يقول الدكتور السحيمي في كتابه تنبيه أولي الأبصار (1) : (لقد نظر الإسلام للأنبياء والعلماء والدعاة نظرة عالية قويمة لا إفراط فيها ولا تفريط، وأنزلهم المنزلة التي تليق بهم من غير تفريط كاليهود ولا إفراط كالنصارى.
أما اليهود فقد كذبوا أنبياءهم ودعاتهم، وعذبوهم وقتلوهم وأهانوا مصلحيهم كلما أمروهم بالقسط، ولقد فضحهم الله عز وجل في كتابه حيث قال: (( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ) ) [البقرة:88] ، وهكذا موقفهم دائماً من الذين يدعونهم، وذكرهم الله كذلك بقولهم: (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) ) [آل عمران:21-22] ، وعلى النقيض فالنصارى غلوا وأفرطوا في المسيح عليه السلام، فقد عظموه حتى جعلوا منه إلهاً يعبد، فخرجوا بذلك عن الصراط المستقيم إلى الكفر، قال تعالى: (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ
(1) تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من أخطار (56) .