الصفحة 5 من 14

2-يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه (14) ، فإذا لم يكن هو فهو مجهول.

3-ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (15) .

فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة.

ثالثاً: حديث أنس الأول:

أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال:"إن عبداً في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان. قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا . فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل. فيقول ردوا عبدي . فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها . فيقول: دعوا عبدي" (16) .

ورواه أبو يعلى في مسنده (17) ، والبيهقي في شعب الإيمان (18) ، وفي الأسماء والصفات (19) ، والبغوي في شرح السنة (20) ، وابن خزيمة في التوحيد (21) ، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (22) كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه .

قال ابن حجر في القول المسدد: أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضاً، وقال: هذا حديث ليس بصحيح . قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلاً يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثاً، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلاّ أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعاً. انتهى كلام ابن حجر (23) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام