وأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه (24) . وقال ابن حجر: ضعيف مشهور بكنيته (25) . فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس.
رابعاً: حديث أنس الثاني:
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال:"كنت مع رسول الله جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟ . قالوا: الله ورسوله أعلم . فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (26) .
ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج (27) .
وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين:
1-أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة (28) ، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج .
2-تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي (29) ، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند (30) ، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني (31) ، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود (32) ، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد (33) ، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث .