فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 111

وهذا ليس معناه النهي عن السؤال مطلقاً، ولكن عن فَرْضِيَّة المسائل، وعن كيفية المغيبات التي لا يمكن أن تدركها العقول، وتقف أمامها حائرة.

-الحالة الرابعة: سؤال التنطع، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ (1) » (2) ، ويدخل فيه سؤال بعض الناس لأهل العلم بقصد إظهار العلم والمعرفة!

وقد يسأل السائل وهو يعلم، لكن بنية تعليم الناس، فلا بأس بذلك.

-الحالة الخامسة: سؤال المراء والجدال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا» (3) .

-الحالة السادسة: سؤال العالم اختبارًا له فهذا ليس محمودًا، وكل

(1) التنطع: التكلف والمغالاة, ومجاوزة الحدود.

(2) أخرجه مسلم رقم (2670) ، وأبو داود ح (3992) من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -.

(3) أخرجه أبو داود رقم (4167) من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 420) , رقم (21176) , والطبراني في المعجم الكبير (8/ 98) , رقم (7488) , وغيرهم، والحديث له شواهد منها: حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - عند الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 269) ، رقم (878) , وحديث معاذ ابن جبل - رضي الله عنه - عند الطبراني أيضا في معاجمه الثلاثة: الكبير (20/ 110) رقم (217) , والأوسط (5/ 285) , رقم (5328) , والصغير (2/ 74) رقم (805) ؛ وقد جَوَّد إسناده العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 153) , وحسَّنه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 157) , وصحَّحه النووي في رياض الصالحين ص (216) ، والأرناؤوط في تحقيق سير أعلام النبلاء (18/ 516) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام