37: 62 [ ... فقال:"انفُذ على رِسْلِك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام ..."] .
قال الشيخ أثابه الله: المراد بالرِّسْل: التؤدة والطمأنينة.
"ثم ادعهم"أخذوا من هذا البُداءة بالدعوة قبل القتال، وكما في حديث بُريدة وفيه:"ثم ادعهم إلى ثلاث خصال". وكذلك حديث ابن عمر ما كان -صلى الله عليه وسلم- يقاتل أحداً حتى يدعوه.
38: 64 ["وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"] .
قال الشيخ أثابه الله: من المعلوم أن الأجر الأخروي لا يقاس بالأجر الدنيوي، لكنه مثَّل بحُمُر النعم لشهرتها، وللترغيب في الدعوة إلى الله تعالى.
وفي حديث سهل -رضي الله عنه- وجوب الدعوة قبل القتال: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ... } [النحل: 125] {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ... } [آل عمران: 104] {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ} [الأحزاب: 45-46] من هذه الآيات يتبين أن من دعا إلى سبيل الله، أو دعا إلى الخير، أو دعا إلى الله فمقصده واحد.