فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 253

1 -أن ذلك يتعارض مع قول الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر30] وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران144] ، كما يتعارض مع إجماع الصحابة على موته عليه الصلاة والسلام وخاصة بعد خطبة أبي بكر رضي الله عنه المشهورة:"من كان يعبد محمدا فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"1.

2 -أنها تتعارض مع الأحاديث التي تثبت بعثه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة وهي قوله:"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع".2 فمن ادعى أنه يراه يقظة فقد ادعى أنه بعث قبل يوم القيامة.

3 -أن ذلك يؤدي إلى أنه عليه الصلاة والسلام يحيا ويبعث من قبره مرات عديدة.

أما الاحتجاج بحديث"الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"3، فهو احتجاج باطل لعدة أوجه:

أ- أن هذه حياة برزخية لا يعرف كنهها ولا كيفيتها فدعوى أنهم يلقونه ويجتمعون به يجعل ذلك من جنس الحياة العادية وذلك باطل.

ب - أن الوارد في الحديث أنه قال: في قبورهم فقيدها بذلك، فالحياة البرزخية تتقيد بذلك فدعوى أنهم أحياء بأجسادهم خارج قبورهم خلاف ما دل عليه الدليل.

1 مختصر سيرة ابن هشام، ص:311

2 أخرجه مسلم في الفضائل: 15/37

3 ابن عدي في الكامل 2/792 والبيهقي في حياة الأنبياء،ص: 15 وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/187، مصادر التلقي عند الصوفية، ص: 346

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام