وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضاً: عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلاً يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله:"إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب" (37) .
وهذا السند فيه: أبو عبيدة وهو: سعيد بن زربي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: عنده عجائب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف (38) .
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه .
خامساً: حديث أبي ذر:
أخرج الحاكم: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال:"فلان في النار ينادي يا حنان يا منان".
قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه (39) .
وهذا السند فيه حكيم بن جبير: قال أحمد بن حنبل فيه: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: في رأيه شيء، قلت: ما محله قال: الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك (40) .
فهذا الراوي كما ترى الضعف بينٌ عليه من خلال كلام أهل العلم فيه .