمة الرزق لكنا من الجشعين، ولولا إيماننا بالمحاسبة عليه لكنا من البخلاء أو المسرفين

لولا إيماننا بعدالة الله لكنا من الظالمين، ولولا رؤيتنا آثار حكمته لكنا من المتحيِّرين

بعض الأولاد يطيلون في أعمار آبائهم، وبعضهم يسرقون منها

مهما حاول الزوج حسن الاختيار، فإن حظَّه في زوجته من صنع الأقدار

الزوجية لا تتم إلا بأن تفهم زوجتك، وتفهمك زوجتك، وتتحمَّلها وتتحملك، فإن لم تفهمك فافهمها، وإن لم تتحمَّلك فتحملها

إذا عظمت مساوئ زوجتك في عينك، فاذكر محاسنها، وقلَّ أن توجد زوجة ليس فيها بعض المحاسن

إذا ذكرت أنه لا يتلف شيء إلا بقضاء الله وقدره رضِيتْ نفسك، وهدأت أعصابك

الغضب لله حمية ترفع الأقدار، والغضب للدنيا نار تعرِّضك للدمار

نحن لا نحتاج لكي نكون سعداء إلى أن نعلم ما نجهل، أكثر من حاجتنا إلى أن نتذكر ما نعلم

أكثر متاعب الإنسان في حياته ناشئة من نسيانه للحقائق التي يعرفها

إذا ساءتك زوجتك بأشياء، وسرَّتك بأشياء، فلست بمغبون، واجعل ما ساءك لقاء ما سرك، تكن غير مديون

الزوج المحظوظ هو الذي يكون مع زوجته لا دائناً ولا مديناً

إذا لم توفر لك زوجتك وأولادك الهدوء والسرور، فاخلق لنفسك مسرَّات؛ وإلا قضيت عمرك بالحسرات

لا تتزوج جاهلة، ولا واسعة الثقافة؛ فإن الزوجة الجاهلة بلاء، وواسعة الثقافة شقاء

الزوجة الذكية تحل لك المشاكل، والزوجة العاقلة تخفِّف عنك المتاعب

الزوجة الجميلة تخلق لك المتاعب، والزوجة الحمقاء تزيد المشاكل

أقوى الناس على تحمّل المتاعب، من يتزوَّج اثنتين، وأسرع الناس إلى الهلاك من يتزوج ثلاثاً، وأقرب الناس إلى الجنون من يتزوج أربعاً

إذا اجتمع للأم الدين والعقل والأمانة والجمال أنشأت أولادها عظماء خالدين، ولا أظن ذلك يوجد إلا في الحور العين

إذا ابتليت بولدٍ بليد وأنت ذكي، فلا تفهمه أنه بليد، ولا تجزع من بلادته، فولد بليدٌ بارٌّ، أنفع لك من ولد ذكي عاق

كم جرَّ ذكاء الأولاد العاقِّين لآبائهم من متاعب تمنَّوا معها ألا يكونوا والدين

معاملة الزوجة بالحسنى تزيد العاقلة طاعة، والحمقاء تمرُّداً، فأكثر مع الأولى، وأقلل مع الثانية

الزوج الكريم يستر مساوئ زوجته حتى عن أوليائها، والزوج اللئيم يتحدَّث عن مساوئ زوجته حتى لأعدائها

أكثر الأزواج يطالبون زوجاتهم بحقوقهم عليهنَّ أكثر مما يطلبون أنفسهم بحقوقهن عليهم

المجتمع الجاهل يغتفر للرجل انحرافه، ويقتل المرأة على انحرافها، مع أن الشريعة أوجبت على كلٍ منهما الاستقامة

ما يراه الرجل كماليًّا تراه المرأة ضروريًّا، وما يراه الرجل ضروريًّا تراه المرأة كماليًّا

من أكبر المصائب مصيبة الرجل العاقل بزوجة حمقاء، ومصيبة المرأة العاقلة بزوج أحمق، فذلك هو الداء الذي لا ينفع معه علاج

الرجل يرى المصيبة هي كل ما ينوء بعبئه، وموقفه منها التجلد، والمرأة ترى المصيبة هي كل ما لا يعجبها، وموقفها منها التشكي

الرجل العاقل يؤثر الصمت إلا في مجلسٍ يفيد فيه أو يستفيد، والمرأة العاقلة تؤثر الكلام إلا في موطن تؤذي فيه أو تتأذى

لو كانت المرأة قوية كالرجل لقضت على حياته في ساعة من ساعات غضبها

كل ما يبنيه الأب العاقل في تربية أولاده في أعوام، تهدمه الأم الجاهلة في أيام

يكون الرجل بمفرده من أحسن الناس، فإذا كان مع الجماعة كان من أسوئهم

لا تكون حرية المرأة إلا على حساب هناءتها، ولا عبوديَّتها إلا على حساب كرامة الأسرة

أراد الله للمرأة في شرعه الحكيم الهناءة والكرامة والاستقرار، وأراد لها العابثون بها: الشقاء والمهانة والاضطراب

ليست المرأة أنقص عقلاً من الرجل، ولكنها تغلِّب عاطفتها على عقلها, والرجل يغلِّب عقله على عاطفته

من عجيب أمر المرأة أنها أقوى سلطاناً على الرجل وهي أضعف منه، وأكثر تبرُّماً به وهي أظلم منه، وأكثر وفاءً له وهو أغدر منها

من عجيب أمر المرأة أنها أكثر من الرجل شكوى وهي أهدأ منه بالاً وألصق بأولادها منه وهم يُنسبون إليه

لو كان المال على قدر العقل، لكان أغنى الناس الحكماء، وأفقر الناس السفهاء

لو كان الخلود على قدر نفع الناس، لما خلد السفاحون والطغاة وأكثر الملوك والزعماء

قد يكون أكثر الأشياء ثباتاً في النظر أكثرها اضطراباً في الواقع

الحق يستعصي على الهوى، فمن ملكه الحق ملك القدرة على أهوائه ورغباته

الباطل ينقاد للهوى، فمن ملكه الباطل غذا أذل الناس لأهوائه ورغباته

بالإيمان يتميز الحق من الباطل، وبتوفيق الله تعرف رغبات الخير من رغبات السوء

ما لبَّس الشيطان على كثير من المتديِّنين رغبات السوء، على أنها رغبات الخير، إلا لأنهم حرموا نعمة التوفيق

كرامة المرأة أن تعامل كإنسان، لا أن يُتلاعب بها كدمية, وأن ينأى بها عن مظانّ الشبهات لا أن تطرح في وقود الشهوات

المرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها

حين تعمل التربية على إنشاء جيل يقوم بواجبه، سينشأ هذا الجيل على أن ينسى نفسه ويذكر أمته

حين تعمل التربية على إنشاء جيل يشبع رغباته سينشأ هذا الجيل على أن يذكر نفسه وينسى أمته

الجيل الذي يرخي لشهواته العنان، لن يستطيع الصبر طويلاً في معارك التحرير والبنيان

المرأة التي ترى سعادتها في صيانة شرفها، تعرف كيف تربي أولاداً يصونون شرف الأمة

المرأة التي ترى سعادتها في إشباع لذائذها تربي أولاداً أسهل شيء عليهم أن يخونوا شرف الأمة في سبيل إشباع أهوائهم

المشكلة بيننا وبين دعاة الانحلال، أننا نخاطبهم بالعقول، وهم يتكلمون بالشهوات

نحن أمة ناشئة، نريد أن نبدأ من حيث بدأت الأمم، وهم يريدون أن نبدأ من حيث انتهت

نحن لم نفتح الدنيا بأمَّهات ماجنات متحلِّلات، ولكننا فتحناها بأمهات عفيفات متدينات

أدب الجنس ليس فيه إبداع، ولا كفاح، ولا تضحية؛ فهو صنعة المجدبين الكسالى الأنانيين

أدب النفس فيه روعة الإبداع، وتعب الكفاح، وشرف التضحية؛ فهو حلية المنتجين المجدين الفدائيين

مسكينة هي المرأة، ما تزال ألعوبة الرجل في جميع عصور التاريخ والشرائع، إلا في تاريخنا وفي شريعتنا

الطائر الطليق الذي استعصى على شبكة الصائد، أغلى وأشد جذباً للنفوس من الطائر الحبيس في قفصه

إن أمي كريمة عليَّ - وكذلك كل أم في الدنيا - لأنها ولدتني، لا لأنها كانت جميلة تتحدث عن جمالها الصحف، ومسابقات الجمال

لكل إنسان نصيبه من الألم والحزن والهم، فمن رضي وصبر، كان له الأجر، ومن سخط وتبرَّم، نفذ عليه القضاء، وكان عليه الوزر

من اتَّكل على الله في أمر معيشته، وسعى لذلك، كفاه أمرها، ومن اتكل على ذكائه ووسائله، أرَّقه همُّها، وأرهقته همومها

الإصلاح الحقيقي يبدأ بالضرب على المتاجرين بالدين وروحانيته وأخلاقه؛فهم حجر عثرة في سبيل كل إصلاح نافع

الدين أشد خطراً من مناصبته العداء، ولَزاهد محتال أحب إلى الشيطان من ألف منغمس في لذائذه وشهواته

كلنا نحب الدنيا، ولكن منَّا من يحب مع الدنيا حب النجاة في الآخرة، ومنَّا من لا يبالي في أي واد هلك

تحمل من الهموم ما لا يضنيك، وما لا ينسيك سلطان الله قضاءه وقدره في تصاريف الزمان

لا تعش غير مبال بما يجري حولك؛ فالمشاركة الوجدانية أنبل خصائص الإنسان

أدِّ واجبك على خير ما يرضي الله، واخدم الناس على خير ما يرضي الناس، وتعلَّم أكثر مما تستفيد من العلم به

افتح قلبك لأكرم ما في الحياة من مباهج، وأغمض عينك عن أقبح ما فيها من أسواء

ساعة يتذكر فيها المؤمن عظمة الله وروعة صنعه، تنسيه من الهموم والآلام، أكثر من أيام يستمع فيها الغافلون إلى جميل الأصوات والأنغام

لا يخشى من الفقر إلا من ساء بالله ظنُّه، وتقاعست عن السعي عزيمته

لا يجانب الصدق إلا من خبثت نيّته وساءت في الحياة طريقته

لا يشكو سوء حظه إلا جاهل أو خامل، ولا يشكو جحود الناس لفضله إلا من كان همُّه ثناء الناس عليه

لا يزهد في ثناء الناس إلا من كانت وجهته الله، ورغبته في رضوانه

من انتسب إلى الكريم لم يخشَ الفاقة، ومن انتمى إلى العزيز لم يرضَ الذلَّة

من وثق بالحكيم لم يبد له اعتراضاً، ومن آمن بالعادل لم يخف من الظالمين

من لجأ إلى القويِّ القهار، لم يخشَ صولة الطاغية الجبَّار

من أحب الله تقرَّب إليه بصالح الأعمال، ومن أحب الرسولﷺ الأحوال

من أحب الجنة، هجر سيئ الأقوال، ومن أحبَّ الخلود، أقبل على ما اشتدَّت مرارته، وأعرض عما عظمت حلاوته

ثلاثة تقوِّي أضعف الأمم: العقيدة الصحيحة، والعلم النافع، والأخلاق القوية

ثلاثة تضعف أقوى الأمم: تبذّل المرأة، وطغيان الحاكم، واختلاف الشعب

من عجيب سحر المرأة، أنها كلما أردت أن تبتعد عنها اقتربت، وكلما أردت أن تغضب منها رضيت، وكلما أردت أن تتخلَّى عنها تمسَّكت بك

لا يقاس الحق والباطل بقلَّة الأنصار أو كثرتهم، ففي كل عصور التاريخ بلا استثناء كان الباطل أكثر أتباعاً

الفرصة الوحيدة للخلود بالعمل النافع، فليس فيها متسع للهو والعبث

الجماهير لا عقل لها فيما يوافق شهواتها، فليس إسراعها إلى كل ما يخالف الشرائع، وقوانين الأخلاق دليلاً على صحة اتجاهها

الحق أقل أتباعاً وأقوى أنصاراً، والباطل أكثر أتباعاً وأضعف أنصاراً

إنما يضيع الحق بين ثلاث شهوات: شهوة الجاه والشهرة، وشهوة المال والمنفعة، وشهوة اللذة والمتعة

أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة: قوي في ضعيف، ومستبد في مضطهد، ومتهالك على الشهرة فيمن ينافسه فيها، وزوجة غاضبة في زوجها

من ليس له دين يردعه عن الكذب؛ لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى

من سمت نفسه عن مطامع الدنيا وشهواتها، وجد الحق حلواً عذب المذاق، من حيث يجده غيره مرًّا كريه المذاق

من استعبده هواه لم يتحرر من الرق أبداً، وهو مستعبد لأسخف الآلهة الكاذبة، وأشدها قوة وضراوة

وراء كل جريمة امرأة فاجرة تشحذ السكِّين، ووراء كل فتنة مستغلُّون يتقاسمون منافعها

علوم الفقراء: وهو ما تحتاج إليه الأمة الضعيفة لتستوي على قدميها، كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وما أشبهها

إذا أردت أن يكون لك شأن بين العلماء فتخصص في فرع من فروعه، وشارك بقدر ما تستطيع في فروع الثقافة العامة

أبرز أخلاق العلماء تواضعهم، فإذا رأيت فيهم مغروراً متكبراً،؛ فثق بأن عنده من الجهل بقدر ما عنده من الكبر والغرور

ثلاثة أشياء لا يتم علم العالم إلا بها: قلب تقي، وفؤاد ذكي، وخلق رضي

عش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغن يحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم وكطبيب يشفق عليهم

تسامح في حق نفسك، وتشدد في حق أمتك، تكن عند الله عبداً كريماً، وفي المجتمع مواطناً مستقيماً

الهجرة النبوية جمعت بين روعة الكفاح والفداء واللقاء، وعظيم الأثر في تحويل مجرى التاريخ

لا جرم أن كان عمر والصحابة بعيدي النظر، حين اعتبروا الهجرة بدء التاريخ الإسلامي

ليست الهجرة بدء التاريخ الإسلامي فحسب، بل هي بدء التاريخ الإنساني الذي ولد فيه الإنسان ولادة جديدة

بعض حوادث التاريخ الخالدة، يصنعها أفراد قلائل، ويعيش بفضلها مئات الملايين على مر الدهور، وهم لا يشعرون

لولا الهجرة لما كان خلود العرب في التاريخ، ولولا الهجرة لما استيقظ الغرب بعد سبات عميق

ربما كان بطء القدر في استجابة الدعاء وتحقيق الرجاء، رحمة بالمبتلى تدفع عنه مزيد البلاء، أو كرامة تدخر له في يوم الجزاء

لكل شيء محبوب ثمن، فثمن الحرية بعض القيود، وثمن الاستقامة بعض الحرمان، وثمن الكرامة بعض الاضطهاد

للوصول إلى الآخرة طريقان: أحدهما مستقيم آمن، فيه قليل من الشجر والماء، والثاني: متعرج خطر، فيه كثير من المستنقعات والمؤذيات

كثيراً ما تلهفنا للحصول على أمور بحبها، ثم تبين لنا فيما بعد أن فواتها كان محض الخير والفائدة لنا

من أيقن بحكمة الله ورحمته رأى يد الله تقوده إلى كل خير، وتبعده عن كل أذى

أكثر الناس يفرقون من أذى أجسامهم، ولا يبالون بأذى أرواحهم وقلوبهم

أيها الغافل تدبر: إنما أنت بالروح والقلب والضمير، لا باللحم والدم والعظم إنسان

لذ بالقضاء والقدر كلما أعيتك الحيلة في الخلاص مما تكره؛ فحركات الأفلاك لا توقفها زفرات المحزونين

يُهلك الإنسان نفسه في طلب الشهرة، فإذا أدركها زهد فيها

خلق الله لكل إنسان عينين، ولكن أكثر الناس لا ينظرون إلا بعين واحدة

خلق لكل إنسان لساناً وأذنين، ولكن أكثر الناس يتكلمون بلسانين، ويسمعون بأذن واحدة

خُلقَ لكل إنسان يدين: يداً يستعملها ليعين نفسه، ويداً أخرى يستعملها ليعين غيره، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا يداً واحدة

خلق لكل إنسان رجلين: رجلاً يسعى بها للدنيا، ورجلاً يسعى بها للآخرة، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا رجلاً واحدة

خلق الله لكل إنسان قلباً واحداً، يحمل هموم حياته القصيرة، ولكن يجلب لنفسه من الهموم ما تنوء بحملها القلوب الكثيرة

لكل إنسان عمراً واحداً، فأضاع من أوقاته كأن له مائة عمر

قضى الله على كل إنسان بالموت مرة واحدة، ولكنه رضي لنفسه بجهله وشقائه أن يموت كل يوم

ثمرة الإيمان العمل، وثمرة الحب الخضوع، وثمرة العلم الخشوع، وثمرة الأخوة التراحم، وثمرة الإخلاص الاستقامة

التدلل من غير تذلل، والاستجداء مع الجفاء، والأمل من غير عمل، والتوكل مع الكسل: خرق وحماقة

من علامة علو الهمة، ألا ترضى لنفسك من كل شيء إلا بأحسنه

من علامة الكرم، أن تكون للبذل فيما لا يتحدث عنه الناس أسرع منك للبذل فيما يشتهر أمره بينهم

من علامة لطف الله بعبده، أن يسهل له العسير، ويرضيه باليسير، ويقرب له البعيد، ويجنبه من الآلام ما لا يستطيع تحمله

من علامة الحقيقة، أن تكون بسيطة يدركها العالم والجاهل، فإذا كانت معقدة لا تفهم إلا بعناء، كانت خيالاً ووهماً

من علامة انطماس البصيرة، أن يضيق الإنسان بظلمة بيته، ويرتاح لظلمة قلبه

من علامة الشقاء، أن يجزع الإنسان من ضيق رمسه، ولا يبالي بضيق نفسه

لا تشك مرضك إلا لطبيبك، ولا تشك دهرك إلا لصديقك، ولا تبح بسرك إلا لأخيك، ولا تكشف عن فاقتك إلا لمن ينجدك

لا تبذل نصيحتك إلا لمن يستمعها، ولا تقل كلمتك إلا أمام من يحترمها، ولا تعرض على الناس رأيك إلا بعد أن تمحِّصه

لا يروعنك انخداع الناس بمن تعلم عنهم السوء، فلا بد من أن يظهرهم الله للناس عراة ولو بعد حين

للمخادعين توبيخ التاريخ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين

لا يجتمع حب الدين وموالاة المفسدين في قلب داعية أبداً

الثبات على الصبر أشد من الصبر نفسه، والرضا بالحرمان أشد من الحرمان نفسه

طبيعة المؤمن الاستقامة، فإذا انحرف فلأمر ما، وطبيعة العالم النصح، فإذا نافق فلأمر ما

طبيعة الرجل التجلد، فإذا خار فلأمر ما، وطبيعة المرأة الحنان، فإذا قست فلأمر ما

طبيعة المتزوج العفة، فإذا فسق فلأمر ما، وطبيعة الأب الحب، فإذا أبغض فلأمر ما

جنود الدعوة الأوائل كانوا يقلون من الجدل، ويكثرون من العمل، وكانوا يبخلون بالأقوال، ويجودون بالأموال

جنود الدعوة الأوائل كان عزمهم على الجهاد مستعلناً، وإخلاصهم فيه مستخفياً

جنود الدعوة الأواخر يكثرون من الجدل، ويقلون من العمل، ويجودون بالأقوال، ويبخلون بالأموال

جنود الدعوة الأواخر إعلانهم للدعوة مجلجل، وهم في الجهاد من أجلها على وجل

الحب ثلاثة: حب إلهي (هو حب المؤمن لربه) , وحب إنساني (هو حب الإنسان لأخيه ولصديقه)، وحب حيواني (هو العشق الجنسي)

أفد الناس من علمك، وأشركهم في مالك، وسعهم بخلقك، يحبوك كثيراً

بصِّر الناس بعيوبهم، وحُلْ بينهم وبين شهواتهم، وهاجم سيئ تقاليدهم يبغضونك كثيراً

للتقاليد قدسية الدين عند الجاهلين، وقيمة النقود عند الدجالين، وخطورة السم عند المصلحين

بعض الناس يجمدون حتى يكونوا أقسى من الصخر، وبعضهم يشتدون حتى يكونوا أحر من الجمر

بعض الناس يثقلون حتى يكونوا أمر من الصبر، وبعضهم يميعون حتى يكونوا كماء البحر

بعض الناس ينكرون الحقيقة بوضع أيديهم على عيونهم لئلا يغشيهم ضوؤها

الشجرة التي لا تُميل الرياح أغصانها شجرة ميتة الجذور، كذلك النفس التي لا تهزها المآسي نفس ماتت فيها معاني الإنسانية

المتكبر على إخوانه يحتقر نفسه وهو لا يعلم، والمتكبر على الناس يدفن نفسه بينهم بيده وهو يعلم

لا يغرنك من يتواضع بلسانه وبانحناء ظهره وانخفاض رأسه؛ فقد يكون من أشد الناس كبراً وغروراً

ربما نبتت الفضيلة في أرض الرذيلة، وربما نبتت الرذيلة في أرض الفضيلة

احذر المحروم الذي لاذ بالفضيلة لعدمه، ثم واتته النعمة؛ فإنه يكون أشد انهياراً، وأكثر إضراراً من ذي نعمة لم يدع الفضيلة قط

الذين يلبسون لبوس الدين ثم يستغلونه، أشد خطراً على الدين ممن يكشفون عن وجوههم فيحاربونه

مصيبة الدين في جميع عصوره بفئتين: فئة أساءت فهمه، وفئة أتقنت استغلاله، تلك ضلَّلت المؤمنين به، وهذه أعطت الجاحدين حجة عليه

الدين الحق هو الذي يعطيك فلسفة متكاملة للحياة، ونظاماً وافياً بحاجات المجتمع

خير الأديان ما كفل لك السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة

في الإسلام خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض، وفي الحضارة الغربية ليس الإنسان إلا حيواناً متطوراً