الصفحة 36 من 145

كان حادثا لما جاز حدوثه إلا بقول آخر يسبقه ثم القول الآخر أيضا لا يجوز حدوثه إلا بآخر يسبقه لأنه حادث يريد وجوده وذلك يؤدي إلى التسلسل وإلى ما لا يتناهى وهو محال

الباري سبحانه وتعالى ليس بجوهر

وقالت النصارى هو جوهر وزعموا أن المراد بقولهم جوهر أنه اصل الأقانيم الثلاثة وهي الوجود والحياة والعلم ويعبرون عن الوجود بالأب وعن العلم بالكلمة وقد يسمونه ابنا ويعبرون عن الحياة بروح القدس

ولا يعنون بالكلمة الكلام لأن الكلام عندهم مخلوق

ثم الأقانيم عندهم هي الجوهر بلا زيادة والوجود واحد الأقانيم الثلاثة فليس الأقانيم موجودات عندهم

ثم زعموا أن الكلمة جلت جسم عيسى كحلول العرض في الجوهر

وقال بعضهم الكلمة مازجت جسد المسيح كالخمر مازج اللبن

والدليل على أنه لا يوصف بأنه جوهر أن الجواهر لا تخلو من الحادث وقد ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته بالحوادث ولأن الجوهر متحيز والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام