سَمعتِني أَقولُ شِعراً شَقِيّاً
![سَمعتِني أَقولُ شِعراً شَقِيّاً](http://islamarchive.cc//upload/poems/457.jpg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَمعتِني أَقولُ شِعراً شَقِيّاً | يَستَفِزُّ الآلامَ في سامِعيهِ |
فَتَلاشَت وَتَمتَمَت في سُكونِ ال | لَيلِ اللَهِ ما الَّذي يُشقيهِ |
ثُمَّ أَخفَت في ضفة العَينِ دَمعاً | شاءَ سِرَّ الوِقار أَن تُخفيه |
قُلتُ في مُقلَتَيكِ خَمر العَذارى | فَهيَ أَكسيرُكِ الَّذي تَحجُبينَه |
ما خمور الكُؤوسِ مَهما تَلَظَّت | كَخُمورِ القَلبِ الَّذي تَعصُرينَه |
تَسكُبين الشِعر الطَروبِ مِن العَي | نِ وَفي النَفسِ غَيرُ ما تَسكُبينَه |
إِنَّ فيها آياتِ حُزنٍ أَليمٍ | وَرُموزاً مِن اللَيالي حَزينَه |
وَتَمادى السَمّارُ في خَمرَةِ الكَأ | سِ وَكلٌّ مِنهُم سَها كَأَخيهِ |
وَعَزيفُ الأَوتارِ يَمزجُ بِالخَم | رِ عَصيراً أَرقَّ مِن شارِبيهِ |
قُلتُ في مُهجَتي فَراغ رَهيب | فَاِعصُري فيهِ فَلذَة شارِبيهِ |
فَأَمالَت عَنّي عُيوناً سَكارى | وَأَمالَت إِلَيَّ قَلباً شَقِيّا |
وَأَذابَت مِن مُقلَتَيها رَحيقاً | جَرَعَتهُ الشُجونُ في مُقلَتَيّا |
ثُمَّ قالَت خبرتَ حُبّ البَغايا | فَنظمتَ العَذابَ شِعراً بَغِيّا |
فَتَبَيَّنتُ كلّ ما أَضمَرتَه | حينَ مالَت عَنّي وَمالَت إِلَيّا |
وَتَراءى في رَفرَف اللَيلِ مولو | دٌ عَلَيهِ غَلالَة من أَبيهِ |
فَأَطَلَّت مِن كوّة الكوخِ وَاللَ | لُ يَزفُّ الضحى إِلى ساهِريهِ |
قُلتُ في ما تُفَكَّرين فَقالَت | في سُكونِ الدُجى وَفي ما يَليهِ |
وَاِشرَأَبَّت مِن الكَوى الأَعناقُ | وَأَذابَت بَريقَها الأَحداقُ |
وَاِستَفاقَت مِن نَومِهِنَّ العَذارى | حائِراتٍ وَالعاشِقونَ اِستَفاقوا |
الخليّون أَومَأوا بِيَدَيهِم | وَبِطرف اللَواحِظ العشّاقُ |
وَاِستَفاقَ الجَميعُ مِن نَشوَةِ الخَم | رَةِ حَتّى الآمالِ وَالأَشواقِ |
قُلتُ في ما تفكِّرين فَقالَت | في يَراعٍ سحرُ الهَوى مِن ذَويه |
في يَراعٍ عَلَّمتَه الحُبَّ حَتّى | صِرتُ أَهواهُ صِرتُ مِن عاشِقيهِ |
فَذَكَرتُ الماضي وَقُلتُ لِقَلبي | إِنَّها يا شَقِيُّ تَهواك فيهِ |
أَيُّها الفَجرُ يا حَبيب الشَقِيّي | نِ وَيا مشعل الهَوى وَالشَبابِ |
أَيُّها الشاطىءُ المسرّ إِلى المو | جِ حَديثَ العُشّاقِ وَالأَحبابِ |
أَيُّها الكوخ وَالعُيون السكارى | بِخُمورٍ لَم تَمتَزِج بِعَذابِ |
لا تجسّي قَلبي فَلَم يَبقَ فيهِ | مِن بِناء الماضي سِوى أَخشابِ |
وَاِنصَرَفنا وَقَبل أَن أَتَوارى | عَن جَمال الشاطي وَعن ساكِنيهِ |
قُلتُ لِلمَرأةِ الَّتي آلَمَتني | حينَ قالَت اللَهُ ما يُشقيهِ |
لِيَ قَلب أَفرَغته فَاِترُكيهِ | في الهَوى فارِغاً وَلا تَملَأيه |