?قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ? [يونس:35،36] .
إن البشر قد اختلفوا فيما بينهم اختلافاً شديداً أدى بهم إلى الصراع والتطاحن ، وتسفيه بعضهم بعضاً . وإن أهم خلافاتهم الآن تدور حول تقرير أحسن الطرق التي تسير عليها حياة الإنسان أفراداً وجماعات. وقد نسوا أو تناسوا أن خالق الناس ، إله الناس ، رب الناس، ملك الناس، قد أنزل في هذا الأمر هدى يعصمهم من الضلال ، وينقذهم من شر الاختلاف .
?وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [النحل:64] .
وهل يحق لقوم أن يختلفوا حول أحسن الطرق التي تسير عليها آلة أو منصع في الوقت الذي قد أرسل إليهم صانع الآلة أو المصنع البيانات الكافية حول هذا الموضوع؟! وكذلك خالق العباد قد بين للناس طريق الحياة بواسطة رسله الصادقين . فهل يحق للناس أن يختلفوا في أمر قد بينه الله العليم الحكيم؟!
الركن الثاني:
والركن الثاني من أركان الإيمان هو الإيمان بالملائكة وهو مترفع عن الإيمان بالرسل الذي أخبرونا عما غاب عن علمنا من الملائكة الذين خلقهم الله ، فمنهم المسبح والساجد، ومنهم من ينزل بالوحي، ومنهم من يقبض الأرواح ومنهم من يعمل في تدبير شئون الخلائق بأمر ربه ومنهم من يرسلهم الله لتثبيت المؤمنين ، ومنهم من يلازمنا لكتابة أعمال الخير والشر .
?وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ? [الانفطار: 10-12] .
وهكذا يزداد المؤمن علماً ووعياً بما خلق الله من مخلوقات .