وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه: حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت الحنان بديع السماوات والأرض ...الحديث.
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين:
1-أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند (34) ، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان .
2-أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان . فلعلها خطأ من النساخ .
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال:"لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (35) .
وهذا السند فيه: يوسف أبو خزيمة ، وهو: ابن ميمون أيضاً، قال فيه البخاري: منكر الحديث جداً، و قال أحمد: قدري ضعيف. و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأساً، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد. وقال الذهبي: ضعيف (36) .