مجلة الجندي المسلم: تأصيلات عقدية
تاريخ: 01/01/2005
الشيخ- سلطان بن فهد الطبيشي
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى"فادعوه بها (180) {الأعراف: 180} ."
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه .
قال ابن القيم: أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل (1) .
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع .
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء (2) .
وقال ابن الوزير: فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته: رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى"فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه 180 {الأعراف: 180} (3) ."
وقال السفاريني: لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما (4) .
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلاّ بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع ، وأمّا السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها .
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع .