فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 111

مِنَ الغَضَبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللهِ - عز وجل -» (1) . وهذا هو الشاهد حيث غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل هذه الأسئلة التي لا طائل من ورائها.

-الحالة الثانية: السؤال عما لم يكن، وقد جاء عند الدارمي عن عبدالله بن عمر ب قال: «لا تَسْأَلُوا عَمَّا لَمْ يَكُنْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَلْعَنُ السَّائِلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ» (2) .

-الحالة الثالثة: السؤال عن المغيَّبات التي سكت الشارع عن بيانها، ولم يرد فيها شيء عنه، فلا يُشرع مثل هذه الأسئلة إنما يقتصر فيها على ما جاءت به الشريعة.

كمن يَسْأَل ويقول: كيف يعذب الفاسق في قبره؟ وكمن يسأل ويقول: كيف يُنعم المؤمن في قبره ويمد له مد البصر؟ وكيف يكون قبره روضة من رياض الجنة؟

هذا مما سكت الشارع عنه، وكان من منهج الصحابة - رضي الله عنهم - عدم الخوض في السؤال عن مثل هذا وغيره أيضا، قال أنس - رضي الله عنه: «نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ» (3) .

(1) أخرجه البخاري رقم (92) ، ومسلم رقم (2360) .

(2) أخرجه الدارمي (1/ 62) ، وإسناده حسن.

(3) أخرجه البخاري رقم (63) ، ومسلم رقم (12) ، واللفظ له.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام