الصفحة 15 من 19

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، المجلد الثالث، ص 44

فأجابت: لا يجوز للمسلم أن يأكل مما يصنعه اليهود أو النصارى أو المشركون من الأطعمة لأعيادهم، ولا يجوز أيضاً للمسلم أن يقبل منهم هدية من أجل عيدهم، لما في ذلك من تكريمهم والتعاون معهم في إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور أيام أعيادهم، وقد يجرّ ذلك إلى اتخاذ أعيادهم أعياداً لنا، أو إلى تبادل الدعوات إلى تناول الأطعمة أو الهدايا في أعيادنا وأعيادهم في الأقل، وهذا من الفتن والابتداع في الدين، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد". [1] كما لا يجوز أن يهدى

(1) رواه البخاري في كتاب الصلح برقم (2697) ، ومسلم في كتاب الأقضية برقم (1718) . وفي رواية لمسلم:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ". قال النووي: قوله: رد قال أهل العربية: الرد هنا بمعنى المردود، ومعناه معتد بة، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم - فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات.

وفي هذا الحديث دليل لمن يقول من الأصوليين أن النهي يقتضي الفساد. اهـ. شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 16) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام