الصفحة 73 من 291

وادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله قوت سنة كما ورد في الصحاح , واللفظ لمسلم عن عمر أنه قال:

(كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب , فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة , فكان ينفق على أهله نفقة سنة , وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله - وفي رواية - كان يحبس منه قوت أهله لسنة) [1] .

وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكام الزكاة والصدقات والإنفاق في سبيل الله , ولم تكن هذه الأحكام إلا لمن يملكه , ولو لم يكن ما كان لبيانها غرض ولا فائدة.

فهذه هي تعاليم الكتاب والسنة , وفي ضوء هذه نرى الصوفية والمتقدمين منهم بالأخص والمتأخرين أيضا بأيتهما يتمسكون؟

لكي يتضح الأمر عن مرجع تصوفهم ومعول أمرهم.

فذكر المحاسبي المتوفى 243 هـ عن صوفي قديم آخر إبراهيم بن أدهم أنه قال:

إن كنت تحب أن تكون لله وليا , وهو لك محبا فدع الدنيا والآخرة , ولا ترغبن فيهما [2] .

ونقل السهر وردي والسراج الطوسي والقشيري عن السري السقطي المتوفى سنة 251 هـ أنه قال:

(لا يكن معك شيء تعطي منه أحد) [3] .

وذكر القشيري عن واحد آخر من الصوفية الأوائل داود الطائي المتوفى 165 هـ أنه قال: (صم عن الدنيا , واجعل فطرك الموت , وفر من الناس كفرارك من السبع) [4] .

وسيد الطائفة الجنيد البغدادي يقول:

(1) رواه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم , واللفظ لمسلم.

(2) المحبة للمحاسبي نقلا عن ملحق تاريخي في آخر كتاب ختم الأولياء بتحقيق عثمان إسماعيل ط بيروت.

(3) عوارف المعارف للسهروردي ص 92 , اللمع للطوسي ص 262 , الرسالة القشيرية ج1 ص 71.

(4) الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ج1 ص 84.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام