وذكر الشعراني عن ابن عربي أنه قال:
(من أراد فهم المعاني الغامضة من كلام الله عز وجل وكلام رسوله وأوليائه فليزهد في الدنيا حتى يصير ينقبض خاطره من دخولها , ويفرح لزوالها) [1] .
وينقل أيضا عن إبراهيم المتبولي أنه قال:
(كل فقير لا يحصل له جوع ولا عري فهو من أبناء الدنيا) [2] .
وذكر الصوفي عماد الدين الأموي في كتابه (حياة القلوب) أن رجلا دخل على بعض الصوفية يتكلم في الزهد وعنده قميص معلق وعليه آخر , فقال:
يا شيخ , أما تستحي أن تتكلم في الزهد ولك قميصان [3] .
وزجر السري السقطي رجلا كان يملك عشرة دراهم وقال:
أنت تقعد مع الفقراء ومعك عشرة دراهم [4] .
وذكر الكلاباذي عن أحمد بن السمين أنه قال:
كنت أمشي في طريق مكة , فإذا أنا برجل يصيح: أغثني يا رجل , الله , الله. قلت مالك , مالك؟
خذ مني هذه الدراهم , فإني ما أقدر أن أذكر الله وهي معي , فأخذتها منه فصاح: لبيك اللهم لبيك , وكانت أربعة عشر درهما [5] .
وقال سهل بن عبد الله التستري:
اجتمع الخير كله في هذه الأربع خصال , وبها صار الأبدال أبدالا: أخماص البطون , والصمت والخلوة , والسهر [6] .
وينقل الهجويري عن أبي بكر الشبلي أن واحدا من علماء الظاهر سأله على سبيل التجربة عن الزكاة قائلا: (ما الذي يجب أن يعطى من الزكاة؟.
قال: حين يكون البخل موجودا ويحصل المال فيجب أن يعطى خمسة دراهم
(1) اليواقيت والجواهر للشعراني ج1 ص 26 مصطفى البابي 1378 هـ.
(2) الأخلاق المتبولية للشعراني ج 2 ص 94 تحقيق منيع عبد الحليم محمود ط مطبعة حسان - القاهرة.
(3) حياة القلوب في كيفية الوصول على إلى المحبوب لعماد الدين الأموي ج2 ص122 على هامش قوت القلوب.
(4) طبقات الأولياء لابن الملقن المتوفى 804 هـ نشر مكتبة الخانجي القاهرة 1393 هـ.
(5) التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص 185 ط القاهرة 1400 هـ.
(6) غيث المواهب العلية للنفزي الرندي المتوفى 792 هـ ص92 , 93 ط القاهرة.