(أحب للمريد المبتدئ أن لا يشغل قلبه بالتكسب , وإلا تغير حاله) [1] .
ويقول أيضا:
(ما أخذنا التصوف عن القيل والقال , لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات) [2] .
ويبين ابن عجيبة الحسني حالة أهل التصوف في كتابه (إيقاظ الهمم) :
(وكان بعضهم إذا أصبح عنده شيء أصبح حزينا , وإذا لم يصبح عنده سيء أصبح فرحا مسرورا) [3] .
وقال أيضا:
(الفقر أساس التصوف , وبه قوامه) [4] .
وروى مثل ذلك عن أبي محمد رويم المتوفى 303 هـ أنه قال:
(مبنى التصوف على الفقر) [5] .
نعم , الفقر الذي تعوذ منه سيد الخلائق المدعم بالوحي , والمعصوم بعصمة الله وقال: (اللهم إني أعوذ بك من الفقر) [6] .
فجعلوا ذلك الفقر أساس التصوف وقوامه , وأقاموا بناءه عليه.
ونقل الطوسي عن الجنيد أنه سئل عن الزهد فقال:
(الزهد هو تخلي الأيدي من الأملاك) [7] .
وبمثل ذلك قال رويم بن أحمد الصوفي المتوفى 303 هـ حينما سئل عن الزهد ما هو؟. فقال: (هو ترك حظوظ النفس من جميع ما في الدنيا) [8] .
(1) قوت القلوب لأبي طالب المكي ج 1 ص 267 , أيضا غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ص 208.
(2) الرسالة القشيرية ج 1 ص 117.
(3) إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص 213 الطبعة الثالثة مصطفى البابي الحلبي 1402 هـ.
(4) أيضا.
(5) اصطلاحات الصوفية لكمال الدين عبد الرزاق القاشاني من صوفية القرن الثامن الهجري ص 76 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب مصر.
(6) رواه النسائي.
(7) اللمع للطوسي ص 72 , أيضا مناقب الصوفية لقطب الدين المروزي ص 55 ط طهران 1362 هجري قمري.
(8) اللمع للطوسي ص 72.